رَيْحَانِيَاتٌ

 

Description : Description : Description : at_desk

 

 

 

الحاءات الثلاث

أعمال مشتركة

المدرسة الحائية

مجاميع قصصية

لقاءات مع مبدعين

روايات

 لقاءات مع الريحاني

بَيَانَاتُ أدبية

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

تكريم الأصدقاء

مترجمات ْ

قصص قصيرة جدا

درَاسَاتُ إسمية

المَكْتَبَةُ الإلكترونية

الأغنية العربية

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

أدب الطفل

الألبوم المفتوحُ

 

 

 

 

 

قصائد شعرية

أبحاث في الترجمة

أبحاث  في الفن

أبحاث  في الإعلام

 

 

أبحاث في الفن

 

 

ضَرُورَةُ الفَنّ للْمُجْتَمَع:

نَحْوَ مُجْتَمَع يُقَدّسُ الفَنّ

 

 

 

 (مقال منشور على صفحات مجلة "جريدة الفنون" الكويتية، 2010، صفحة 80-81)

 

 

 

 

عن الفن والحياة:

 

"الفن" هو العُري وتمجيد مفاتن الجسد و"الحرية" هي الفتنة وارتكاب وإثارة الشرور. و"الحل" هو "اتّقَاءُ" الفن والحرية معا. أما "النتيجة" فهي الوضعية السائدة في العالم العربي والتي دخلت قرنها العاشر من الانحطاط التاريخي.

 

إن "حذف" الفن من الحياة ومن السلوك اليومي للفرد، أي فرد في أي زمان ومكان، يعني حصر الوجود في حاجات الجسد الأساسية (الأكل والنوم والجنس) وفي "الضامن المادي" لهده الحاجات الثلاث وهو "العمل". لكن لا شيئا من هدا حدث في يوم من الايام لأي مجتمع من المجتمعات الإنسانية على مر العصور إذ لن يستطيع الإنسان مقاومة فكرة الانتحار منذ الليلة الاولى لتطبيق قرار حرمان المجتمع من الفن بعدما لن يجد أجوبة عن سؤاله: "إلى متى سيستمر الحال هكدا بأربع انشطة مرخص بها: الاكل والنوم والجنس والعمل؟"

 

لم يحدث هذا الفصل بين الفن والحياة على مر التاريخ لسبب بسيط وهو ان "الحياة ذاتها فن": ف"كيف نطبخ" هدا فن،و"كيف نأكل" هدا أيضا فن،  و"كيف نعمل" هدا فن كدلك، و"كيف نمارس الحب" هدا بكل تأكيد فن...  إن الفن هو جواب عن سؤال "الكيف".  الفن، إذن، هو "شكل" سير الامور في الحياة وهو أيضا "جمالية" طرح القضايا على الطاولة. لكن الفن وإن كان يبدا عادة ب"الكيف" و"الشكل" فإنه غالبا ما يصبح "موضوعا" و"مضمونا" و"جوهرا". وهنا تكتمل حلقات تطور الفن في التقدم من مرحلة "سؤال الجدوى" التي يُخَصُّ بها الفن عادة قبل قبوله إلى المرحلة الثانية، مرحلة "التخصيص" بحيث يقبل الفن ك"شكل" تعبيري إلى المرحلة الثالثة والأخيرة، مرحلة اعتماد الفن ك"مضمون" وك"موضوع" وك"جوهر" وك"حياة"...

 

وهدا بالتحديد ما يميز "الفن" عن "الآلية". فالفن هو "المتعة الناتجة عن  وعينا" ب "كيفية" عيشنا لحياتنا و"كيفية" تدوقنا لها بينما تبقى "الآلية" نقيض دلك. فبينما ينتصب الفن كاختيار وكحرية، تبقى "الآلية" الدركَ الأسفلَ من القدرية ومن غياب الإرادة والتخلي عن الحرية...

 

 

 

في الحاجة إلى الفن:

 

في المأثور لدى الديانات التوحيدية الخمس، كان  الإنسان دائما يطمح إلى أن يكون "أكبر" مما هو عليه ولذلك تطاول على "الشجرة المحرمة'' أو "الثقافة المحرمة'' التي يختلف ترميزها من دين توحيدي لآخر. ثارة، ترمز إلى "المعرفة المطلقة"، وثارة ترمز إلى "الخلود والحياة الأبدية"، وثارة أخرى إلى "المتعة الجسدية اللامحدودة واللامقننة"... لكن في جميع الاحوال، كان الإنسان يطمح إلى أن يصبح "أكبر من مجرد إنسان". لقد كانت تعتريه دوما رغبة في الثورة على محدودية معرفته، وعلى قصر عمره، وعلى القيود المفروضة على المُتَع الجسدية التي ينشدها. إنه، اختصارا،  التوق إلى الحرية والمعرفة والخلود: التوق إلى "المطلق" .

 

ولأن "الخلود" لا يمكن أن يكون صفة إنسانية، فقد صار "الخوف من الموت" دائما دافعا رئيسيا وراء جري الأحياء إلى التناسل للخلود وضمان الاستمرارية على هده الحياة عبر الأولاد والأحفاد. لكن "الخوف من الموت"  كان دائما يمسح فكرة "خلود المرء عبر النسل" عند أول إصابة بمرض كيفما كان نوعه فيلجأ إلى مقاومة المرض بإجهاد النفس على التغلب عليه بكل أشكال الدواء وأحيانا بالتضحية ب"رزق الأولاد" في سبيل التغلب على المرض والبقاء على قيد الحياة...

 

 وحده الإنسان، من بين الأحياء على الأرض، اهتدى إلى "الفن" كأداة فعالة  ل"الانتصار على الموت" ومن ثم "الخلود"، ولو على المستوى الرمزي. فالحاجة إلى الفن كانت دوما "ضرورة" للإنسان حتى ولو أدى الأمر بالمرء إلى ابتكاره لفنه بنفسه دونما حاجة لانتظار الآخر كي يؤدي له تلك الوظيفة، فالانسان فنان بطبعه. فقد كان "عنترة" شاعرا وهو لم يقرأ يوما ولم يكتب ولم يلج مدرسة ما دام كان منبوذا بحكم انتمائه لطبقة العبيد، و"محمد شكري" انتقل  من مجرد حكواتي  متجول بين موائد محترفي الكتابة الأجانب إلى روائي وقاص ومسرحي راسخ، والفنانة العصامية "الشعيبية العدراوي" تَحَدّتْ كل الخطوط بكل الألوان واختطت لنفسها طريقا أوصلها إلى العالمية في الفن التشكيلي...

 

 

 

وظيفة الفن:

 

للفن وظيفتين أساسيتين: الوظيفة الاولى ظاهرية وهي وظيفة "الإمتاع" وأما الوظيفة الثانية فهي وظيفة "جوهرية" وتعنى ب"حفظ التوازن".

 

وظيفة "الإمتاع": فهم العالم والاستمتاع به في آن، التعبير عن علاقة الإنسان بالعالم، تعميم التجارب والأذواق والرؤى الإنسانية، وجعل الحياة جميلة...

 

وظيفة "حفظ التوازن" أو التوازنين: التوازن الداخلي (داخل الدات) والتوازن بين الذات والعالم. فعلى مستوى حفظ التوازن الداخلي (داخل الدات)، تبقى وظيفة الفن هي: بناء الشخصية، تحديد الهوية، تهذيب النفس، تهذيب الوجدان الفردي والجماعي، تقوية المخيلة لتحرير الطاقات، وتنشيط الإنسان بضخ طاقات جديدة في شرايينه، و إزالة الخوف الإنساني الفطري من الموت ومن النسيان...

وعلى مستوى حفظ التوازن بين الذات والعالم، تبقى وظيفة الفن هي: ضمان التوازن النفسي والروحي والعقلي والوجداني للإنسان، ضمان التوازن بين الفرد والعالم المحيط به، بين الواقع والمثال، بين العالم المحسوس والعالم اللامحسوس...

 

أما وظيفة الفنان فتبقى هي "التحويل":  تحويل التجربة الإنسانية إلى حدث موثوق به ثم إلى نص مكتوب أو شفهي أو مرسوم أو مسموع ثم إلى شكل جميل يروق العين أو السمع أو الوجدان... إنه تحويل للواقع المنفلت والمتشظي إلى لوحة جميلة ونص مفهوم ومعزوفة تطرب لها النفوس...

 

 

 

ماهية الفن:

 

الفن نشاط عقلي وجداني مهاري يقوم به الإنسان  لغايات تتجاوز زمانه و عمره  وحجمه. إنه تعبير عما خزنته الذاكرة وما يختلج بالوجدان وما جادت به المخيلة من صور وأحاسيس وأحداث لنقلها كرسالة إبداعية إلى المتلقي غير المحدد في الزمان والمكان. وهذا ما يميز الرسالة الفنية عن غيرها من الرسائل العابرة ( رسائل سياسية، رسائل إعلامية...) ف"الرسالة الفنية لا تموت بموت مُرسلها أو ضياع شروط قولها". ولعل هدا ما يفسر خلود ملحمة "الاليادة" التي لا زالت تقرأ بنفس المتعة التي قرئت بها قبل ثلاث آلاف سنة، ولوحة "الموناليزا" التي لا زالت تجدب المتلقي بنفس الجادبية قبل خمسة قرون، ومسرحية "عُطَيْل" البطل الذي لا زال حيّاً بيننا على خشبة المسرح الفني والمسرح الوجودي، وأغنية ''مرسول الحب'' التي لا زالت تطرب الأذن بعد اكثر من اربعين عاما من بثها أول مرة على الأثير، ومَعْلَمَةَ "برج بيزا" التي لا زالت تثير الذهول في نفوس عشاق المعمار والهندسة، وتمثال "أبي الهول" الدي لا زال يثير الحيرة حول دلالاته الفنية والرمزية، وفن "الباليه" الدي لا زال يمتع العين بعد قرون من ضمور الطبقة الارستقراطية التي انتجتها وَرَعَتْهَا...

 

لكن الفن يبقى "واحدا من طريقين اثنين". فإما الفن رغبة قوية قد "يطلبها الإنسان فتُلَبّى رغبته وتتحقق أمنيته"  بالتحصيل العلمي والتمرن الطويل والجهد الجهيد وهدا حال أغلب الفنانين عبر التاريخ،  وإما هو رغبة مجردة متعالية "تختار الإنسان وتتملكه" لتستعمله اداة لتحقيق غاياتها وهو ما يصطلح عليه تارة ب"الإلهام" وتارة ب"النبوغ" وتارة اخرى ب"العبقرية". ولعل من بين أبرز أمثلة هذا النمودج مبدع "الإليادة" و"الاوديسة" الشاعر والمغني "هوميروس"  ومبدع المعلقة السادسة "عنترة بن شداد العبسي" الذي أبدع شعرا كتب بماء الدهب وعلق على جدران الكعبة إلى جانب أشعار "ملوك" دول و"ملوك" شعر كالملك "امرئ القيس" علماٌ بأن "عنترة" لم يكن يتوفر على مؤهلات علمية تخول له نظم الشعر فقد كان الرجل أميا وعبدا منبوذا...

 

 

 

أدوات الفن وحيله:

 

ينقسم الفن إلى نوعين: فن تعبيري (موسيقى ورقص ومسرح وسينما وأدب) وفن تصميمي (رسم وديكور ونحث  وعمارة وطبخ). لكن الفن في مجمله يلجأ، من وجهة نظر سيكولوجية، إلى سبع حيل أساسية  Seven Basic Mechanisms  تتأرجح ما بين "الكبت" و"الدفاع" و"الهروب":

أولا، النسيان  Repression إما بالترك او بالكبت حين يتعارض عنصران في الحياة الشعورية فيتم التضحية باحدهما لحساب بقاء الآخر.

ثانيا، النكوص Regression والعودة القهقري إلى الماضي كشكل أنجع للتعبير عن الذات عندما يفشل المرء في تجريب ما حواليه من سبل وادوات ومجالات.

ثالثا، الإسقاط Projection وتاويل حيوات الآخرين وسلوكاتهم وتفضيلاتهم حسب ما يخالج النفس للتنفيس عليها وإقناعها بان الفرح عام او أن الهم يشمل الجميع أو ان الهزيمة والخسارة قانون كوني...

رابعا، التحويل Transference حين يواجه حاجزا ماديا او نفسيا فيصبح مقياسا عاما ينطبق على كل ما له علاقة بالموضوع أو قرابة به. وهو بدلك قد يكون تحويلا إيجابيا أو تحويلا سليبا.

خامسا، التماهي Identification مع شخصية بعينها أو أمة بداتها أو حضارة  بكاملها تحت دافع الإعجاب والاحساس بالنقص معا.

سادسا، التبرير Rationalization بمبررات عقلية مقبولة لأحداث وسلوكات انفعالية وغير عقلية كي تتقبلها الذات الشعورية وترتاح منه خلال ضمان استعادة توازنها.  

سابعا، التعويض Compensation من خلال الظهور بمظهر ما بغية التعويض عن النقص في المظهر الحقيقي المراد تغطيته بحيث تكون الصورة المُعًوّضَةُ في الغالب إيجابية  بينما تبقى الصورة المُعَوَّضة سلبية وقيد الكتمان.

 

 

 

الفن ودوره في تشكيل الهوية وحمايتها:

 

إن مهمة الفن الأساسية هي "الحفاظ على هوية المجتمعات وخصوصياتها" ( لباس، إيقاع، رقص، معمار، طبخ، طرز، وشم، حلي...)، و"الدفاع عن الشخصية الثقافية للمجتمعات الإنسانية"، و"مد الجسور بين ماضي الثقافة وحاضرها لضمان استمراريتها"، و"المساهمة في الإقلاع التنموي العام" فالتنمية ليست اقتصادية فقط بل ثقافية وفنية أيضا. وهذا ما يتجلى على المستويين الشكلي والجوهري في سلوك الأفراد واذواقهم وتفضيلاتهم... إذ يرتقي ذوق الأفراد والمجتمعات برُقي فنونها وينحطّ بانحطاط فنونها. فالمنطق السليم لن يقبل بشاعر  يستمع  لموسيقى ''الراي'' كما لن يقبل بفنانة تشكيلية ترقص '' أم علاية''. الانحطاط والرقي بوابته ''الفن'': "قل لي ماذا تغني وترسم وتنحث وتكتب وتصمم، اقول لك من أنت".

 

 

 

ما بين الفن والفكر من اتصال:

         

الفن هو "ضمير الأمة" حين يشتغل على "المضمون"  وهو "وجدان الأمة" حين يشتغل على "الشكل". قد يبدو هذا "تشابكا" بين مجال الفن ومجال الفكر لكن الفرق بينهما بيّن. فالحياة قد "تصعب"  بدون فكر وبدون تفكير ولكن "تستحيل" الحياة بدون فن وبدون جمال. وهذا ما يثبت بأن الفن يتضمن الفكر ويحتويه وبأنه أوسع منه وأشمل. فالفن يولد مع الإنسان، إنه فطري. أما الفكر فيُتعلم، إنه مكتسب.

 

وإذا كان الفن "أشمل" من الفكر، فإن الإبداع "أسبق" على التنظير والتقعيد. لقد كان الفن هو السباق دائما إلى جدران الكهوف والأهرامات وأسوار المعابد كما كانت تتغنى به هذه القبيلة ويفخر به ذلك الشعب. فروائع الفن جاءت "قبل" التنظير: الإليادة والأوديسة، جلجامش، ألف ليلة وليلة، بيو وولف، المعلقات العشر... أما التنظير، فلعل أول عمل تنظيري إبداعي عرفه تاريخ الفن كان لأفلاطون ومن بعده تلميده أرسطو، وهي تنظيرات هيمنت على الحقل الإبداعي الإنساني لمدة تزيد عن الألفي سنة قبل أن ينتفض الفن، والإبداع عموما، ثائرا على الجمود الذي تكون وراءه عادة  "سلطة" التنظير و"هيبة" التقعيد. فبينما كانت الكلاسيكية انضباطا للقواعد الفنية المثبتة، صارت الرومانسية تفجيرا للعواطف والمواقف والأعراف الاجتماعية، بينما التزمت الرمزية القواعد عبر تحدّيها... بهذه الطريقة، راوح الفن،  في ثورته على التنظير والتقعيد، بين الإذعان والجرأة والمخادعة و المراوغة.

 

وإذا كان الفن "سباقا" على الفكر و"شاملا" له، فإن المطالب التي يرفعها الفنانون حاليا تبقى هي "استقلالية" الفن عن الفكر بينما يناضل بعض المفكرين من أجل "إلحاق" الفن بالفكر والفلسفة على وجه الدقة. وهي مفارقة صارخة لا بد من الانتباه إليها!

 

أما على صعيد الاختصاص، ف"الفكر"  يحدد الوعي وطريقة الإدراك الإنساني لتسهيل الإتصال والتواصل بين الناس بينما يروض "الفن" القول الكامن في مجاهل الذات الإنسانية واللاوعي الإنساني. وبينما  يرى الفن موضوعا واحدا من عدة زوايا، يرى الفكر كل الموضوعات من زاوية واحدة. وبينما يسعى الفن إلى  تحقيق المتعة والحس بالجمال،  ينهمك الفكر في السعي للحقيقة. وبينما يطمح الفن إلى أن يصبح ملاذا  للإنسان وضامنا لتوازنه ليبقى حيا وليعيش أطول، يسعى الفكر إلى أن يصبح هاديا للإنسان  إلى فهم مجريات الامور بغية السيطرة  على الشروط المحيطة به والتحكم بها.

         

 

 

رهانات الفن كأداة للتغيير والتكريس والإمتاع

      

حيثما طرح موضوع الفن، تبقى الأسئلة المعلقة هي أسئلة جدوى الفن ووظيفته المتغيرة في سياقاته المتغيرة. فما هي مهمة الفن الأولى؟

          هل هي  تصوير الواقع عاريا؟         

أم هي  رسم المثال من خلال التبشير بالغد الجميل القادم؟

          أم هي تجاوز نقد الواقع والتبشير معا عبر الإبحار في عوالم الذات ومجاهل الخيال؟

 

ولأي هدف تتم الاستعانة بالفن؟

هل لتكريس الواقع؟

أم لتغييره؟

أم للهروب منه نحو آفاق أخرى طلبا ل"الإمتاع والمؤانسة

 

"إن الانقلابات والثورات ليست اكثر من نقل العبء الذي يثقل كاهلنا من كتف الى أخرى" كما قال الفيلسوف والكاتب المسرحي الإرلندي المعروف جورج  برنارد  شو، قبل أن يضيف "أما الثورة الحقيقية والانقلاب الحقيقي فهو الذي نتمنى إحداثه في طريقة تفكير الناس وطريقة تذوقهم وطريقة تفاعلهم مع مجريات الأمور".

 

ولقد انخرط الفن في هذه العملية الثورية مبكرا ولكنه لعب أدوارا طلائعية بعد منتصف القرن العشرين إذ بدأ على مختلف الواجهات أوراشا تهدف لتحرير الإنسان من الداخل فتخصصت دور الموضة في تحرير اللباس من النمطية والنزول بالموضة إلى العامة من الناس بدل ارتكانها إلى علية القوم، ودخلت الصورة الحلبة لتحرير العين، وساهمت الموسيقى بخلخلة الأذواق المهيمنة من خلال إعلان أنماط جديدة في الموسيقى والغناء ك "الروك أند رول" و"الهارد روك أند رول" و"الريدم أن بلوز" و"الصول"، كما ظهر عند بداية السبعينيات من القرن العشرين اهتمام جديد بدراسة "لغة الجسد" التي سيستفيد منها الفن كثيرا بعد ذلك على مستوى الرقص والمسرح والسينما والتشكيل...

 

 

 

خاتمة:

 

في ماذا  يتفوق علينا الغرب؟

          الجواب السهل المتداول هو:  في "التقنية" و"العلوم"!

          لكن الأمر أعمق من ذلك بكثير، فالغرب يتفوق علينا ليس ب '' اللعب'' أو '' الأدوية'' أو '' الأسلحة'' أو غيرها من '' الأشياء''التي تبقى مجرد '' أشياء'' تباع وتشترى. إنه يتفوق علينا ب"الاستثمار في الإنسان" من خلال تشييع "ثقافة القراءة"وتاصيلها في المجتمع الغربي لدرجة أصبحت فيها القراءة "سلوكا يوميا" و"طقسا ضروريا" مثل شرب الشاي عندنا (!)، ومن خلال تكريس "الفن" كضرورة وجودية وصفة حضارية وهذا بحق ما يجعل الإنسان "منتجا" طول العمر وغير ذلك ما يجعل الإنسان مقلدا مدى الحياة.

 

 

الرجوع إلى قائمة الأبحاث في الفن

 

 

خريطة الموقع

 

 

بَيَانَاتُ أدبية

"المدرسة الحائية"

"الحاءات الثلاث" مضامين الغد

تقديم أعمال الأصدقاء

 حِوَارَاتٌ مع الرَّيْحَاني

 حِوَارَاتٌ من الشرق والغربٌ

شَهَادَات فِي الإبْدَاعِ وَالتّلَقي

درَاسَات سِيميَائِيَةُ للأسماء

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

الألبوم المفتوحُ

أدب الطفل

رهانات الأغنية العربية

روايات

مجاميع قصصية على الخط

مجاميع قصصية مشتركة

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

المَكْتَبَةُ الإِلكْتْرُونِيَةُ

مترجمات

ENGLISH

FRANCAIS

الصفحة الرئيسية

 

 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

 

 

 

ALL RIGHTS RESERVED

 

 e-mail : saidraihani@hotmail.com

 

<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-arts-index.htm</title>

<meta name="description" content="أبحاث في الفن"><meta name="keywords" content="فن، فنون، تشكيل، نحث، سينما، سينيما، رقص، عمارة، مسرح، موسيقى، أغنية، غناء">