أونطولوجيا
الحلم
المغربي
-مختارات
من القصة
المغربية
الجديدة-
"عادي"
"الكلمات
التي ترتحل
حرة
بين اللغات،
غير عابئة
بالحدود
والجمارك
الكلمات
التي تنسج من
بهاء الحلم وجماله
أجنحة
للطيران..
تطير
كالفراشات
تجاه الضوء
تلك
الكلمات
لاتحترق..
تظل
نجوما مشرقة
في أشد
العتمات عتمة
تلك
الكلمات،
كلماتي..
كلماتك.. قل
كلمتك ودعها
تحلم، دعها
تطير."
- فاطمة
بوزيان-
قاصة
مغربية
من
مواليد 1973
بالناضور،
المغرب
صدر
لها:
"همس
النوايا" 2001
-مجموعة
قصصية-
لها
قيد الطبع
"هذه
ليلتي"
-مجموعة
قصصية-
يوم
استثنائي
أنظر
إليه يتكلم،
يخيل إلي أني
اليوم أسمع
بعيني، ألا
تتكلم العيون
ما الذي يمنع
أن تسمع حديث
رجل استثنائي
هكذا؟ !..هاتفه
الصغير،
الصغير جدا
بشكله اللوزي
يشد انتباهي،
حاسوبه
الشخصي في حجم
حقيبة يدي، نظارته
الشمسية بعدة
ألوان حسب
الإضاءة ،أكسسوارت
رائعة ترفع من درجة
استثائيته،
أحسه يشبه
الرجل الذي بدأت
أشيده بداخلي
قطعة،
قطعة،من كل ما
أعجبني فيما
رأيت وتخيلت
من رجال منذ
خالط ذلك السيل
الهرموني
الحارق دمي، هاهو
الآن يجلس
قبالتي،
القميص الشيك
نفسه الذي كنت
ألبسه له في
خيالي، من وحي
أقمصة كثيرة
رأيتها في
مجلات النجوم،
الشفاه نفسها
التي
استعرتها من
توم كروز، القامة
التي
استنسختها من
مطرب
مشهور،العيون
التي سرقت
رسمها من مذيع
نسيت اسمه ولم
أنس عيناه..الكلام
متعدد اللغات
،يشبه سلطة
جميلة
شهية..أتكىء
على المائدة
بيدي ويتكئ وجهي
على يدي...لم
أتوقع أن
يكتمل ويكون
هنا جالسا قبالتي،
أسود الشعر
مثلي،
مع ذلك مختلف
، مختلف
تماما، تماما ..أستمع
إليه، أفكاره
التي
تطيربحرية
تطيرني عاليا...رجل
استثنائي
،أقول لي طبعا
لأنه عاش في
أروبا..
أضغط
على عينيه
بنظراتي
فأحسها
تستولجني إلى
قلبه كأنها
رابط
الكتروني
ينقلك لصفحة من نقرة
واحدة ،وينفتح
أمامي قلبه
رابطا آخر
يقود إلى
قلبي،قلبي
الذي انتظره
طويلا
..طويلا..عنكبوتي
الجميل دعني
أتأرجح في
شباكك، يا لها
من شباك !!.. العصري
عصري في كل
شيء من رأسه
إلى ساسه مودرن..حذاؤه،
لغته،
حاسوبه،
هاتفه
،أفكاره ،لفتاته..أهدد
نفسي الأمارة
بحب الأدب
،سأهجر ذلك
الشعر المشبع
بالرثاء
،وتلك القصص
المترهلة
بالحزن،وأحفظ
كلماته
الجديدة : لوجسييل، غوغل،
ماسنجر...
أحسها غريبة فوق
لساني ، لكني
سأقصه
إن لم يحفظها
،
انطقها
بداخلي كلما
سمعتها منه
،أظل أرددها
في صمتي كي
أحفظها
لوجسيل ..غوغل
...ويب..ماكروسوفت..
قلت له :
-أنا
أيضا أستعمل
البريد
الالكتروني
ابتسم ..
حدثني عن
تقنيات كثيرة
للتواصل
السريع .. لم
أفهم الكثير
من كلامه لكنى
كنت أحرك له
رأسي موافقة..
صحيح كنت لا
أوافق على ما لا
أفهمه لكني
سأتغير من أجل
هذا الرجل
الاستثنائي،
هو يستحق أن
أهجر تلك
القناعات
التي لم تورثني
غير الحزن
والانتظار،
أنا بنت اليوم
، اليوم ولدت،
لم يكن ثمة
قبل..هو يتكلم
،يحق له أن
يتكلم، أنا
أنصت ،ما لدي
من كلام قديم
،هو يقول
الذكورة
هرمون، و
الأنوثة
هرمون ،والجنس
تفاعل أنظمة
هرمونية،
والحب خرافة،
والزواج شركة
تحتاج رأسمال
وتأمين...هو
يتكلم، يتكلم
...وأنا أبتسم،
ابتسم...
يوم
الانفجار
كنت
رشفت من
فنجاني حين
تلفظ ببرجه،
فأمطر
انفجار ضحكي
رذاذا أسود
على الطاولة البيضاء،
البيضاء
تماما، كيف
لرجل أي رجل
أن يكون من
برج
العذراء؟..وهو
ليس أي رجل
،للتو كان
يتحدث عن
مغامرات تفوق
خيال تلك
القنوات
التي.....والأفلام
التي ... للتو
كان حديثه
يفيض بغزوات وأجساد
و نهود وظمأ
وارتواء ،
خليق به أن
يكون من برج
الثور،برج
الأسد،برج
الفيل ،مسحت
رضابي بخجل
،وانتبهت أني
مع ذلك
لست منزعجة
من كل الأسماء
النسائية
الكثيرة التي
تترادف على
لسانه
،مع أني في
المعتاد غيورة
وأكره الرجال
الذين
يتباهون
بمغامراتهم..انتبهت
أني كنت أحرك
رأسي كأني
موافقة، سعيدة،
مرتاحة،
مرتاحة
جداااااااا
،أحيانا حين
يعتذر عن
استرساله في تلك
التفاصيل كنت
أردد له
بوداعة :
-عادي،
عادي جدا
فيتشجع
أكثر فأكثر،
ويتدفق أكثر
فأكثر، لماذا
أبدو غفورة،
متفهمة،
متسامحة إلى
هذا الحد؟ هل
هذا ما يسمى
حوار الحضارات؟
، هل هذه هي
العولمة
؟..ياه كم لديه
من قصص !! كم يتحدث
عنهن
باحترام ،
بلغة مهذبة
وهن في أقصى
العري، في
أقصى
السكر،أقصى
العربدة، يعبرن
في حديثه نساء
جميلات
وديعات..
-نتقاسم
الجسد،الجسدحوار
ممتع
كم
جميل حياده
وتفهمه !!.. .أحس حياتي
ظمأ
كبير،جفاف لا
تفاصيل شيقة،
ساخنة،فيها..
حين فاجئني
بسؤاله ازددت
خجلا، قلت له
أحببت مرة
واحدة أيام
الجامعة زميلي،
لا، ليس بذلك
الشكل ،كنا
نتبادل
البوح، وأشعار
نزار
والأحلام
،حين سحبنا
شهاداتنا العقيمة
انسحب كل منا
من حياة الآخر
..أعرف أنك لا
تحب هذه القصص
الجافة
القصيرة،الباردة
،أفهم ذلك،
لكنني لا
أستطيع أن
أختلق لك قصصا
ساخنة، أنت
ترى هنا ليس
هناك،وهذا كنت
أعتبره سرا
خطيرا ،لا
تضحك رجاء، لا
تضحك ، صدق،
حين كانت
زميلاتي
يتحدثن عن
قصصهن في أمسيات
الحي الجامعي
كنت أطبق على
شفاهي وأحلف
أن لا أروي
لهن شيئا حين
يفاجئنني
بسؤال يكون
جوابه تلك
التجربة ..ليس
كل الناس
يفهمون مثلك
تلك المشاعر
والرغبات..أنت
تعلم هنا ليس
هناك...
هو
يحرك رأسه،
حركة خفيفة
تشجعني على
الاسترسال،
حين ترتبك
كلماتي في
الخجل يبتسم،
ابتسامته
الجميلة
أحسها تقول لي
بوداعة:
-
عادي، عادي
جدا ...
....................................
......................................
يوم
الفراغ
أحتسي
قهوتي المرة ،
لا سكر أمامي
أضيفه، والكرسي
الذي قبالتي
فارغ،أحسني
فارغة أيضا ... الطبيعة
لا تقبل
الفراغ
،مؤكد..أفكر
في برج العذراء..
لا أصدق أنه
كان هو، وضع
الفنجان على
الطاولة، أخرج
الخاتم من
أصبعه ،وضعه
جنب الفنجان،
أعطى النادل
حسابه، حمل
هاتفه اللوزي
الصغير ،حاسوبه
الشخصي الذي
في حجم حقيبة
يدي
-تزوجي
زميلك إذن
قالها
وانصرف..
لا
تكشفي أوراقك
العاطفية لرجل أي
رجل.
الصمت
ذهب، الكلام
قصدير.
أين
قرأت أوسمعت
ذلك؟ في كتاب؟
في قصة؟ في
وصية أم
لابنتها،؟في
ثرثرة نسائية
بحمام
ما؟؟؟...ثمة
حكم في الكثير
من القصص
والشعر والكتب
كيف لم
أنتبه؟..اللعنة !هذا
الرجل شعره
أسود ماذا
يمنع أن تكون
أفكاره أيضا
سوداء ؟كيف لم
أنتبه؟
يوم
عادي
أفرغ
من أعماقي
خيبتي
الشاسعة،
أفرغ من قلبي الرجل
الذي منذ أن
خالط ذلك
السيل
الهرموني الحارق
دمي شيدته،
هناك ،قطعة،
قطعة ، الرجل
العادي جدا في
كلامه وثيابه
وحذائه لا
تخلو تعابيره
من ألفاظ
غليظة :
-
أنا كنت
واعر،عرفت
بنات بزاااااااااااف
،البنات اللي
ماعندهم عقل
ماكاين غير
همافهاد
البلاد.
أكره
الأشياء
العادية من
الطحين العادي،
إلى الحب
العادي أردد
داخلي:
- حبك
هاديء، حبك
عادي، أنا
مللت الحب
العادي،، ،
أفهم
أغنية لطيفة
جيدا
اللحظة،وسياقها
ربما يشبه
سياقي،هو
بشكل هادئ.
يروي تلك
القصص
بالتفاصيل
ذاتها..لاشيء
فيها يكسر أفق
انتظاري..
يتسرب إلي
الضجر.. لا
أحرك رأسي
بالموافقة
ولا الرفض
،حين سينتهي
سأقول له
بغباء :
-عادي
،عادي جدا
بالنسبة لأي
رجل... أنا؟ لا،لا
، رجاء
هذه إهانة،
أنا كنت مشغولة
بالدارسة
والعمل
ومسؤولياتي
كانت كثيرة ماذا
تظن ؟ لا،لا ، أنا
أمنحك هذا
الفرصة لأنك
تبدو محترما ورجاء
علي أن أغادر..ليس
من عادتي
التأخر
خارج البيت ،
ثم لا أحب
الجلوس في
المقاهي ..ها
أنت تعرفت إلي
ومن
يريدني يدق
الباب.
سأقولها
بشكل حاسم
وصارم وبلا
تردد وانصرف
وأنتظر يوم،
شهر ،سنة ...
أبواب
مفتوحة
نوافذ
مفتوحة
...
أبواب
مغلقة
نوافذ
مغلقة
...
وأنا
خلف
الشمس
خلف
القمر
أنتظر"
(1)
(1)
قصيدة/لوحة
(انتظار) من
ديوان أرى
نسوة يسقين
الجثث لصالح
حربي
خريطة
الموقع
جميع
الحقوق
محفوظة
للمؤلف
ALL RIGHTS
RESERVED
e-mail : saidraihani@hotmail.com
<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-anthology-index.htm</title>
<meta
name="description" content="فاطمة
بوزيان">
<meta name="keywords"
content="قاصة
مغربية،
كاتبة مغربية