رَيْحَانِيَاتٌ
"أربعون
40
حوارا مع
مُحَمّد
سَعِيد
الرَّيْحَانِي"
سلسلةُ
حوارات شاملة
أجراها
الشاعر
المغربي أنس
الفيلالي
في ما
بين
الإعلامي
والجمعوي
سؤال:
سيرا
وراء سعيك
للفصل بين حلقات
الفاعلين
الخمسة في
الحقل
الأدبي، هل
يمكن الفصل
بين الباحث الأكاديمي
والإعلامي
على مستوى الوظيفة
والخطاب؟
جواب:
طبيعة الباحث
الأكاديمي تختلف
عن طبيعة
الإعلامي.
طبيعة
الباحث
الأكاديمي تتلخص
في العمل
بعيدا عن
الأضواء وهذا
ما يفسر مجافاته
للإعلام وعدم
نشره
لمقالاته
ودراساته إلا
على صفحات
الدوريات "المحكمة"
كما تتسم
كتاباته
بالرصانة في
التحليل والتريث
في اعتماد
المصادر
والمراجع...
أما طبيعة
الإعلامي فأول
سماتها تبقى
العمل في
الهواء الطلق
أمام أنظار
الجميع،
والسرعة في
مسايرة
الأحداث ومجاراة
التحولات
المتلاحقة
وهذا ما يبرر
اعتماد
الإعلامي من
جهة على
الدراسات
الأكاديمية
كخلفية نظرية
أو كزاوية
رؤية مع ميل
واضح من
الجهة الأخرى
لعدم نشرها
لجفاف موادها
وعدم
صلاحيتها كمواد
يومية
للغالبية
العظمى من
القراء/
الزبناء...
أما على
مستوى
الخطاب، فخطاب
الباحث
الأكاديمي خطاب
عقلاني هادئ
يمتاز برصانة
المنهج العلمي
وعمق الطرح.
أما خطاب
الإعلامي فخطاب
حدثي
بامتياز،
حيوي مساير
لحركية الأحداث
وهو ما قد
يوفر بشكل من
الأشكال
المعطيات
للباحث
الأكاديمي...
سؤال:
هذا
عن الفصل بين الأكاديمي
والإعلامي.
وماذا عن المبدع
والإعلامي؟
جواب: يتمتع المبدع
بسلطة الذاتية.
فهو يكتب رأيه
ويحرر ما يجول
في وجدانه أو
مخيلته أو ذاكرته
أو واقعه.
كما أنه ثائر
على الدوام
على المراجع
والمصادر.
أما مواضيعه
فلا تستهدف
غير الخالد
من المضامين
والقيم وتنأى
بنفسها عن
انشغالات اليومي
والعابر. أما
ما يميز المبدع
فهو كونه سابق
لعصره على
الدوام.
أما
الإعلامي، فلا
يكتب رأيه بل
هو يكتب آراء
الناس الذين
ينتمي إليهم
بشكل من
الأشكال.
ولذلك، فهو لا
ينتج نصوصا
يكون هو
مرجعها كما
المبدع وإنما
هو يحرر
تقارير أو
يعلق عليها مع
تحديد
المصادر والتنصيص
عليها. وعكس المبدع،
فما يميز الإعلامي
هو مواكبته
المستمرة
لعصره
مع الاحتراس الدائم
من إمكانية
الوقوع أسيرا
له.
سؤال:
باستحضار
الفاعلين
الخمسة في
الحقل الأدبي،
مبدعين ونقادا
وأكاديميين وإعلاميين
وجمعويين،
ما طبيعة
التسلسل
المتوقع
لخدمة الأدب؟
جواب:
استقلالية
الوظائف بين
الفاعلين في
الحقل الأدبي لا
تعني إذكاء
نار العداوات
بين الفاعلين
في الحقل
الثقافي ولا
تتقصد تشظية
جهود الفرقاء
الأدبيين ولكنها
تتغيا تقسيم
الأدوار
وضمان
الالتزام
بالمسؤوليات في
انتظار
المحاسبة على
التهاون او
الإخلال
بالدور. وعليه،
تصبح المسؤوليات
مرتبة
كالتالي: فالمبدع
ينتج العمل
لقارئ
مجرد/مفترض، والناقد
يختبر العمل
ويضعه على
المحك، والإعلامي
يقدمه للرأي
العام
للاطلاع
عليه، والجمعوي
يصله
بالجمهور
لمناقشته ثم يأتي
دور
الأكاديمي
ليؤرشف العمل
ويوثق ما
واكبه من
تفاعل ويدخله
قاعات الدرس
الأدبي فيصبح
بذلك جزءاً لا
يتجزأ من
التاريخ الأدبي...
.
بهذا
الشكل، يصبح المبدع
"محركا"
للأدب بينما
يصبح الفاعلون
الأربعة
الآخرون "حراسا"
للأدب أو "مُرَوِّجين
له". لكن هذين
الدورين، "تحريك
الأدب" و"حراسته"، رهينان
بالمرحلة
التي يمر منها
الأدب
والمجتمع
والإنسانية.
فبينما تمنح
مرحلة "الحداثة"
الأهمية لدور
"المبدع"
الذي يفتح
الآفاق
ويوسعها،
تمنح "ما بعد
الحداثة"
الأهمية لدور
"الحارس"
الذي يوقف
الإبداع
ليحسب
المكتسبات
ويؤرشف
الإنجازات
ويدافع عن
التراكم...
سؤال:
لماذا
الاهتمام
مؤخرا
بالتدقيق في فصل
المقال فيما بين
الفاعلين في
مجال الأدب من
اتصال سواء
تعلق الأمر بالمبدعين
أو النقاد أو
الباحثين الأكاديميين
أو الإعلاميين
أو الجمعويين؟
جواب:
انتبهت مؤخرا
إلى أن
استقلالية
الأدب كمفهوم
عام لا زالت
تحتاج إلى
نضالات كي
ترسو هذه الاستقلالية
المنشودة على
بر الأمان.
فاستقلالية
الأدب ليست
مطلبا فقط
للاستقلال عن
الدين
والسياسة
واللسانيات،
بل هي أيضا
مطلب للفصل
بين الفاعلين
في الحقل
الأدبي
الواحد حتى
تتضح الرؤى
الفاعلة
وتنمو
العطاءات...
وقد
لاحظت ولا
زلت، على
مستوى إعداد
الفاعلين في
الحقل الأدبي
لبطائق سيرهم
الذاتية، جهلا
غير مبرر في
تقديم الذات.
ومن هذه
الأخطاء
الرائجة، كما
تشهد بذلك أغلفة
المؤلفات
الورقية
وملصقات
الأنشطة الثقافية
والتغطيات
الصحفية،
نجد مبدعين
ونقادا
يقدمون
أنفسهم ليس
بإصداراتهم
وعطاءاتهم المكتوبة
وإنما بالعضويات
في الجمعيات
والمنظمات
وبالمسؤوليات
الحزبية
والنقابية
التي يتوقع أن
يقدم بها الجمعوي
نفسه وليس المبدع.
يَنْدُرُ
أن يعثر
القارئ مثلا على خبر
ترأس نجيب
محفوظ
نشاطا
جمعويا أو
نشطه ما دام
هذا هو مجال
اشتغال فاعل
آخر هو الجمعوي.
السيرة
الذاتية للمبدع
هي كتبه
وإصداراته.
أما السيرة
الذاتية للجمعوي
فهي
مسؤولياته
الجمعوية
والأنشطة
التي سيرها أو
شارك فيها...
وبالمثل،
يتكرر الخطأ
في الجهة
الأخرى من الحقل
الأدبي، لدى الجمعويين
الذين يقدمون
أنفسهم بصفات
ليست من صميم العمل
الجمعوي تارة
ويحترفون "المغالطات"
التي يغرق بها
الجمعويون
أنشطتهم من
خلال"دكترة"
و"أستذة" كل
من قبل تلبية
دعواتهم
وشرفهم
بالحضور كأنما
الفعل الأدبي حكرا
على الأساتذة
من موظفي
التعليم دون
غيرهم. وتارة
أخرى من خلال
تقديم كل من "نشر
مقالا" على
صفحات جريدة
يومية أو
أسبوعية
بكونه "أصدر"
مقالا، مع
العلم بأن "الإصدار"
يرافق الكتب
وليس المقالات
والنصوص
الفردية
المتفرقة...
سؤال: أعترف
بأن هذه هي
أول مرة أتعرف
فيها على أدوار
الفاعلين في
الحقل
الثقافي
بهذا الوضوح
المنهجي.
لماذا لا يعرف
الناس الأمر
في المؤسسات
التعليمية
والثقافية،
بهذه الدقة في
رسم الأدوار
وهذا الإصرار
على التدقيق؟
جواب:
الأسباب
ثلاثة.
أولها، المجتمع
لا يهتم
بالثقافة.
ثانيها،
المدرسة
لا تخرج
"مثقفين".
ثالثها،
المناصب
المفترض أن
يتبوأها
المثقفون
كالجامعات
والمعاهد
وغيرها من
المدارس العليا
تناط ب"موظفين"
تصل علاقتهم
أحيانا
بالثقافة
والمثقفين حد
العداء...
وبهذه
الطريقة، لا
يعرف الناس
سوى أخبار "الوظيفة"
و"الموظفين"
وسلالمهم
وألقابهم ولا
يصلهم شيء عن
أخبار "الثقافة
" و"المثقفين"
وأدوارهم
ومشاريعهم.
فتنامي سلطة "الموظف"
الذي يختبئ
وراء "المنصب"
وصفة "الأستاذ"
و"الشهادة
العليا"
وغيرها
ليحافظ على
موازين القوى
"لصالحه" في
الجامعة أو
المعهد أو
باقي الأسماء
الأخرى للمدارس
العليا هي المتهم
الأول...
العودة
إلى صفحة
الحوارات
الأدبية
خريطة
الموقع
جميع
الحقوق
محفوظة
للمؤلف |
<title>http://www.raihantat.com/arabicversion-interviews2-index.htm</title>
<meta name="description" content=" "في
حضرة الصمت
والاحتجاج"
<meta name="keywords" content=" "في
حضرة الصمت
والاحتجاج"