رَيْحَانِيَاتٌ |
||
|
|
|
|
|
|
|
|
مع
الريحاني في
خلوته (حوارات
منشورة)
"
طقوس الكتابة
وطقوس السحر
تتقاطع على
مستوى
التحضير
والاستعداد"
أجرى
الحوار الدكتور
نور الدين
محقق
سؤال: من
أين جئت إلى
الكتابة؟ من
فرح الحب
الأول أم من
ألمه؟
جواب:
أول نص كتبته
هو "افتح، يا
سمسم" في صيف
1991 حين لفظتنا
الجامعة فجأة
للواقع الغريب
الذي كبرنا
على تجاهله.
والنص، "افتح،
يا سمسم"،
يشتغل بتقنية
التداعي الحر
على مضمون اجتماعي:
بطالة
الخريجين
الجامعيين.
وقد نشر النص
بعد ثلاث
سنوات من ذلك
التاريخ.
أما
النص الثاني،
نص "عاشق"، فقد كتب
في خريف ذات
السنة،1991،
لكنه لم ينشر
إلا بعد مرور
حوالي خمسة
عشر عاما على
تحرير مسودته
الأولى
ضمن النصوص
القصصية
الأخرى التي
تقاسمه
المشترك
الجمالي
والمضاميني في
أضمومة "هكذا
تكلمت سيدة
المقام
الأخضر"
الحائزة على جائزة
مؤسسة ناجي
النعمان
للإبداع
لسنة 2005 .
بهذا،
يمكن اعتبار
ولوجي عالم
الكتابة غير خاضع
لضوابط
ثنائية
الألم
والفرح ما دام قد
شملهما معا
وفي نفس
الزمان والمكان.
ربما جئت
لعالم
الكتابة مما
وراء الفرح
والألم.
سؤال:
عماذا تبحث
فيها؟ عن
طفولة مفتقدة
أم عن ظلال
هاربة
باستمرار؟
جواب:
القاعدة هي أن
الكاتب يكتب
ليغير
العالم، كما
قال جون
جونيه، لكن
عندما يفشل
الكاتب في ذلك
التغيير فإنه
يتحول إلى
الكتابة حتى
لا يموت ذلك
التغيير في
أعماق ذاته.
ولذلك تراه
يرفض هذا
العالم ليكتب
عن عالم مختلف
من صنع مخيلته
ويبقي بذلك
باب الحلم
بالغد الأفضل
مشرعا أمام الأجيال
القادمة
كتابا وقراء،
ساسة ومواطنين...
ففي
الحلم بالغد
الجميل عودة
للطفولة
المفتقدة
ولينابيع
البراءة
الخالصة في
ثوبها
الأصيل، وفي
إيقاف الصور
الجميلة
المنفلتة
واللحظات
السعيدة
الهاربة
إذكاء لروح التشبث
بغد جميل
وبعالم أفضل.
فالحلقات
الثلاث متشابكة
ومترابطة: التغيير
والعودة
للطفولة
وإيقاف الصور
الهاربة.
سؤال: ما
أقرب كتاباتك إليك،
شعرا ونثرا؟
جواب: من
الكتاب من
يعتبر عمله
الأول هو أفضل
ما أنتج على
الإطلاق وأن
ما سيكتبه
لاحقا لن يكون
غير استلهام
للعمل الأول
وإعادة إنتاج
له في صورة
مختلفة
ومتجددة. ومن
الكتاب من
يعتقد أن أفضل
نصوصه لم تر
النور بعد وأن
كل نص منشور
هو نص ناقص لا زال
في حاجة
لتنقيح
وتصويب
وإضافة وحذف...
شخصيا،
لست مع أي من
الطرفين. أنا
راض تمام الرضا
على كل ما
كتبت
ونشرت.هذا
الرضا الذي
استمده من
الجهد الذي
ابذله ومن
إيماني
بمضامين ما
أكتبه ومن
احترامي
المبدئي
لحرية القارئ
.
ومبدأ
احترام حرية
القارئ من
العوامل المؤثرة
في إجباري على
استشعار
المسؤولية في
ما أنتج. وهذا
ما
يجعلني
أتروى في نشر
نصوصي أحيانا
لمدة خمسة عشر
عاما(15 سنة) كما
حدث لي مع نص " عاشق"
المكتوب سنة 1991
والمنشور عام
2005. ونص " عاشق"
هو من أقرب
النصوص إلي في
أضمومة
"هكذا تكلمت
سيدة المقام
الأخضر". تماما
كما هو نص"
وطن العصافير
المحبطة"
المكتوب سنة 1997
والمنشور عام
2003 ضمن أضمومة "في
انتظار
الصباح"، ونص "لكل
سماؤه"
المكتوب سنة 2005
والمنشور سنة
2006 ضمن أضمومة "موسم
الهجرة إلى أي
مكان"،
وسينضم إلى
اللائحة النص
القادم "مدينة
بوفراح" ضمن
نصوص المجموعة
القصصية
القادمة "كما
ولدتني أمي".
سؤال: ما
طقوس الكتابة
عندك؟ أتحضر
ليلا أم صبحا
أم في كل
الأوقات؟
جواب:
يطيب لي دائما
أن أقارن زمن
الرقمية
بالسحر، وأقارن
المعلوميائي
بالساحر.
فكلاهما
يشتغل على
الرمز
والتشفير
ليحقق المعجزات
والخوارق.
فالساحر يشخبط
حروفا
وعلامات
ترقيم
وأشكالا
هندسية
وأرقاما على
ورقة ثم يضرب
بيده على كتفك
وهو يقول لك: " قم
فقد قضيت
حاجتك! " .....
نفس
الشيء
بالنسبة
للمعلوميائي
، فالعالم بأصواته
وألوانه
وأشكاله
وأحجامه هو
مجرد رقمين لا
ثالث لهما: الصفر
والواحد.
وبهذين
الرقمين ينتج العجائب
صوتيا وصوريا
وكتابيا...
وإذا كان السحر
والرقمية
يلتقيان على
مستوى الأداة
(= التشفير)
فإن السحر
والكتابة
الإبداعية
يتقاطعان على
مستوى طقوس
الإعداد
والتحضير وأهم
شروط هذه
الطقوس:
الخلوة
المطلقة،
هدوء المكان
وهدوء النفس
والإيمان بما
أنت بصدد تحريره.
شخصيا،
لا أكتب بشكل
يومي ولا كنت
يوما اكتب بشكل
دوري ولا حتى
منظم. أنا
أحمل معي
دائما ورقة
أسجل عليها
خواطري أو
مشاهداتي. وقد
أسجل هذه
الملاحظات أو
الخواطر
جالسا في
حافلة، أو ماشيا
في طريق أو
واقفا في
طابور...لكنها
مجرد خطاطات.
أما
الكتابة فلست
من أختارها.
أعتقد أنها هي
التي تختارني
بعدما تختمر
تلك الخواطر
في كياني.
وغالبا ما
يحدث هذا
الاختيار
أيام العطل
حيث أكون سيد
نفسي وحيث كل
الوقت هو وقتي
حتى إدا ما
بدأت الكتابة
لم يعد
في مقدور أحد
إيقافي إلا بعد
انتهائي من
تحرير
المسودة
الأولى للنص
ولو اقتضى الأمر
جلوسي قرب
المكتب من منتصف
الليل، وهو
غالبا موعد
بداية تحرير
نصوصي،
حتى ضحى
اليوم
الموالي...
سؤال: ما
الكتاب
الأدبي الذي
تمنيت لو كنت
صاحبه ولم ذلك
التمني؟
جواب:
أنا عاشق
للأدب
الأمريكي
اللاتيني.
وحتى الكتاب
الأمريكان(=
من الولايات
المتحدة
الأمريكية)
الذين
أحببتهم قرأت
لهم كثيرا
كأرنست هيمنغواي
وويليام
فولكنر
يعتبرون من
وجهة نظر
نظرائهم
الجنوبيين " كتابا
لاتينيين
أيضا" نظرا
لكون فضاء
روايات هيمنغواي
وفولكنر هو خليج
المكسيك...
ومادام خليج
المكسيك
يجمع عظماء
الأمريكتين
بشمالها
وجنوبها، فمن
الكتب التي
أحببت كثيرا
رواية هيمنغواي
" الشيخ
والبحر"
ورواية غابرييل
غارسيا ماركيز
" قصة بحار
تحطمت سفينته"
والروايتان
معا هما موضوع
دراسة تأخرت
عن إنجازها
لمدة سنتين
وعنوانها: "
الحياة
كاختيار
والحياة كقدر:
دراسة مقارنة
في رواية "
الشيخ
والبحر"
لأرنست
هيمنغواي و" قصة
بحار تحطمت
سفينته"
لغابرييل
غارسيا مركيز".
سؤال:
حين تبصر في
المرآة وجهك،
ما الصورة
التي تتراءى لك
فيها؟
جواب:
حين أبصر وجهي
في المرآة أرى
إنسانا ينمو
كل يوم،
إنسانا يشع
طاقة باطراد،
إنسانا يعيش الربيع
دائما ويتفتح
إلى الأبد،
إنسانا ينوي كل
صباح أن يعطي
بلا حدود حتى
ينمو بلا
حدود...
النمو
الدائم هو
هدفي منذ سن
الرضاعة. فلا
زال يرن في
مسامعي صوت
أمي، تغمدها
الله بواسع رحمته،
وهي تفرح بي:
" شبشبون،
دبدبون
كل نهار،
دراع وشبرين
والزيادة من
عند الله."
أتساءل: "لو
كان دعاء أمي
مستجابا،
أتراني كنت
الآن على
مشارف ثقب
الأوزون!"...
سؤال: ما
هي الكتابة
التي تسعى
لبلوغها قبل
السبعين من
عمرك؟
جواب:
الكتابة
شرارة تشتعل
في أعمار غير
متساوية، وفي
ظروف غير
متكافئة.
فالشاعر
رامبو سكنته الكتابة
ثم تحرر منها
وهو لم يبلغ
بعد سن العشرين
من العمر
ليتفرغ
للتجارة. وجون
جونيه
يعترف أنه لم
يكتب إلا لكي
يخرج من
السجن.
أعترف،
بدوري، بأن
فكرة الحياة
في السبعين، أرذل
العمر، لا
تثيرني. ولذلك
فإن الكتابة
في ذلك العمر
بمضامين
الشيوخ
أساليب
الشيوخ ورؤى
الشيوخ.... لا
تشغل بالي
الآن. أنا،
الآن، أفكر في
نشر أعمالي مجمعة
في مجلدين
اثنين تحت
عنوان"الأعمال
القصصية
الكاملة"
أرجو من
خلالهما دخول
تاريخ القصة
القصيرة الإنسانية
وأتفرغ
بعدهما
للرحلة التي
كنت دوما
مولها بها.
فالعالم صار
أصغر من أي وقت
مضى، ومن كان
يتمنى أن يصبح
طائرا لا تحده
الجغرافيا
فهذا هو عصره.
حوار منشور
على جريدة
"الحياة
الجديدة "الفلسطينية
، عدد 14 مارس 2006
العودة
إلى صفحة
الحوارات
الأدبية
خريطة
الموقع
جميع
الحقوق
محفوظة
للمؤلف
<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-interview-index.htm</title>
<meta
name="description" content=" interviewsavec
l’écrivain Marocain Mohamed Saïd Raïhani, interviews with Moroccan writer
Mohamed Saïd Raïhani, حِوَارَاتٌ مع الباحث
والقاص
والمترجم
المغربي محمد
سعيد الريحاني-
ثقافة الحوار">
<meta name="keywords"
content=" ثقافة
الحوار