رَيْحَانِيَاتٌ

                                                           

 

 

 

أنقر على الصورة لتكبير غلاف الكتاب

 

الحاءات الثلاث

أعمال مشتركة

المدرسة الحائية

مجاميع قصصية

لقاءات مع مبدعين

روايات

 لقاءات مع الريحاني

بَيَانَاتُ أدبية

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

تكريم الأصدقاء

مترجمات ْ

قصص قصيرة جدا

درَاسَاتُ إسمية

المَكْتَبَةُ الإلكترونية

الأغنية العربية

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

أدب الطفل

الألبوم المفتوحُ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مع الريحاني في خلوته (حوارات منشورة)

 

 

 

"ليست لدينا دور نشر ولا تقاليد نشر.  وهذه هي البدائل"

 

أجرى الحوار الشاعر والقاص المغربي منصور التجنيدة

 

سؤال:  ما هي الصعوبات والعراقيل التي واجهتكم وواجهتموها في نشر كتبكم؟

جواب:  بدأت نشر نصوصي، في بداية التسعينيات من القرن العشرين. وهي مرحلة هيمنت عليها، حد الاختناق، الحزبية والقبلية الإعلامية والرشاوي. وأذكر، بالمناسبة، أول نص كتبته في خريف 1991 عن بطالة الخريجين الجامعيين الذين كنت انتمي إليهم وكان عنوان النص القصصي "افتح، يا سمسم!". ولنشره، قصدت مراسل جريدة "عتيدة" معتقدا بأن الأمر سيتطلب فقط نسخة من النص ونسخة من بطاقة هوية الكاتب ولم أضرب حسابا لمطامع المراسل وهو رجل تعليم يعيش من الرشاوى والإتاوات والبقشيش وباقي أسماء المال الذي يضخه في جيبه الراغبون في نشر موادهم في "الملحق الثقافي". فقد طلب مني المراسل الصحفي "ثمن" إرسال الصفحات الثلاث ب"الفاكس" وهو ما يعني خمسين درهما لكل صفحة حسب تسعيرة فترة التسعينيات، أي أن نشر نصي على صفحات "جريدته" يساوي مائة وخمسين درهما من جيب كاتب شاب يعيش بطالة الخريجين الجامعيين ويكتب عنها!...

بعد هذه الحادثة، غيرت اتجاهي وصرت أكتب وأرسل للجرائد مباشرة عبر البريد العادي الأرضي Snail Mail. تأخر نشر نصوصي لسنوات طويلة لكنه حين بدأ، بدأت معه إرادتي في عدم الرجوع إلى الخلف مهما كانت العراقيل والصعاب...

ومع بداية الألفية الثانية، كنت قد راكمت نصوصا أعتز بها لحد الساعة وقررت دخول تجربة النشر الورقي واعتقدت بأن الأمر سهل ما دام الأصعب قد فات، وهو "الكتابة" وما يرافقها من مخاضات ومعاناة. وبذلك، بدأت الاتصال بدور النشر التي أثبتت لي بأنها لا تحبذ فكرة المشاركة في صناعة كاتب شاب وصل للتو إلى خط الانطلاق، مع إمكانية الخسارة الواردة في العملية وتفضل، بدل ذلك، التعامل مع الأسماء الكبيرة المعروفة في أسواق الكتاب...

كانت صدمتي كبيرة لكنني أجلت قدرا منها إلى ما بعد تقدمي بطلب لدى ناشر وفق شروط وزارة الثقافة المغربية التي تدعم الناشر وفي نيتها أنها تدعم الكتاب. وبعدما كانت الأصداء سلبية، عند الإعلان عن أسماء المحظوظين من الكتاب ودور النشر بدعم وزارة الثقافة، فكرت في طرق أبواب الدعم لدى الأبناك. فراسلت بنكا مغربيا من العيار الثقيل، ثم جاءني الجواب عبر الهاتف:

- "الفكرة جميلة ولكن ينبغي أن تتصل شخصيا بمقر البنك في جهتكم ويستحسن أن يقوم بالعملية قريب لديكم له علاقات وطيدة بإدارة البنك!"...

ثم تحولت لطرق أبواب الدعم لدى المصالح في ولاية جهتي، طنجة-تطوان، حيث أسْمَعَنِي "مسؤول" الدعم هناك كلاما لن أنساه فقد قال بعدما قرأ طلبي في حضوري:

- "هل تريدنا أن ندعم كل المارة في الشارع؟"...

كنت واقفا بينما هو جالس وراء مكتبه وكدت أصفعه لكنني اكتفيت بانتشال طلبي من يده وصفْق باب مكتبه ورائي...

كفرت بدور النشر بعدما عرفت عن قرب بأنه لا توجد دور نشر في البلاد ونظفت يدي من كل مسمى يحيل على "دعم الثقافة" في البلاد، وتفرغت للأنترنت التي بدأت مقاهيها تتفتح في مدن البلاد. وابتداء من عام 2001 بدأت نشر نصوصي الأولى على جرائد عربية تصدر من أوروبا كجريدة "الزمن" وجريدة "العرب" الدولية... وبذلك، بدأ يساورني التفكير في إطلاق موقع شخصي يضم كل نصوصي ليطلع عليها قراء العالم ويتفاعلوا معها في حضوري وغيابي. وبذلك، كان موقع "ريحانيات" الذي سيطفئ في نهاية شهر يناير من العام القادم شمعته الحادية عشرة...

وقد كان لفعل النشر على الجرائد الورقية الأجنبية أثر كبير في إذكاء جذوة الكتابة في وجداني ومخيلتي بعدما صارت مهددة بالانطفاء جراء الاحتكاك مع "القيمين على الثقافة في البلاد".  وبذلك، دخلت باب النشر الذاتي Self-publishing من خلال التمويل الذاتي Self-funding لكل أعمالي حتى هذا اليوم  فلم أعد بحاجة لسماع أو قراءة "كلام فارغ" عن "دعم المنتوج الثقافي بالبلاد" الذي لا يتحقق على الأرض إلا بالطرق التي يخجل المستفيدون منها من ذكرها...

 

أما التوزيع، فتلك قصة أخرى...

 

فبعدما خرج أول أعمالي من المطبعة عام 2001، طلب مني الموزع إرسال نسخة من الكتاب إلى العنوان البريدي لمكتبه في العاصمة الاقتصادية ليقرر إن كان سيوزعه أم لا مع قبولي بشرط الخصم الذي لا يقل عن 50 % الخمسين في المائة من ثمن الكتاب... ورغم كل ذلك، فقد رجع لي الكتاب بريديا مع الاعتذار عن عدم إمكانية توزيعه...

 

وبذلك، دخلت مغامرة التوزيع الذاتي مقتفيا أثر محمد شكري، الذي شاهدته قبل  اتخاذي لقراري هذا، يوزع بنفسه مؤلفاته في مكتبات حي المصلى بمدينة تطوان، ومتتبعا خطى محمد زفزاف الذي وصلتني أصداء تجوله مترجلا في شوارع هولندا وهو يوزع بنفسه مؤلفاته على المكتبات هناك... وخلال التوزيع الذاتي، فتحت عيني على واقع الثقافة في البلاد...

 

لكن أهم ما لا زلت احتفظ به هو صورة الجمعية الثقافية التي تفقد عقلها حين يولد كاتب جديد في مدينتها فلا تجد طريقة تبرر بها عداوتها لهذا القادم الجديد غير استثمار علاقاتها لتعميم الحرب ضد القادم المحلي الجديد إن كانت لها شبكة علاقات أو هي تقرر إغلاق دكانها الجمعوي وإعلان إفلاسها مخافة متابعة المتابعين...

 

وعلى طول المسار، لم أجد مثقفين يشتغلون في الميدان: لا في مكاتب الدعم بالولاية ولا في دور النشر ولا في الوزارة ولا في شركات التوزيع ولا في الأكشاك والمكتبات ولا حتى في الجمعيات المنسوبة زورا وبهتانا على الثقافة... لم أجد غير بوليس ثقافي وسماسرة ثقافة وتجار كتب يعترضون طريق المثقفين ويسبقونهم إلى وسائل الإعلام والتقارير الرسمية ليعلنوا لمن لا يقرؤون بأن المغاربة لا يقرؤون...

 

 

سؤال:  كيف تنظرون إلى دور المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية ( وزارات الثقافة،اتحادات الكتاب، المراكز والمعاهد) في نشر الكتاب؟

جواب:  يجب خلق وعي لدى فعاليات المجتمع المدني بأن أي نشاط هو ثمرة جهد، وأن الجهد لا يجب أن يضيع. الجهد لا بد أن يحفظ. والجهد الثقافي، الكتاب الالكتروني حافظه من الضياع... 

 

لا يوجد ما يؤلم القلب أكثر من رؤية أنشطة الوزارات المغربية والجمعيات الثقافية تضيع سدى. فما المانع، في الجامعة المغربية، من عدم إصدار بحوث الطلبة المحققة ولو في صيغة كتب إلكترونية e-books ؟

لماذا يضيع الطلبة جهدهم في تحقيق الكتب ومناقشتها؟

لماذا لا يستفيد عموم القراء من ثمرة مجهود التحقيق الذي ينجزه طلبة الجامعات في البلاد؟

ثم لماذا تدخل الحواسيب أصلا إلى المدارس والثانويات والجامعات وهي بدون كتب إلكترونية ودون روابط إلى مكتبات الكترونية وأحيانا دون إنترنت؟! ...

لماذا هذا الخوف من تداول الكتب الإلكترونية؟

 

إنه خوف غير مبرر يجد صداه في كل مواقع الوزارات المغربية: فوزارة الثقافة تصدر سنويا سلسلة "الكتاب الأول" وسلسلة "إبداع" وسلسلة "أبحاث"... لكن في موقعها لا يوجد ولو مكتبة إلكترونية ولا حتى كتاب الكتروني واحد!

 

وبالمثل، فموقع وزارة التعليم خاص بالوضعية الإدارية للموظفين ويعرض نتائج الامتحانات المهنية والحركات الانتقالية للموظفين ولا يوجد ضمن روابطه التشعبية ولو مكتبة إلكترونية واحدة تعرض كتب تربوية تعين رجال التعليم على إغناء رصيدهم. أما مواقع الجامعات المغربية، فتكاد تصبح  صفحات بعدد أصابع اليد الواحدة تختص ب"شروط التسجيل" و"أسماء الأساتذة والشعب والمسالك"...

 

ونفس الأمر، بالنسبة لوزارة السياحة، حيث يزخر موقعها بصور فولكلورية عن المغرب وخرائط المطاعم والمقاهي والباقي من مراكز الاستهلاك والتسلية ولا وجود لكتب الكترونية عن تاريخ المغرب أو فنونه أو ثقافاته!...

                            

هذا في ما يتعلق بعلاقة الوزارات المغربية بالكتاب بشتى أشكاله: الورقي والإلكتروني والمسموع...

 

أما في ما يتعلق بجمعية اتحاد كتاب المغرب، فقد كان لهذه المنظمة دور ريادي في رعاية الثقافة الحرة في البلاد منذ مطلع الستينيات من القرن العشرين وساهم في عصرنة الثقافة المغربية من خلال تبني مشروع حداثي من جهة وتحصين استقلاليته عن السلطة من جهة أخرى.

 

وقد سلك الاتحاد مسلكا يوافق منطق الدوائر المتسعة: من سلطة الحزب المؤسس في الستينيات إلى سلطة حزب القطب المعارض في السبعينيات والثمانينات إلى تخلي حلفائه من الأحزاب السياسية عنه وعن مثقفيه في مرحلة ما بعد 1998 فتسرب اليتم إلى تفكير الاتحاد. لكن اليتم مثل الخجل والفقر والحاجة، ليس قدرا. إنه فرصة ذهبية لاختيار الحل المناسب والطريق المناسب وبداية حياة جديدة مناسبة...

                                                                        

 

 

 

سؤال:  ما اقتراحاتكم والبدائل التي تقدمونها؟

جواب:  بمقارنة بسيطة بين المغرب واليابان من حيث عدد السكان، يتأكد أن اليابان تفوق المغرب ديموغرافيا أربع مرات. لكن، على مستوى الإصدارات الورقية السنوية، تصدر اليابان ثلاثة عشر 13 ألف عنوان ورقي بينما يصدر  المغرب مائتي 200 عنوان أي أن اليابان تفوق المغرب أربع 4 مرات من حيث عدد السكان لكنها تضاعف إنتاجية سكان المغرب خمسة وستين 65 مرة حين يتعلق الأمر بالإنتاج المعرفي الورقي...

 

إذا كان المغرب متخلفا ورقيا لهذا الحد، فلماذا لا يتحول إلى الإصدار الالكتروني خاصة وأن أسباب تدني الإنتاج معروفة: غلاء طبع الكتب الورقية، سوء توزيع وعرض الكتب الورقية، غياب دعم الكاتب الورقي.

 

إن الكتاب وُجدَ لحفظ الذاكرة والمعارف والعلوم والتجارب. فلماذا يبقى الكتاب خارج العصر؟

 

في زمن العولمة وافتراس الكبار للصغار من الشعوب والأمم والثقافات، لا بد من التفكير في حماية الثقافة الوطنية عبر إدراجها في مكتبة رقمية للحفاظ عليها، وفي دعم التواصل بين الثقافات، وفي تعميم المعرفة ودعم تداولها...

 

وفي هذا الإطار، تلعب المكتبات الرقمية دورا هاما. وهي نوعان: مكتبات إلكترونية فردية أو مؤسسية، ربحية أو مجانية... لكنها، في الحالتين، تقدم نموذجا رديفا ل"الخزانة العامة". فبينما الخزانة العامة الورقية تتطلب مقرا ورفوف وكتب وطاولات وكراسي وصيانة وأطرا وموظفين وتكوين مستمر للعاملين فيها ومراقبة دائمة لأدائهم... فإن الخزانة العامة الإلكترونية لا تتطلب أكثر من موقع إلكتروني باسم نطاق محدد يعرفه المبحرون لكي يزوروه ويحملوا منه ما شاءوا من كتب...

 

ولتفعيل هذا الحلم، لا بد من انخراط الجميع بما في ذلك شركات الاتصالات الهاتفية، التي يقدمها الإعلام ك"داعم رسمي للرياضة"، والتي تعرض خدمات على الهاتف مثل  صيدليات الحراسة في المدينة و الأفلام السينمائية في القاعات... لكنها لا تعرض جديد الكتب في المكتبات ولو تعلق الأمر بالكتب الالكترونية التي لن تكلف شركات الاتصالات العملاقة غير رابط بسيط على الجوال!

                               

لا مناص من الانتقال من مرحلة الوعي بالأزمة إلى العمل على حلها وتجاوزها. فالمجتمع القارئ لا يصنع فقط  بمحو الأمية الأبجدية بل بتوفير الجو القرائي والمحيط القرائي.

 

الأسباب لا تخفى على أحد: تكلفة العمل الورقي، الضرائب الجمركية والتباعد الجغرافي ومصاريف النقل، الرقابة والمنع والمصادرة في بعض الدول وفي مراحل تاريخية بعينها لدول لم تعد تراقب وتمنع، محدودية الطبع إذ أن معظم الكتاب لا يطبعون أكثر من ألف نسخة خلال الطبعة الواحدة وأغلبهم لا يعود لطبعة ثانية، عدم تجاوز الإصدارات الحدود الوطنية، التقصير الثابت في متابعة الإصدارات نقديا وإعلاميا وجمعويا من خلال حفلات التوقيع ولقاءات مفتوحة مع المؤلف...

 

 

أما البدائل الممكن اقتراحها فيمكن إجمالها في ما يلي:

 

أولا، انخراط وزارة الثقافة واتحادات الكتاب وباقي الجمعيات الثقافية في الاستثمار في الطبع والنشر والتوزيع: التنسيق مع المطابع، التنسيق مع دور النشر القائمة، تأسيس دور نشر جديدة، شراء الأسهم في دور النشر والقنوات الفضائية الثقافية العربية والمغربية الوازنة ماديا ورمزيا...

 

ثانيا، إنعاش هياكل دور النشر بالتنصيص على وضوح الخط الإديولوجي أوال فكري أو الجمالي للدار واشتراط وجود لجان قراءة…

 

ثالثا، تشجيع النشر الذاتي من خلال رفع عدد النسخ المسحوبة إلى خمسة آلاف نسخة بحيث يوزع الكاتب ألف نسخة وطنيا وتأخذ وزارة الثقافة ألف نسخة لتعميمها على المكتبات البلدية، وتأخذ وزارة التعليم ألف نسخة لتعميمها على المكتبات المدرسية وتأخذ الجماعات المحلية ألف نسخة لتوزيعها على الجماعات المحلية الألف المنضوية تحتها، بينما تحتفظ وزارة المالية والجمارك بالألف الخامسة لمبادلتها بألف كتاب من سائر البلدان العربية...

                                                                    

رابعا، تشجيع التوزيع الذاتي من خلال حفلات التوقيع واللقاءات المفتوحة مع الكاتب…

 

خامسا، إطلاق جوائز قطاعية وحقوقية: جائزة أدب المرأة، جائزة أدب الطفل، جائزة الكاتب الشاب، جائزة العمل المشترك، جائزة العمل الجماعي...

 

سادسا، النهوض بالسياحة الثقافية...

 

سابعا، النهوض بأنواع أدبية جديدة: أدب المذكرات واليوميات والسيرة الذاتية المصورة والسيرة الذاتية الروائية...

                                                                                  

ثامنا، إدراج الأعمال الأدبية والفكرية في المقررات الدراسية وفق شروط مضبوطة كشرط "الحضور القوي على الأرض"، والإشراف على مادة دراسة المؤلفات، وعلى اختيار النصوص القرائية لكل المستويات الدراسية وتوزيعها على المستويات الدراسية من الابتدائي حتى العالي...

 

تاسعا، دمقرطة المشاركة في المهرجانات الثقافية داخليا وخارجيا بحيث تصبح الأولوية لذوي الإصدارات في السنة الأخيرة السابقة للمهرجان مع التنويع في المشاركة ومحاربة الهيمنة والزبونية والمحسوبية...

 

عاشرا، تخصيص قرص مدمج لكل كاتب بحيث يتضمن كل أعماله المنشورة ورقيا رفقة الدراسات التي تناولته بالدرس والتحليل، إصدار الندوات والمحاضرات في أقراص مضغوطة  Divx ، إصدار دليل إلكتروني مفصل خاص بالكتاب المغاربة بأكثر من لغة، مواكبة مستجدات الإنتاج الثقافي الوطني واقعيا وافتراضيا، إنشاء منتديات ومكتبات ومجموعات بريدية...

 

وأخيرا، رقمنة الثقافة: الندوات والمحاضرات والأطاريح والرسائل والبحوث…

 

 

 

سؤال:  ما هو تفسيركم لهذا التزايد المتسارع "لنشر المؤلفات" الكترونيا؟

 

جواب:  في البداية، يمكن التمييز بين ثلاثة أشكال من الكتب خاصة بثلاث فئات من القراء: الكتاب الورقي   Paper Book وهو خاص بالمتعلمين المستقرين، والكتاب السمعي  Audio Book وهو خاص بالأميين وربات البيوت وذوي الحاجات الخاصة. ثم الكتاب الالكتروني E-book...

 

والأخير، الكتاب الالكتروني، ينقسم إلى ثلاث أنواع:

 

النوع الأول، كتاب يستعد للصدور ويروج له الكترونيا كخطوة أولى في أفق خلق سوق قرائية قبل نزوله إلى الأسواق.

 

أما النوع الثاني، فهو مسودة كتاب ورقي يتم تداولها إلكترونيا لتلقي التصحيح وطلب النصح والتوجيه قبل صدورها ورقيا.

 

النوع الثالث، كتاب منشور ورقيا يحول إلى كتاب الكتروني إما لفائدته العلمية أو لتوسيع قاعدته القرائية وتعميم المعرفة ضدا على الرقابة وبعد المسافة وقلة الأعداد المطبوعة ورقيا. وبذلك، يكون النشر الإلكتروني قد جاء كحل لصعوبات النشر الورقي من خلال الوصول إلى القراء في كل مكان وسهولة النشر بعيدا عن رقابة الرقباء وإمكانية التصحيح والمراجعة والتنقيح حتى بعد النشر إلكترونيا. إنه صورة احتياطية للكتاب الورقي.

 

ونظرا لحضور الكتاب الإلكتروني في كل مكان، لا يمكن بتاتا الوقوف في وجهه ما دامت النسخة الواحدة، في العرف الإكتروني، تعادل ملايين التحميلات. وهو ما جعل الكتاب الالكتروني يصبح رديفا للحرية. فالكاتب دان براون  الذي حظرت روايته "شفرة دافنشي" عربيا حُمّلَتْ أزيد من مليون مرة. فلا يمكن قطعا ممارسة الرقابة على الكتاب الالكتروني وإن ظل التلصص على قرائه ممكنا.  فمع الكتاب الالكتروني، صارت الكتابة حرة من كل وصاية. كما صارت القراءة ممكنة في أي وقت. فالكتاب لا بُحْرَقُ في هذا الزمن الرقمي. وبذلك تخلص الكتاب من الرقابة ومن الخوف. كما تحرر النشر من القبيلة السائدة في الثقافة الورقية...

 

لا زال االكاتب الورقي حلما يراود  كل حامل قلم تبعا لقولة رولان بارت الشهيرة: "أفق الناقد هو أن يصبح كاتبا" والكاتب الرقمي خطوة نحو إثبات الذات لدخول عالم النشر الورقي. وبالمثل، فالكتابة الورقية أفقها الجديد هو أن تصبح مرقمنة كي تصل إلى أكبر عدد ممكن من القراء وبأسرع السرعات...

 

 

 

سؤال:  إلى أي حد يمكن الاعتماد على المؤَلف المنشور الكترونيا مرجعا يتم الاستناد إليه أو مصدرا تتم دراسته، خاصة أن "عالم الويب" يطرح مزالق كثيرة على مستوى الملكية الفكرية وحقوق المؤلف؟

 

جواب:  مجالات الكتاب الإلكتروني هي نفسها مجالات الكتاب الورقي: الإبداع، النقد، الترجمة، التحقيق، التوثيق والبحث العلمي... ثم إن مكتبات رائدة نزلت بحمولتها من الكتب الورقية مصورة كما هي في الأصل ومحفوظة بين دفتي كتب إلكترونية، كما فعلت شركة "غوغل بوكس" مع أدب وفكر أوروبا وأمريكا ما قبل القرن العشرين أو كما فعلت "مكتبة الإسكندرية" مع التراث والثقافة والأدب والفن العربي  والعالمي المترجم غلى اللغة العربية وغيرهما من المكتبات التي تجود بالتحف الفكرية والفنية والأدبية والعلمية والدينية لعشاق القراءة والباحثين الأكاديميين على السواء...

 

 

العودة إلى صفحة الحوارات الأدبية

 

 

 

خريطة الموقع

 

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

بَيَانَاتُ أدبية

"الحاءات الثلاث" مضامين الغد

 روايات

 حِوَارَاتٌ مع الرَّيْحَاني

 حِوَارَاتٌ من الشرق والغربٌ

المَكْتَبَةُ الإِلكْتْرُونِيَةُ

درَاسَات سِيميَائِيَةُ للأسماء

رهانات الأغنية العربية

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

أدب الطفل

مجاميع قصصية على الخط

الألبوم المفتوحُ

تقديم أعمال الأصدقاء

مجاميع قصصية مشتركة

ENGLISH

FRANCAIS

الصفحة الرئيسية

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

 

 ALL RIGHTS RESERVED

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

saidraihani@hotmail.com

Description : Description : ENOTE

 

<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-interview-index.htm</title>

<meta name="description" content=" interviewsavec l’écrivain Marocain Mohamed Saïd Raïhani, interviews with Moroccan writer Mohamed Saïd Raïhani, حِوَارَاتٌ  مع الباحث والقاص والمترجم المغربي محمد سعيد الريحاني- ثقافة الحوار">

<meta name="keywords" content=" ثقافة الحوار