أونطولوجيا الحلم المغربي

-مختارات من القصة المغربية الجديدة-

 

kafeeh


 

"قنبلة"

 

"الحلم بساط الريح المتأهب باستمرار للسفر بعيدا بعيدا جدا. حلمي يطارد اللحظات المنفلتة مني طوعا أو كرها، في زحمة انشغالاتنا بالزائف التافه اليومي الزائل. الحلم مكنستي السحرية، التي بها أغزو العوالم العذراء التي تسكنني ، العوالم التي أحس بها ولا أراها ،وبالحلم أغزوها دونما حاجة إلى تأشيرات ولاجوازات ولا جمارك .الحلم شيطان الشعر وماؤه في مملكة الشعراء ومدمني اللعنات الجميلة، وعكازة الجوالين ومتعقبي الجمال أينما كان . ب و في الحلم أمارس حرية مطلقة نكاية في كل الموانع القابعة في وعيي ولا وعيي دون اغتصاب لحرية الآخرين. الحلم كاتارسيس للنفس وسمو بها إلى أعلى مراتب التطهر ،وهو وجود آخر بالقوة يحبب الوجود بالفعل. لنمارس حلمنا الجميل حيث هو المبتدى وليس المنتهى"

 

 

عبد الواحد كفيح

قاص مغربي

من مواليد 1961 بالفقيه بنصالح، المغرب

صدرت له:

"أنفاس مستقطعة" 2006

-مجموعة قصصية-

 

 

 

                                     

انتهى كل شيء, اختفت الوجوه التي طالما راودها حلم تغيير العالم. انتهت مدة الاعتقال التي عدها بالدقائق والثواني بل بعدد الشهيق والزفير. قدت أيامها ولياليها في لحمه وعظمه, سنتان بالتمام والكمال وهو يحكي لزنزانته عن أحلامه

ومشاريعه الكبرى التي لم تصمد في وجه ضربات الزمن الموجعة, فور خروجه وأمام الباب الكبير أرهف السمع، لم يسمع لا هتافات ولا هدير الجماهير ولا شعارات صمت رهيب تصطك له الأضراس . . سيحملك الأنصار على الأكتاف ويمزقون الرايات البيض ولن يكونوا بعد اليوم في حاجة إلى الكتابة على جدران المدينة خلسة, . بل سيدكون أسوارها دكا . . . طز كل شيء راح, والكل استراح, لم يبق له, من دنياه سوى زوجته التي كانت طبعا هي أول المستقبلين, زوجته المصونة, مهد أحلامه وموطن أسراره, ومنبت فلذات كبده, حفظت العهد والود وصانت ما تبقى من الشرف والعهد, فما كادت تعلن البشارة العظمى وتخبره أنها حامل وفي شهرها. . . كما يرى, اهتزت الأرض من تحت أقدامه,

غاصت عيناه المثقلتان بكل هموم الدنيا, في بطنها المنتفخ كالقنبلة, كيف ؟ كرشها لفمها ؟ طار عقله ؟ سألها كيف ؟ زاغت عيناه ومسحته بنظرة من أعلاه إلى أسفله, أسرت له, إنه الراقد يا حبيبي استجاب لنداء العودة, نعم الراقد وهذه ظاهرة كونية عرفها بطني دون سائر الأخريات. انهالت عليه أسئلة الكيف ودارت في رأسه آلاف المرات في لمح البصر, عض على شفته السفلى واغتصب ابتسامة هاربة مرددا أجل حبيبتي, والجنين يمكن أن يرقد في إحدى زوايا وتجاويف بطن أمه ما شاءت له من الأعوام والسنين, نعم بطنك يا ابنة حواء غدار كالبركان الكمون والانفجار ابتلعت عيناه دمعة متحيرة, خشية ضياع ما تبقى من جلد ورجولة الماضي, سلم بالأمر الواقع مرددا سيان عندأيتها الأرنب إذا حضرنا ننجب وإذا غبنا ننجب.

 

 

 

الرجوع إلى مواد الانطولوجيا

 

 

خريطة الموقع

 

بَيَانَاتُ أدبية

"المدرسة الحائية"

"الحاءات الثلاث" مضامين الغد

مَقَالاتُ متخصصةُ

 حِوَارَاتٌ مع الرَّيْحَاني

 حِوَارَاتٌ من الشرق والغربٌ

شَهَادَات فِي الإبْدَاعِ وَالتّلَقي

درَاسَات سِيميَائِيَةُ للأسماء

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

موسيقى الخلاص

ناس الغيوان

رهانات الأغنية العربية

سيرة ذاتية روائية

مجاميع قصصية على الخط

مجاميع قصصية مشتركة

يوميات

المَكْتَبَةُ الإِلكْتْرُونِيَةُ

مترجمات

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

روابط ثقافية

الألبوم المفتوحُ

ENGLISH

FRANCAIS

الصفحة الرئيسية

 

 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

 

 

 

ALL RIGHTS RESERVED

 

 e-mail : saidraihani@hotmail.com

ENOTE

<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-anthology-index.htm</title>

<meta name="description" content="عبد الواحد كفيح">

<meta name="keywords" content="قاص مغربي، كاتب مغربي