أنطولوجيا الحرية

-مختارات من القصة المغربية الجديدة-

 

yazami

 

"إمبراطورية العليق"

 

 

"سيهطل المطر و يروي الظامئ من الجداول و الحقول.. و ستعيد الحنون شبابها و نضارة قسمات وجهها. ويتضوع المسك من أردانها. سيهرب الدجى و تنكشف ألاعيب الحواة و زراع الألغام و الفتنة و الحقد بين الأحبة... سنخلد ذلك اليوم يوم عيد هدية للوطن و كل صناع الحياة من الأحرار..."

 

- إدريس اليزامي-

باحث ومترجم وقاص مغربي

من مواليد 1963 بمدينة تازة، المغرب

 

صدر له:

" الجدار "، 1995

-مجموعة قصصية –

 

" رحيل اللونجة "، 1996

-مجموعة قصصية-

 

" جنة الطوارق " ، 2000

-رواية-

 

له قيد الإعداد للطبع:

" في ضيافة المتنبي "

-مجموعة قصصية-

 

" أوراق ملونة "

-مجموعة قصصية-

 

 

 

 اسمحوا لي بتقديم نفسي إليكم:

أنا فلاح، لا علاقة لي بهذه الصنعة... لكن الكاتب أقحم شخصي لرواية هذه القصة.  فاقبلوا عذري، وإن كنت في الحقيقة، وغيري من أهل القرية، لا نتقن إلا الحكي، في زمن البطالة، عن كل ما نراه أو سمعناه.. نلوك ونجتر. فما أمتعكم فخذوه وما أفسد عليكم صفوكم وضيع وقتكم فاطرحوه، وليتحمل الكاتب وزره.
كلامي كله سيدور حول هذه النبتة، التي غزت أوديتنا وحدائقنا: العليق ... وحتى أقربها إلى أذهانكم، فهي شائكة، تشبه التوت البري... لكنهما يختلفان. التوت بثمرته السوداء في نضجها، الحمراء قبيلة، غذاء لذيذ هي للطيور، للبشر، وكائنات أخر...

اعتدنا رؤيته، نستدفئ به شتاء، نزدهي بحضرته ربيعا، نقتات من ثمره صيفا، ونزرب به حظائرنا خريفا.. نعم الربيب وهو.. ربيب بيئتنا.
لكن، ما الجدوى من وراء العليق؟

حقا، ابتلينا به طوال هذه السنين المنصرمة. انضاف إلى المشهد الحزين الذي تعيشه هذه القرية المهملة الهامشية من بؤس وعوز، وتراجع في المردود الفلاحي جراء الجفاف .. غزا هذا العليق أوديتنا، فداديننا، حدائقنا الشبحية، غاباتنا الشمطاء، إنه يكتسح كل شيئ. حتى سواري، وعيدان بيوتنا تلوي عليها. صار إخطبوطا يطوقها كالأفعوان يداهمنا بجيوشه أينما حللنا وارتحلنا. أرجلنا لا تكاد تسلم من أغلاله الدامية.

قد نتساءل:

 من أين أتت هذه الداهية؟

وكيف استولت على القرية بما فيها وعليها؟

حق لك أن تسأل، ولا أملك إلا أن أجيب ولن أتدخل في ما سماه أو عنون به الكاتب قصته "إمبراطورية" فثقافتي المحدودة لن تسمح لي بذلك... لكني سأقول لك أن، اللي دارها بيديه يفكها بسنيه" فالنبتة أول الأمر، كانت تعيش على أطراف القرية. وجاءت بها الرياح. ومن يدري أن السيول قد تقاذفتها إلى أن وصلت بها إلينا.. وربما تكون قطعان المواشي قد حملتها على ظهورها، أقصد بذرتها، المهم أنها تكاثرت واستوطنت أراضينا، في غفلة أو تهاون منا.. وهاهي قد تكونت كما عنون به الكاتب القصة: "إمبراطورية"كيف سنجتث هذه النبتة الطفيلية، المحتلة لأراضينا، المتربعة على أبهى حدائقنا وودياننا. تنعم بالظل وأشعة الشمس، وسلسبيل الغدران على حساب جوعنا وعطشنا..؟

هذا ما سنتركه للأهالي ولك أيضا إن شئت أن تفكر فيه، وتستجيب الأيام حتما عن هذا السؤال الوعر..

أرجو أن تكون قد وعيت ما رويته لك وإلا فاسأل الكاتب.

 

 

 

 

 

الرجوع إلى مواد الانطولوجيا

 

 

خريطة الموقع

 

بَيَانَاتُ أدبية

"المدرسة الحائية"

"الحاءات الثلاث" مضامين الغد

مَقَالاتُ متخصصةُ

 حِوَارَاتٌ مع الرَّيْحَاني

 حِوَارَاتٌ من الشرق والغربٌ

شَهَادَات فِي الإبْدَاعِ وَالتّلَقي

درَاسَات سِيميَائِيَةُ للأسماء

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

موسيقى الخلاص

ناس الغيوان

رهانات الأغنية العربية

سيرة ذاتية روائية

مجاميع قصصية على الخط

مجاميع قصصية مشتركة

يوميات

المَكْتَبَةُ الإِلكْتْرُونِيَةُ

مترجمات

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

روابط ثقافية

الألبوم المفتوحُ

ENGLISH

FRANCAIS

الصفحة الرئيسية

 

 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

 

 

 

ALL RIGHTS RESERVED

 

 e-mail : saidraihani@hotmail.com

ENOTE

<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-anthology3-yazami.htm</title>

<meta name="description" content="إدريس اليزامي">

<meta name="keywords" content="قاص مغربي، كاتب مغربي