رَيْحَانِيَاتٌ |
||
|
|
|
|
|
|
|
|
مع
الريحاني في
خلوته (حوارات
منشورة)
"الأدب
العربي يشهد
دينامية
حقيقية نبعها
عرق جبين
الأدباء
ومصبها
اللحاق
بالركب
الأدبي
الإنساني"
أجرى
الحوار
الإعلامي
والقاص
اليمني صالح البيضاني
صالح
البيضاني: كيف
تنظر لواقع
الثقافة
العربية من
خلال تجربتك
في المجال
الثقافي
كاتبا وناقد
وباحثا؟
محمد سعيد
الريحاني: يمكن
النظر إلى
واقع الثقافة
العربية من
خلال أربع
زوايا: زاوية القراءة
والمقروئية،زاوية
حرية
التعبير،
زاوية الاستثمار
في مجال
الثقافة،
زاوية تكتلات
الفاعلين
الثقافيين
كنقابات
الكتاب،
وزاوية الجودة
والمصداقية.
فعلى
المستوى
الأول، زاوية القراءة
والمقروئية،
تركت النسبة
العالية من
الأمية التي
ناهزت السبعة
والستين في
المائة
67 % من مجموع
المواطنين في
مجموع الدول
العربية أثرا
سلبيا كبيرا
على الثقافة
العربية. وقد
ساعدها على
دلك عامل ثان
وهو تخلي
الدراسة
والتحصيل
العلمي عن
وظيفتهما في تشغيل
أبناء الشعب
فسقط بدلك
جدوى الثقافة
عند العوام من
العموم... أما
البقية
المحسوبة "فئات
متعلمة" فيمكن
من خلال
إحصائيات
المبيعات في
معارض الكتب
معرفة طبيعة
العناوين
والمجالات
التي تقرؤها
وترى العالم
من خلالها: كتب
الطبخ
والتنجيم
والتداوي
بالأعشاب...
أما على
المستوى
الثاني،
زاوية حرية
التعبير،
فقد قرأت قبل
أسابيع حوارا
صحفيا يطالب
فيه الكاتب
المُحَاوَرُ ب"إعطاء
الحرية
للكُتاب".
أتساءل: هل
الحرية تعطى؟
أليست الحرية
مثل الحياة تخلق
مع الإنسان
فيدافع عن
حريته كما
يدافع عن حياته؟
ثم هل يقتحم
الكاتب مجال
الكتابة وهو
ليس حرا بعد؟
عن مادا يمكن
للكاتب أن يكتب
إن لم تكن
كتاباته عن
الحرية؟
وعلى
المستوى
الثالث،
زاوية الاستثمار
في مجال
الثقافة،
فبدل أن يتدفق
الرأسمال
العربي بكل
ثقله جهة
الإقلاع
الثقافي
الحقيقي،
تدفق بكل
دنانيره
لشراء الشقق
والاستثمار
في قنوات
الفيديو كليب
وباقات كرة
القدم
والمحطات
الفضائية للعلاج
من السحر
والجان...
وعلى
المستوى
الرابع،
زاوية تكتلات
الفاعلين
الثقافيين،
تعرف نقابات
الكتاب
العربية خلطا
غير سليم بين الكاتب،
سواء كان هدا
الكاتب مبدعا
أو ناقدا،
وبين الجمعوي. وهو
الخلط الذي لا
يدرك مغزاه
إلا مع
التصويت
للمكتب
الجديد
لتسيير نقابة
الكتاب حيث
تبدأ الإنزالات
بجحافل الجمعويين
وتظهر حقيقة
ضبابية مفهوم
"الكاتب".
أما على
المستوى
الخامس،
زاوية الجودة
والمصداقية،
فقد ظهرت
انحرافات لم
تشهدها
الثقافة العربية
من قبل وأهمها
تقييم العمل
الثقافي على خلفية
منصب صاحبه.
وفي هدا
الصدد، فقد
قدمت جوائز
دولة لكتاب
يقتحمون عالم
النشر لأول
مرة بسبب
المنصب
الإداري
الذي يشغلونه فقط وليس
بحكم جودة
المنتوج
الأدبي المقدم
إلى لجنة
القراءة...
صالح
البيضاني: هل شهد
الأدب العربي
في العالم
تحولا حقيقيا
أم أن ذلك
التحول لم يتجاوز
الشكل فقط ...
وما هو حجم
الثقافة
العربية عالميا؟
محمد سعيد
الريحاني: الغيرة
على الثقافة
العربية تدفع
المثقف للتضحية
بالنفس
والنفيس فداء
لتصور من
التصورات
التي يؤمن
بجدواها
للرقي
بالثقافة
العربية لكن
لا أحد يستطيع
أن ينكر
التحولات
الإيجابية
التي تطرأ على
الساحة
الثقافية
العربية
والتي تبشر بالخير
من الانفتاح
على الآخر من
خلال الترجمة
العكسية
(ترجمة النصوص
العربية إلى
اللغات
الغربية) كتجربة
"الحاءات
الثلاث:
مختارات من
القصة
المغربية الجديدة"؛
تنامي الوعي
بالحاجة
للمؤسسية
وبمأسسة العمل
الثقافي؛
اقتحام دوائر
الطابوهات
بأجيالها
الثلاث؛ شيوع
ثقافة النقد
الذاتي...
لكن إزاء
الإيجابيات،
ثمة سلبيات
ينبغي العمل
على تجاوزها
وأهمها: "سلبية
المثقف" إزاء
ما يجري
حواليه على
مستوى تدبير
"الشأن
السياسي
الداخلي" تحديدا.
صالح
البيضاني: هل
تعتقد أن
المسؤولية
الكبرى في النهوض
بالثقافة
العربية
تتحمل
أعباءها المؤسسات
الرسمية أم
المثقف
العادي؟
محمد سعيد
الريحاني: أفكار
العظماء
أفرادا وتضحياتهم
هي من يصنع
الثقافات
والمؤسسات والتاريخ.
لقد صنع الإحيائيون
الإيطاليون
عصر النهضة
الأوروبية،
وأسس المصلحون
الدينيون
الألمان عصر
الإصلاح
الديني،
وألهب التنويريون
الفرنسيون
شعلة
التنوير،
وأشهر الفلاسفة
الإنجليز
سلاح العقل
والبرامج
السياسية مع
الثورة الصناعية...
لقد كان المثقف
دائما سابقا
عن المؤسسة التي
كانت تأتي كتجسيد
للأفكار
المناضل عنها
والمضحى من أجلها.
الثقافة
العربية
حاليا تعرف، رغم
العراقيل
الثابتة، نفس
الإرادة في
التغير
والتطور التي
عرفها الغرب
قبل قرون على الواجهة
الفردية
بواسطة مثقفين
عزل
ومستهدفين في
مشاريعهم
وأحيانا في
حياتهم. لدلك
يمكن القول
بأن الأدب
العربي يشهد
دينامية
حقيقية نبعها
عرق جبين
الأدباء
ومصبها
اللحاق
بالركب الأدبي
الإنساني.
صالح
البيضاني: الخطاب
الثقافي
العربي هل بات
يمثل هموم
وتطلعات
وأحلام
الإنسان العربي
أم أنه تحول
إلى خطاب مغرق
في الذاتية؟
محمد سعيد
الريحاني: لا
أعتقد
بإمكانية
اختزال
الخطابات
العربية في
خطاب وحيد. فهناك
خطابات
ثقافية عربية
متعددة ومتزامنة
ومتعايشة في
الآن ذاته.
فهناك خطابات
مهادنة
مُمَجدَة
للواقع
القائم بحكم
انتمائها إلى
الطبقة
المهيمنة
اجتماعيا أو
بحكم
استفادتها
ماديا ورمزيا
من الوضع؛
وهناك
خطابات
متمردة
مطالبة
بالتغيير
على
المستويين
المادي
والرمزي بحكم
الإقصاء الذي
يطالها وبحكم
تواجدها
القسري خارج
دائرة
المشورة
والقرار؛
وهناك
خطابات نقدية
تخلت عن كل
لباس
إيديولوجي
وتوخت
العلمية في
التناول
تماشيا ومبدأ
التدرج في
الفعل الثقافي؛
وهناك
خطابات
ارتزاقية
تفكر تحت
الطلب وتكتب
تحت الطلب
وتعيش حياتها
تحت الطلب؛
وهناك نوع
خامس من
الخطابات
الحاضرة
عربيا على
المستوى
الثقافي وهو
خطاب اعتزل التواصل
مع الخارج
بهدف التفرغ للداخل
إما كرد فعل
على الهزائم
المتلاحقة
وسوء تدبير
الشأن العام
وفقدان الثقة
في الشعارات
والإيديولوجيات
أو كإرادة في
تغيير الطريق
نحو بدايات
جديدة وآفاق
جديدة وأهداف
جديدة... وهذا
الخطاب هو الخطاب
الصوفي.
صالح
البيضاني: هل
استطاع
الكاتب العربي
برأيك أن
ينتصر لقضايا
أمته أم أنه سقط تحت
براثن
الانكسارات
السياسية
المتوالية؟
محمد سعيد
الريحاني: لا زال
الشعر
الجاهلي بهيا
وراقيا رغم
مرور أكثر من
خمسة عشر قرنا
بسبب عزة
النفس التي
كان يتغنى بها
وبسبب
البطولات
التي كان
يمجدها وبسبب الانتصارات
التي لم يكن
ليرضى بغيرها.
بعد خمسة عشر
قرنا، وخاصة
بعد
الاستقلال عن المعمر،
صار الشاعر
أوالكاتب
العربي منكسرا
بسبب الهزائم
العربية ثارة
وبسبب مفاهيم
الكتابة
الحداثية
الغربية ثارة
أخرى. وما بين
العصرين، عصر
الجاهلية
وعصر
الاستقلال
السياسي عن المعمر
الغربي، عاش
المثقف
العربي مهرجا
للسلاطين أو
مداحا
للأمراء...
صالح
البيضاني: ما هي
انطباعاتك عن
دور الانترنت
في المشهد
الثقافي
العربي والتأثيرات
السلبية
والايجابية
التي أحدثها؟
محمد سعيد
الريحاني: أنا
أعتبر الإنترنت
هبة من السماء
ولا أعتقد
بأنني سوف
أوفر في يوم
من الأيام وقتا
للنبش في
مساوئه
وسلبياته على
المجال الثقافي. لقد كان
الإنترنت
مرادفا لبث الروح
في كل
الثقافات
الإنسانية في
كل ربوع العالم،
جاعلا
المعلومة على
مرمى حجر؛
والأصدقاء
على مقربة من
اليد الممدودة
للمصافحة؛
كما لم تعد
الحرية مطلبا
بعيد المنال
بل صارت تجربة
واقعية. كما
أنهى الإنترنت
عصر الإعلام
القبلي
بمفهوميه
الأنثروبولوجي
والسوسيولوجي.
لقد صار
النشر، في زمن
الإنترنت،
متاحا لكل الأقلام
على حسب
مستوياتها ومنابر
حضورها من
منتديات
الكترونية
وجرائد
الكترونية
ومجلات
الكترونية،
مقدما بدلك خدمتين
جليلتين: الأولى
خدمة التمرس
على الكتابة
في
المنتديات، والثانية،
خدمة التعريف
بالمنتوج
الثقافي قبل
نشره ورقيا
بشكله
النهائي...
وبهده
الطريقة، صارت
الكتابة
الناشئة
تختمر وتنضج
قبل تغيير
الطريق للضغط
على هيئات
تحرير
المنابر
الورقية حتى
قرار تحققها
ورقيا
وخروجها
للقارئ
الورقي لأن غاية
الكتابة، في
نهاية
المطاف، تبقى هي
النشر الورقي
ومعانقة
القارئ
الورقي.
كما أن
الإنترنت فتح
فضاء الكتابة
على الأصدقاء
في كل مكان،
فصار بإمكان
الكُتاب
والقراء معا
التدخل إما
بالاقتراح أو
التصويب أو
الإضافة. وأنا
اعترف بأنني
أنتجت، حتى
الآن، أزيد من
ستة أعمال في "الهواء
الطلق"، وهي
أعمال كانت في
البداية
عبارة عن "كتب
إلكترونية"
تُحَملُ من كل
الأوطان
وتقرأ في كل مكان
ثم أتوصل
بالملاحظات
والاقتراحات
والانتقادات
التي آخذ بها
عند تحديث النص
أو الكتاب.
وبهده
الطريقة،
أنتجت كتاب "تاريخ
التلاعب
بالامتحانات
المهنية في
المغرب" وهو
تجميع
لبيانات
أكتوبر
السنوية
الصادرة ما
بين 2004و 2008،
وكتاب "عندما
تتحدث الصورة"
وهو أول سيرة
ذاتية في
تاريخ الأدب
والفن، والأجزاء
الثلاثة ل"الحاءات
الثلاث:
مختارات من
القصة
المغربية
الجديدة"...
صالح
البيضاني: أخيرا
ما هو جديدك
على صعيد
الكتابة
الإبداعية؟
محمد سعيد
الريحاني: انتهيت
مؤخرا من
إعداد وتنقيح
وتصويب عدة مخطوطات
هي الآن جاهزة
بشكل نهائي
للطبع والنشر
والتوزيع.
فباللغة
العربية، هناك
مجموعة قصصية
مشتركة مع
القاص
المغربي
الكبير إدريس
الصغير
بعنوان "حوار
جيلين"،
وهناك أيضا
سيرة ذاتية
مصورة بعنوان
"عندما
تتحدث الصورة"،
بالإضافة إلى
المجموعة
القصصية "وراء
كل عظيم أقزام"،
و"خمسون قصة
قصيرة جدا"...
أما باللغة
الفرنسية،
فقد انتهيت من
ترجمة مجموعتي
القصصية
الأولى "في
انتظار
الصباح"
الصادرة
باللغة
العربية سنة 2003
إلى اللغة الفرنسية...
أما باللغة
الإنجليزية،
فجديدي سيكون
"الحاءات
الثلاث:
مختارات من
القصة
المغربية الجديدة"(النسخة
الإنجليزية)،
والمجموعة
القصصية "في
انتظار
الصباح"
(النسخة
الإنجليزية)،
ورواية "قيس
وجولييت"
(رواية مكتوبة
أصلا باللغة
الإنجليزية)...
لكن أهم جديد
يبقى هو
الإعلان عن "مدرسة
القصة
العربية
الغدوية"
وهو اليوم
الذي قضيت
ثلاث سنوات من
عمري أحضر له
إبداعا
وترجمة
وتنظيرا
بدعم خمسين
قاصة وقاصا
مغربية وضعوا
نصوصهم
الإبداعية بين
يدي للتنسيق
بينها والبحث
بين
اختلافاتها
عن المشترك
الجمالي
والمضاميني
الذي يوحد
بينها جميعا
فكان الإعلان
النهائي، عند
نهاية
الأسبوع
الماضي، عن ميلاد
مدرسة القصة
العربية
الغدوية، "المدرسة
الحائية"،
إطارا
لكاتبات
وكتاب القصة
القصيرة في كل
البلاد
العربية، من
الماء إلى
الماء.
حوار
منشور على
جريدة
"الثورة"
اليمنية عدد ديسمبر
2008
حوار
منشور على
يومية
"العرب"
الدولية عدد 24
نوفمبر 2008
العودة
إلى صفحة
الحوارات
الأدبية
خريطة
الموقع
جميع
الحقوق
محفوظة للمؤلف
<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-interview-index.htm</title>
<meta
name="description" content=" interviewsavec
l’écrivain Marocain Mohamed Saïd Raïhani, interviews with Moroccan writer
Mohamed Saïd Raïhani, حِوَارَاتٌ مع الباحث
والقاص والمترجم
المغربي محمد
سعيد
الريحاني-
ثقافة الحوار">
<meta name="keywords"
content=" ثقافة
الحوار