رَيْحَانِيَاتٌ

 arraihanyat

أنقر على الصورة لتكبير غلاف الكتاب

 

"أربعون 40 حوارا مع مُحَمّد سَعِيد الرَّيْحَانِي"

 

سلسلةُ حوارات شاملة أجراها الشاعر المغربي أنس الفيلالي

 

 

 

 

مقدمة الكتاب

 

 

 

بقلم أنس الفيلالي

 

 

 

 

 

 

 

ينتمي هذا الكتاب إلى ثقافتين متلازمتين، "ثقافة الحوار" و"ثقافة الاعتراف". والثقافتان قديمتان قدم الإنسانية إذ تمتد جذورهم ا حتى الحضارة الإغريقية، حيث أشاع سقراط ثقافة قوامها أن العلم لا يعلّم وإنما يؤخذ عن طريق الحوار كي يكتشف التلميذ الحقيقة بنفسه. وكان المنهج السقراطي يعتمد على مرحلتين لتحقيق الهدف من الحوار: أولهما التهكم وثانيهما التوليد. فالحوار، إذن، كان منذ القدم فنا ذا منهج.

 

 ولقد عرف العصر اليوناني عدة كتب تندرج ضمن ثقافة الحوار هذه؛ منها أعمال أفلاطون العديدة التي حرر أغلبها في شكل محاورات يأخذ فيها سقراط دور الشٌخصيٌة الرٌئيسيٌة. وأشهر هذه المحاورات محاورة جورجياس ومحاورة الفيدون وبروتاغوراس ومحاورة الجمهوريٌة ومحاورة تياتيتوس ومحاورة السٌفسطائي ومحاورة بارمينيدس ومحاورة السٌياسي وغيرها.

 

وتطالعنا في الكتابات الإسلامية رسائل أبي حيان التوحيدي إلى الوزير، وكتاب رسائل ابن عربي الذي جمع بين قطبين كبيرين من أقطاب الصوفية هما محيي الدين بن عربي وذي النون المصري ونماذج أخرى تراوحت بين الحوارات والرسائل والمناظرات... 

 

اليوم، تبدو "ثقافة الحوار"، موضوع هذا الكتاب، غريبة كل الغرابة عن واقعنا وبعيدة كل البعد عن ممارساتنا، ويندر أن تجد لها مكانا في أسلوب حياتنا العربية، اللهم في بعض الحوارات القليلة هنا أو هناك في الوطن العربي ربطت الوصال بين شعراء وكتاب ومسرحيين، وفجرت قضايا وإشكاليات. وهذا ما دفعنا لخوض التجربة التي ترقى إلى مستوى المغامرة، نظرا لفرادتها بخاصة عندما يكون الضيف مثقفا متعددا يجمع بين الكتابة السردية بطولها وقصرها، وبين الترجمة من الإنجليزية وإليها، والبحث العلمي الرصين في مجالي الأدب والفن. إنه الكاتب والباحث والمترجم مُحَمَّد سَعِيد الرّيْحَانِي، المعروف عربيا بجدّية كتاباته وجودتها وَكَمِّ إصداراته الرصينة الموجودة بالرفوف، من الأبحاث العلمية إلى الأنطولوجيات الأدبية، وكذا المجاميع القصصية و الروايات... والمعروف مغربيا ببياناته النقابية المجمعة بين دفتي كتاب من جزأين، "تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب" الصادر عام 2009  و"رسائل إلى وزير التعليم المغربي" الصادر سنة 2011، نتج عنهما التضييق الخانق الذي ذاقه من السلطة المغربية وأعوانها من أشباه المثقفين والسياسيين والنقابيين امتدت خلالها أظافرهم حتى بيته وسلة قمامته...

 

    لذلك، كان لهذا الحوار المفتوح بكل المقاييس نكهة خاصة بلغته التلقائية المباشرة ، التي لا تبحث عن ألفاظ أو مرادفات ملطفة أو محسنات بيانية، وبخوضه في قضايا محرمة عند البعض وأخرى منسية عند البعض الآخر بالطلاقة نفسها التي يتحدث بها رواد المقاهي عن مباريات كرة القدم...

 

   في أغلب أجوبة الضيف المحاور، مُحَمَّد سَعِيد الرّيْحَانِي، سيلمس القارئ إدانة صريحة لمفهوم الكتابة التي بدأت تطبع الكتابات المغربية والعربية مؤخرا.  وهي إدانة في الوقت نفسه لأشباه الكتاب وأشباه السياسيين وأشباه النقابيين وأشباه الإعلاميين وأشباه المحامين وأشباه الإطارات الثقافية وأشباه الوزراء والحكام... وسيلمس القارئ أن الرجل لا يؤمن بغير الحقيقة ولا يعيش إلا ليقولها مهما ارتفعت التهديدات في الخارج.

                                                                                          

   لقد قدم مُحَمَّد سَعِيد الرّيْحَانِي، في هذه السلسلة من الحوارات الأربعينية التي دامت مدة سنة من اللقاءات والمشاورات والمراجعات والتدقيقات، مقاربة صريحة للسياسات الخفية لإدارة الشأن العام بالبلاد ولقيم النفاق الاجتماعي والثقافي والسياسي كما رآها، وكما عايشها عن قرب من خلال انغماسه حتى النخاع في المجتمع لدرجة لم يقبل معها بالخروج إلا بعد الظفر ب"التفاحة المحرمة" التي لم يصل إليها أحد قبله، والتي كانت السبب الأول في معاناته الطويلة مع الدولة ومع حلفائها من الفرقاء السياسيين والنقابيين والثقافيين، والتي كانت أيضا السبب الأكبر في علو قامته وشموخها، بحيث جرت الرياح عكس إرادة "الأقزام"...

 

   وسيعجب القارئ أيما إعجاب بالتدقيقات الجديدة المبتكرة، التي صَكَّهَا مُحَمَّد سَعِيد الرّيْحَانِي للفاعلين الخمسة في الحقل الأدبي من مبدعين ونقاد وأكاديميين وإعلاميين وجمعويين. وهي ستكون، بلا شك، إضافة نوعية للثقافة العربية وستمكن من تعميق الوعي بدور كل فاعل في تطوير الأدب، وبمسؤولياته التاريخية في دعم استقلالية الأدب واستقلالية الحلقات الخمس الفاعلة فيه في أفق بلورة ثقافة جديدة قوامها  "المحاسبة"؛ محاسبة كل فاعل في حقله على أدائه ونتائجه...

 

   فرغم أن أسلوب الحوارات الأربعين المضمنة في هذا الكتاب سهل وبسيط، إلا أن عمق التفكير والرؤية لمجمل القضايا الوجودية والفنية والأدبية والإنسانية سيحفز القارئ على قراءة معمقة وتحليل مستفيض. فالكتاب وثيقة أدبية وتاريخية مهمة، وهو يبرز درجة الوعي المعرفي لمُحَمَّد سَعِيد الرّيْحَانِي الذي لا يسعني، في هذه الورقة التقديمية، إلا أن أوجه له بالغ شكري على تعاونه وتواضعه وتحمله مشقة الإجابة عن أسئلتي خلال سنة شمسية كاملة، اقتطعها من انشغالات أخرى حُبّا في الأدب والفن والثقافة والقول الحق، ورغبة في إنجاح هذا المشروع الحواري الذي نتمنى أن يكون في مستوى تطلعات كل القراء من المحيط إلى الخليج.

 

قراءة ممتعة!

 

أنس الفيلالي

القصر الكبير / المغرب،

الثلاثاء 6 مارس 2012

             

العودة إلى صفحة الحوارات الأدبية

 

خريطة الموقع

 

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

بَيَانَاتُ أدبية

"الحاءات الثلاث"

 روايات

 حِوَارَاتٌ مع الرَّيْحَاني

 حِوَارَاتٌ من الشرق والغربٌ

أدب الطفل

درَاسَات للاسم الفردي

رهانات الأغنية العربية

قصص قصيرة جدا

مجاميع قصصية مشتركة

مجاميع قصصية على الخط

تقديم أعمال الأصدقاء

نقد ذاتي

نقد أدبي

أبحاث في الترجمة

أبحاث في الفن

أبحاث في الإعلام

الألبوم المفتوحُ

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

المَكْتَبَةُ الإِلكْتْرُونِيَةُ

ENGLISH

FRANCAIS

الصفحة الرئيسية

 

 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

saidraihani@hotmail.com

ENOTE

<title>http://www.raihantat.com/arabicversion-interviews2-index.htm</title>

<meta name="description" content=" "في حضرة الصمت والاحتجاج"، سلسلةُ حوارات شاملة من أربعين َ لقاءً صحفياً مع محمد سعيد الريحاني أجراها الشاعر المغربي أنس الفيلالي

<meta name="keywords" content=" "في حضرة الصمت والاحتجاج"، حوارات صحفية، لقاءات صحفية، أدب، فكر، فن، سياسة، محمد سعيد الريحاني، أنس الفيلالي">