أنطولوجيا
الحـب
المغربي
-مختارات
من القصة
المغربية
الجديدة-
"أحلام طاميزودا(1) "
"بدون
حلم ، وبدون
حب ، وبدون
حرية ، يستحيل
أن نبدع ، بشكل
جيد ، ويستحيل
، أن نستمتع
بلذة الحياة ،
ويستحيل أن
نبني مجتمعا
راقيا ، وأن
نبني حضارة ،
و أن يكون
لوجودنا معنى
.
أتساءل إن
كان حكامنا
، يحلمون و
يحبون وهم
أحرار.
إذن ، من
هنا نبدأ."
- إدريس
الصغير-
قاص
مغربي
من
مواليد21 ماي
1948بمدينة
القنيطرة
صدر
له:
"اللعنة و
الكلمات
الزرقاء"
بالاشتراك مع
عبد الرحيم مودن
(مجموعة
قصصية)، 1976
"الزمن
المقيت"، (رواية)، 1983
"عن
الأطفال و
الوطن"، (مجموعة
قصصية) 1985
"وجوه
مفزعة في شارع
مرعب"، (مجموعة
قصصية)، 1985
"كونشيرتو
النهر العظيم"، (رواية)، 1990
"أحلام
الفراشات
الجميلة"، (مسرحية)، 1995
"ميناء
الحظ الأخير" بالاشتراك
مع عبد الحميد
الغرباوي،(رواية)، 1995
"معالي
الوزير"،
(مجموعة
قصصية)، 1999
حتى
بعد مرور كل
هذه السنوات
الطوال ،
مازال يتذكر
كل شيء، وبكل
التفاصيل
الدقيقة،
زرقة سماء ذلك
اليوم
الربيعي،
ونسمة أصيله
الرقيقة،
وعبق شذا
أقحوانه الغض
، وزقزقة طيوره
الجذلى، وهفهفة
القلب الأخضر.
هكذا، ما أن
التقت العين
بالعين، حتى
كان ما كان. تصاعد
وجيب القلب
وخفق الوجدان،
وسرت
القشعريرة،
من قمة الرأس
إلى أخمص
القدمين. هل
يكون سهم كيوبيد
قد أصابك
اليوم؟
قامة
قصيرة، وعينان
متوهجتان،
وبسمة، تشع من
الوجه
الدائري، الذي
تنسدل
على جانبيه،
خصلات شعر
يتلاعب بها
النسيم. هكذا
رﺁها، جميلة
في البهاء.
هكذا رﺁها،
تشبه « رومي شنايدر»
في بسمتها.
نفس
حمرة خجلها،
نفس انكسار
المقلتين،
ودلال
الكلمات المنبجسة،
من بين
الشفتين،
القرمزيتين. ها هو ذا
يهمس،
بالمفردات
الأولى، يقدم
رجلا، ويؤخر
أخرى، يتلعثم
قليلا،
يتحشرج الصوت
في حلقه، تحمر
وجنتاه،
كلمات
مرعوشة،
تقابلها ابتسامة
رضى و قبول.
هل تعلمين كم
مضى من
السنوات اﻵن،
هل تدركين كم
شهرا، وكم
ليلة، و كم
ساعة، وكم
دقيقة؟ أين كل
تلك العواطف
الجياشة؟ أين
الأشعار،
والألحان،
والسهاد،
والشوق، والألم،
والفرحة؟ أين
المدى
المنبسط
المعشوشب الذي
طالما
تماسكنا
باليدين لنجري
على ثراه ،
نسقط تارة ،
وننهض أخرى
تحت أشعة
الشمس اللاهبة؟
أين البسمات؟
أين الفرح الطفولي
؟... أما زلت
تذكرين طاميزودا؟
كانت
اللقاءات هنالك،
في خلوة عن
العالم، عن كل
العالم. بعيدا
عن الحروب،
وعن الدمار
وعن الدسائس
وعن كل المخلوقات.
ترى لماذا
اخترنا
بالضبط. ذلك
المكان. الم
يكن الرومان
يشقون عباب نهر سبو
بسفنهم
المحملة بالمؤونة
ليرسوا بها
في طاميزودا؟
الم يحبوا
هنا؟ ألم
يحترقوا بلظى
الأشواق، و
طول
النأي، و
المعاناة
المؤلمة لهذا
الحب الأزلي؟
أين أنت اﻵن ؟ اﻵن
أرى جسدك مسجى
على المحمل
، مغسولا ،
بعطر الجنان .
أراك محمولة
فوق الأكتاف
، ليشق مسمعي
، العويل ، و
الصرخات
الرعناء . اليوم لا أملك
سوى الذكرى ،
اليوم أعود عند
الغروب
منكسرا ، أيمم
نحو مدينة
كئيبة تغفو
مجهدة،
لتنكمش على
أحزانها
الدائمة.
***********
(1) طاميزودا : مدينة
رومانية ، تقع
على بعد عشرة
كيلومترات من
القنيطرة ،
على الضفة
اليسرى لنهر سبو، غرب
المغرب .
خريطة
الموقع
جميع
الحقوق
محفوظة
للمؤلف
ALL RIGHTS
RESERVED
e-mail : saidraihani@hotmail.com
<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-anthology2-index.htm</title>
<meta
name="description" content="إدريس
الصغير">
<meta name="keywords" content="قاص
مغربي، كاتب
مغربي