رَيْحَانِيَاتٌ

                                                           

 

 

 

أنقر على الصورة لتكبير غلاف الكتاب

 

الحاءات الثلاث

أعمال مشتركة

المدرسة الحائية

مجاميع قصصية

لقاءات مع مبدعين

روايات

 لقاءات مع الريحاني

بَيَانَاتُ أدبية

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

تكريم الأصدقاء

مترجمات ْ

قصص قصيرة جدا

درَاسَاتُ إسمية

المَكْتَبَةُ الإلكترونية

الأغنية العربية

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

أدب الطفل

الألبوم المفتوحُ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مع الريحاني في خلوته (حوارات منشورة)

 

 

 

       

ليست لدينا "عواصم ثقافية قارة" كسانت بترسبورغ وباريس وبراغ وغيرها. "العواصم الثقافية العربية" ما هي في نهاية المطاف إلا فضاءات للعروض الثقافية المرخص لها إداريا  لمدة سنة واحدة.

 

 

 

 

أجرت الحوار الكاتبة والصحفية المغربية منى وفيق

 

سؤال: "الدوحة" هي عاصمة الثقافة العربية لهذه السنة. أي جديد ستضيفه واحدة من أهم العواصم الخليجية إلى خزانة الثقافة العربية؟

 

جواب: تعيين "عاصمة سياسية" عربية كل سنة لتكون "عاصمة ثقافية" لكل العرب، في اعتقادي، تقليد نبيل وهادف للغاية. واعتقد بأن القصد المضمر هو تدكير "السياسي" دائما بأن ما يخافه هو الحقيقة عينها: ف"الثقافة" هي الرأسمال وهي الأصل وهي المرجع وهي السلطة الحقيقية بينما "السياسة" ليست أكثر من وظائف إدارية  لتسيير "الرأسمال الثقافي  وأن هده القاعدة سارية المفعول في كل بقاع العالم المتحضر خارج الخريطة الممتدة من الماء إلى الماء.

 

 

 

سؤال: ماذا عن  الأسبوع الثقافي المغربي في الدوحة؟ كيف يقيّم الباحث والقاص والمترجم المغربي  محمد سعيد الريحاني هذه المشاركة؟

 

جواب: بقراءة سريعة لأسماء ومدارس وجغرافيا الفعاليات المغربية المشاركة في الأسبوع الثقافي المغربي ب"الدوحة" لهده السنة 2010،  نستخلص بأن المحاضرات خُصصت ل"الدكور" (بنسالم حميش وعبد الخالق التهامي) بينما خُصص الشعر ل"الإناث" (وفاء العمراني وثريا مجدولين وآمنة المريني) أما الأغنية المغربية فهي مجرد "فولكلور" (مجموعة بنات عيشاتة واكناوة وعبيدات الرما والركبة) فيما تسافر السينما المغربية بأفلام مضى على بعضها "عشرون عاما ( كفيلم "البحث عن زوج امرأتي")...

 

إن هده القراءة الخاطفة  للمشاركة المغربية في الأسبوع الثقافي المغربي ب"الدوحة" تعكس تصورات "خطيرة للغاية" عن واقع الثقافة في المغرب وعن تصور الوزارة الوصية للثقافة في البلاد التي يقودها "مفكر" له رصيد فكري وإبداعي لا يستهان به!...

 

إن الصورة التي سيقدمها المغرب من الثامن 8  من شهر مارس إلى غاية الثالث عشر 13 منه  في "الدوحة"، عاصمة الثقافة العربية لهدا العام 2010، لا تختلف عن الصورة التي كان يروج لها الفرنسيون والإسبان عن المغرب  إبان احتلالهم للبلاد: صورة بلد دكوري، شوفيني، بهوية جامدة لاتنتج جديدا ولا تعيش حاضرا...

 

أنا اتساءل، بدافع الغيرة على الثقافة الوطنية المغربية: أين فنون الشباب الموسيقي المغربي على غزارة إنتاجاتهم من هيب هوب وراغا  وهارد روك وبريك دانس وتكتونيك ودانس كرو؟ بأي وجه حق يحرم الشباب المغاربة من حق التمثيلية في الأسبوع الثقافي ب"الدوحة

 

أين الموسيقى الملتزمة الأكثر شعبية في المغرب، موسيقى ناس الغيوان والسهام والمشاهب وألوان وإزنزارن وجيل جيلالة؟

 

لمادا الوزير محاضرا في "الدوحة"؟!  ألا يكفي السيد وزير الثقافة المغربي التسيير والتدبير والتنسيق عن بعد؟  أليس في المغرب مثقفون قادرون على إلقاء المحاضرات في الأسابيع الثقافية المغربية بالخارج؟ 

 

إن المشاركة المغربية في الأسبوع الثقافي المغربي هي مسافرة ل "الدوحة" هده السنة 2010 ل"دغدغة تمثلاث الآخر العجائبية عن المغرب" في سياق شعار رفع سقف السياحة إلى عتبة العشرة ملايين. لكنها، حتما، ليست مشاركة ثقافية ل"تقديم الدات المغربية" بحاضرها وتطلعاتها وقضاياها...

 

 

 

سؤال: آلى أي حد تجد  أن الأسماء الشعرية المغربية المشاركة في هذه الاحتفالية ستتوفق في توفير جو شعري مغربي صرف في الدوحة وخلال أسبوع مغربي محتفى به؟!...

 

جواب: لا أحد يشكك في ثقل الأسماء الشعرية المشاركة في الأسبوع الثقافي ب"الدوحة" غدا (وفاء العمراني وثريا مجدولين وآمنة المريني). لكن على أي أساس يتم اختيار المشاركين لتمثيل المغرب الثقافي في الخارج؟ هل تشرك وزارة الثقافة المغربية في قرارها جمعيات ونقابات الكتاب المغاربة في  الأمر؟  أم أنها تتعامل مع القضية  تعامل "راع الثقافة" مع "الرعية الثقافية"؟!

 

 

 

سؤال: هل كنت لتقترح، مثلا،  في إطار احتفاء "الدوحة" بالمغرب، طبع أعمال فكرية أو أدبية أو نقدية ترجمها مثقفون مغاربة؟

 

جواب: أنا أؤمن بأنه ليست لدينا "عواصم ثقافية قارة" كسانت بترسبورغ وباريس وبراغ وغيرها. "العواصم الثقافية العربية"، بكل هده التسمية الكبيرة والثقيلة، ما هي في نهاية المطاف إلا فضاءات للعروض الثقافية المرخص لها إداريا  لمدة زمنية محدودة تقدر ب"ثلاثمئة وخمسة وستين يوما لا غير" (باستعارة معجم الشيكات البنكية)!

لدلك، فأنا لا أتوقع  من أي "عاصمة ثقافية" في أي دورة في أي  دولة عربية  أن ترعى الترجمة أو تحتضن المترجمين لأن كل النظم العربية قائمة على "التمركز حول الدات" Egocentrisme ، "التمركز حول الحاكم"، "التمركز حول العائلة الحاكمة"، "التمركز حول الطبقة الحاكمة"... بينما تبقى الترجمة هي العدو اللدود ل"التمركز حول الدات". وبالتالي، فطبيعي أن تحتل الدول العربية مجتمعة أسفل السلم العالمي في مجال الترجمة ، وبديهي أن تتعرض الترجمة للتقزيم  وشيء عادي أن يتعاظم الخوف من القراءة للآخر وهو الخوف الدي وصل هده السنة حد "حجب" جائزة الترجمة من بين جوائز المغرب للكُتاب التي تعلن عادة بتزامن مع معرض الدار البيضاء للكتاب.

 

أنا لا أقترح ولا اتوقع من أي إدارة عربية أن تخدم الثقافة العربية بنفس الطريقة التي تخدم بها القصور وأسوار القصور وحدائق القصور... فلي تجارب مؤلمة مع هده الإدارات. فقد راسلت السيد وزير الثقافة المغربي الحالي بتاريخ 12 فبراير 2010 في موضوع العقاب التعسفي الدي أتعرض له في مجالات حياتي اليومية والعلائقية والمهنية من باب التعنيف على إصداري لكتاب "تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية بالمغرب" صيف 2009... لكن بعد مرور شهر كامل على توصله "الأكيد" بالرسالة في اليوم "الموالي" لإرسالها، لم يتحرك السيد الوزير الوصي على الثقافة  قيد انملة لفتح ملفي الدي هو بالأساس "ملف ثقافي" ما دام الامر يتعلق ب "عقاب على إصدار ثقافي يختلف مع الخطاب الرسمي العام"!

 

فإدا كانت الإدارات الثقافية العربية تتحرك بهده العقلية، فكيف يمكن التقدم إليها بمقترحات وحلول ومشاريع؟!

 

 

 

سؤال: هل التواصل الثقافي بين قطر والمغرب بصحة جيدة؟

 

جواب: التواصل الثقافي بين الدول العربية جميعها لم يكن يحظى في يوم من الأيام بأية قيمة نظرا لتمترس الثقافة والمثقفين في خندق المعارضة السياسية للنظم العربية القائمة.  وإلا فما قيمة الثقافة المغربية التي  سنوصلها من المغرب إلى قطر في ظل تهميش الكوميديين الساخرين  الجادين وإقصاء أعمال علماء المستقبليات المغاربة المرموقين واستبعاد موسيقى المجموعات الشعبية الوازنة جماهيريا؟...

 

إن التواصل الثقافي  لا يكون بين "الحكومات السياسية" وإنما بين "المجموعات الثقافية"، بين "الشعوب".

 

إن الثقافة، كما سبق أن قلت في جوابي عن السؤال الأول، ليست أولوية في سلم الاسبقيات على مكاتب تدبير الشؤون الداخلية على مدى الرقعة العربية المترامية الأطراف. ولدلك، فالأسابيع الثقافية والتبادلات الثقافية وغيرها من الأنشطة المنسوبة إلى الثقافة، ليست سوى "شكل من أشكال الوقت الثالث". إنها أقرب إلى "اللعبة الثقافية" منها إلى "العمل الثقافي". ولدلك فالتواصل الثقافي بين قطر والمغرب لا يعدو كونه "تواصلا  فولكلوريا".

 

 

 

سؤال: لو طلب منك اقتراح فعاليات  تضاف للأسبوع الثقافي المغربي باحتفالية "الدوحة"، ماعساك تقترح؟

 

جواب: ما دام العرب يحتفلون كل سنة بمدينة من المدن العربية، والتي هي بالضرورة "عاصمة سياسية"، لتصبح "عاصمة ثقافية"، فالاختيار الدي يتوقعه كل مواطن عربي "حي" و"عاقل" هو أن يتم في هده التظاهرة الثقافية "تشجيع المنتوج الثقافي والفني الجديد والحديث الصدور".  لدلك، فالمنطق المتوقع في هده التظاهرات الثقافية السنوية هو استدعاء الفاعلين في الفن والثقافة والادب الدي أصدروا على الأقل عملا واحدا في السنة السابقة لإعلان "الدوحة" عاصمة للثقافة العربية، ومن ثم  تحويل "العاصمة الثقافية" إلى فضاء "يتبارى" فيه المثقفون والأدباء والفنانون على عرض واستعراض "جديدهم". لكن الواقع يكشف، كما أسلفت، تدابير خطيرة لا علاقة لها لا بالثقافة ولا بالتدبير الثقافي ولا حتى بتصور ما لمشروع ما...

 

إن ما يحدث حاليا ليس سوى إجراء يُضْمرُ تسمية يُمْنَعُ تداولها وهي "قتل الثقافة". فلا حياة للسياسة الرسمية العربية دون قتل الثقافة الشعبية العربية تماما كما كانت "الثقافة الشعبية العربية" في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي تؤمن بألا حياة تنتظرها دون  "قتل السياسة الرسمية العربية"!

 

إنها دورة التاريخ: "العصبية"!...

                                                                

 

 

نشر بجريدة "المنعطف" المغربية، عدد 13 مارس سنة 2010، ص5

 

 

 

 

 

 

العودة إلى صفحة الحوارات الأدبية

 

 

 

خريطة الموقع

 

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

بَيَانَاتُ أدبية

"الحاءات الثلاث" مضامين الغد

 روايات

 حِوَارَاتٌ مع الرَّيْحَاني

 حِوَارَاتٌ من الشرق والغربٌ

المَكْتَبَةُ الإِلكْتْرُونِيَةُ

درَاسَات سِيميَائِيَةُ للأسماء

رهانات الأغنية العربية

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

أدب الطفل

مجاميع قصصية على الخط

الألبوم المفتوحُ

تقديم أعمال الأصدقاء

مجاميع قصصية مشتركة

ENGLISH

FRANCAIS

الصفحة الرئيسية

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

 

 ALL RIGHTS RESERVED

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

saidraihani@hotmail.com

Description : Description : ENOTE

 

<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-interview-index.htm</title>

<meta name="description" content=" interviewsavec l’écrivain Marocain Mohamed Saïd Raïhani, interviews with Moroccan writer Mohamed Saïd Raïhani, حِوَارَاتٌ  مع الباحث والقاص والمترجم المغربي محمد سعيد الريحاني- ثقافة الحوار">

<meta name="keywords" content=" ثقافة الحوار