أنطولوجيا
الحـب
المغربي
-مختارات
من القصة
المغربية
الجديدة-
"عاشق
أخرس"
" لن
أزعم، كعاشق،
أن الحياة من
دون حب يباب...
لن
أنفي حلاوته
كمن لم يتذوق
مرارتها
العذبة قط،ولن
أؤكدها كمن
تجرعها حتى
الرمق الأخير.
فمن
الممكن، أن
يكون الحب
وهما لذيذا
يعيشه المرء
كما يحتسي
نبيذا أو عسلا
أو سما.
ومن
الممكن أن
يكون في
اختلاق الحب
نزوعا نحو هاوية
الذات حيث
الآخر الساحر
الذي يريحنا
تقتيله لنا،
فقط لأننا
نحبه ونحبه..."
-الدكتورالحبيب
الدايم ربي-
ناقد
وقاص وروائي
مغربي
مواليد
1955 بإقليم
الجديدة
صدرت
له:
المنعطف
( رواية)
حروب
صغيرة
(مجموعة
قصصية)
طاحونة
الأوهام
(مجموعة
قصصية)
زهرة
الأقحوان
(مجموعة
قصصية)
زريعة
البلاد
( رواية)
الكتابة
والتناص
(دراسة
نصوص
مترابطة
( دراسة)
عـثرة
الحظ أوقعته
في سؤال ما
كان يتوقعه .
رجل ثقيل
يسأله من غير
مناسبة عن
معنى كلمة
“خرساء” التي
ابتدأ بها
شاعر مجهول
قصيدة . دون
جدوى كان
يتتبع حركة
الشفاه
السائلة:
خرساء ، خرساء
، خرساء . فما
التقط من
الإيماءات
إشارة . بعد لأي
، وحين كاد
صبر السائل
ينفد ، جاءه
الفرج فردّ في
حرج : خرساء من
لا ترد ، أو
بالأحرى من تتعمد
عدم الكلام.
وانتهت
الواقعة هنا
برجل ثقيل
الظل وآخر ثقيل
السمع ،
يلتقيان على
مضض ،
ويفرنقعان من
دون ندم.
الرجل الفضولي
سوف يمضي إلى
مزيد الرعونة
، بينما سينصرف
الذي يخونه
السماع إلى
البرطمة
بسباب لا يوفر
قليلي الذوق
والشعراء من
الحساب .
سيستعيد ، من
دون ريب ، هذه
اللحظة بغير
قليل من الامتعاظ
؛ ويبصق في
وجه الوقاحة .
بيْدَ أن
شكوكا ستراوده
بشأن مفردة ”
خرساء”. ستبدو
له غير مناسبة
للتعبير عن
حبسة الشفاه
وحدها. أما
كان للقواميس
أن تخص بها ،
أيضا ، من لا
يسمعون مثله ؟
قد يحتج في
سكون.وقد لا
يكون تبعا لمنطق
الحكاية .
*******
على
صمت كان يتلظى
بحبها .
يترصدها من
بعيد كي يتأمل
الجرة تلامس
شعرها الجموح
كلما قصدت عين
الماء للسقيا
. العشق مذلة .
وهو حين يأتي
من أخرس يغدو
فعلا أقرب إلى
الشناعة. كان
قد أوغل في
التيه. عيناه
بوابتان
لقصيدة مخلعة
الأوزان صماء
، والجمال
المترجل
أمامه ،
متثنيا ،
سبحان الخالق الناطق
. كأنما كانت
صاحبته على
غيمة تخطو ، خفيفة
، رشيقة ،
صموتة. تعبر
التلة في ذهاب
وإياب. لم يعد
قلبه يطاوعه
ليبقى نائيا ،
يتأمل “خرساءه
” من خلل سد
القصب . ما صار
السر واحدا
وإنما غدا
اثنين
وثالثهما
عاذل قد يقتحم
المشهد مدعيا
الاستفسار
عما قاله شاعر
مزعوم في
الحبيبة.
والحبيبة ،
مهما صدّت ،
هاهي تقترب ،
لم تعد بدورها
قادرة على
الصمود أكثر.
ولأنها
كانت مثله
خرساء فقد
ناولته جعبة
قصب كي يسكب
فيها هواه .
ففعل . انذرفت
دموعه فوق القصبة
فخرمتها سبع
خرمات . وعلى
مدى أيام
الأسبوع ،
ومنذ كان
الماء والقصب
، راحت
النايات، كلما
هبت الريح ،
تشدو بأنغام
شجية يزعم
العواذل أنها
لعاشق أخرس
يلوذ بحقول
القصب!
خريطة
الموقع
جميع
الحقوق
محفوظة
للمؤلف
ALL RIGHTS
RESERVED
e-mail : saidraihani@hotmail.com
<<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-anthology2-index.htm</title>
<meta
name="description" content="الحبيب
الدايم ربي">
<meta
name="keywords" content="قاص
مغربي، كاتب
مغربي