رَيْحَانِيَاتٌ

 

 

أنقر على الصورة لتكبير غلاف الكتاب

 

"أربعون 40 حوارا مع مُحَمّد سَعِيد الرَّيْحَانِي"

 

سلسلةُ حوارات شاملة أجراها الشاعر المغربي أنس الفيلالي

 

 

 

 

في ما بين  المبدع وغيره

 

 

 

 

سؤال: هذا السؤال البسيط في ظاهره والملغز في جوهره ظل لمدة طويلة يتأرجح بين أجوبة تصل حد التناقض في ما بينها. ف"من الذي يكتب"؟

 

جواب: لم يعترف أحد في يوم من الأيام بأن كاتب النصوص التي كانت دوما مفخرة لقرائها هو المبدع الشاخص للعيان. ولو كان ذلك الشخص هو القائل:

 

       "أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ۞۞۞ وأطربت كلماتي من به صمم"

 

كما أن المبدع لم يستطع في يوم من الأيام الاستدلال على منابع نصوصه ولا حتى التحكم في القراءات المتناسلة لنصوصه...

 

في البدء ، كان "شيطان  الشعر" هو المؤلف الحقيقي. ثم صارت''البيئة'' كما صار معها الشاعر ابن بيئته. ثم صارت  ''الطبقة الاجتماعية'' هي المؤلف وصار معها المبدع "عضويا". ثم صار''اللاشعور'' هو مبدع النصوص. وفي عصرنا هذا، أصبح''الكون'' هو الذي يكتب...      

 

سؤال: ولعل هذا ما يبرر تعدد مسالك أهل الإبداع. أليس كذلك؟

 

جواب: ممرات أهل الإبداع تمر عبر ثلاثة مسالك.  المسلك الأول هو مسلك الموهبة والعبقرية والنبوغ والمسلك الثاني هو مسلك القراءة والتحصيل أما المسلك الثالث فهو مسلك "ذوي الجاه والسلطة والمال" ممن يشترون من يكتب لهم إبداعا وينسبه لهم مقابل المال وكتم السر...

 

من نماذج المسلك الأول، مسلك الموهبة والعبقرية، مبدعون أميون لا قدرة لهم على التحصيل العلمي بالشكل المتعارف عليه حاليا. ولتقريب الصورة، تكفي الإشارة إلى أسماء بعينها من عيار الشاعر عنترة بن شداد العبسي في الأزمنة الغابرة والقاص المغربي محمد المرابط  في الزمن الحاضر.

 

أما المسلك الثاني، مسلك القراءة والتحصيل، فهو الأكثر شيوعا في سائر مشاوير الأدب عبر العالم.

أما رواد المسلك الثالث، مسلك "ذوي الجاه والسلطة والمال"، فيتسترون في دهاليز مسلكهم كي لا ينكشف أمرهم.  وهم، في الغالب الأعم، إما أباطرة أو ملوك  أو رؤساء دول أو غير ذلك ممن اشتروا مواهب الناس ونسبوها لأنفسهم كما فعل الرئيس العظيم المبجل صاحب روايتي "أخرج منها، يا ملعون" و"زبيبة والملك" اللتين كتبهما له مبدع مصري معاصر لا زال يقاوم هجوم المهاجمين وينفي التهم المنسوبة له في الموضوع...

 

سؤال: تعدد وتنوع مشارب المبدعين، هل هو دليل غنى الأدب أم هو دليل خرابه؟

      

جواب: من الكتاب من جاء إلى عالم الإبداع من النقد مثل إ. م. فورستر، ومنهم من ولجه من باب القراءة مثل مصطفى العقاد، ومنهم من وفد إليه من عالم البحث والتحصيل العلمي مثل أدونيس ومحمد بنيس، ومنهم من اقتحمه من باب الفكر مثل أمبرتو إيكو، ومنهم من قصده من باب أعلى مراتب المعرفة، من الفلسفة، كغوته ونيتشه  وهرمان هيسه وألبير كامو وجون بول سارتر وغيرهم...

 

سؤال: مع الإقرار بتنوع مشارب المبدعين، ألا يمكن تصنيفهم فقط من خلال إنتاجاتهم دون الرجوع إلى مصادر تكوينهم الأولى؟

 

جواب: يصنف المبدعون ضمن ثلاثة أصناف، طبقا للكاتب والمفكر الإيرلندي جورج برنارد شو:  الصنف الأسفل يشكله  Would-be Writers وهم مبدعون لا يعترف بهم غير ألسنتهم. إنهم مبدعون فاشلون وغالبا ما يتحولون بعد وعيهم بفشلهم الأدبي إلى "النقد".

 

والصنف الأوسط يشكله Sheer Writers  أو المبدعون الخالصون وهم كتاب مهرة إبداعيا ولكنهم بُكْمٌ  تنظيريا إذ يعتمدون حتي في كتاباتهم على من يقدمها لهم...

 

أما الصنف الارقى والأسمى، فيشكله Real Writers وهم نخبة المبدعين ممن يمتلكون مشروعا جماليا أو أدبيا. إنهم كتاب يكتبون بوعي فكري وجمالي ويتسلحون بمواقف مما يجري حولهم...

 

 

 

سؤال: طريق المبدع ، من بين طرق باقي المستعملين، هل من خصوصية؟

 

جواب: طريق المبدع Créateur هي طريق عذراء لم يسبقه إليها أحد. أما طريق التابع لأستاذه أو شيخه Disciple فطريق مُعَبّدٌ. وعليه، فطريق المبدع طريق عذراء موحشة ولكنها آمنة في خطورتها من مطاردة المطاردين وتعقب المتعقبين بينما طريق التابع مكشوفة للعيون المترصدة والمتلصصة وهي هدف سهل للاعتراض أو للتنبؤ بردود فعله.

 

إجمالا، طريق المبدع هي طريق الحرية والحلم بطرق جديدة توصل إلى عوالم جديدة. أما طريق التابع فهي طريق تأكيد الاستمرارية وهي في ذلك تعتمد على التوجيه والإرشاد والنصح...

 

سؤال: هل استثمر المبدع العربي هذه الطريق؟

 

جواب: عقوبات المبدع، إذا ما قدر له أن يعاقب، تتراوح بين النفي إلى خارج الوطن من قبل السلطات أو القتل من قبل الجماهير ولكنه، في جميع الأحوال، لا يعتقل أبدا. كل المبدعين ممن سبق لهم أن تجرعوا كأس الاعتقال، كانوا قد دخلوا عالم الإبداع إما بعد اعتقالهم أو بعد مدة من خروجهم من السجن،...

 

                  المواثيق الدولية تُجَرّمُ اعتقال المبدع حيثما كان، لكن المبدع المغربي والعربي لم يستثمر لحدّ الساعة سموّ وضعه الاعتباري أو رُبّما هو، بكل بساطة، لا يَعِيه...

             

العودة إلى صفحة الحوارات الأدبية

 

خريطة الموقع

 

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

بَيَانَاتُ أدبية

"الحاءات الثلاث" مضامين الغد

 روايات

 حِوَارَاتٌ مع الرَّيْحَاني

 حِوَارَاتٌ من الشرق والغربٌ

المَكْتَبَةُ الإِلكْتْرُونِيَةُ

درَاسَات سِيميَائِيَةُ للأسماء

رهانات الأغنية العربية

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

أدب الطفل

مجاميع قصصية على الخط

الألبوم المفتوحُ

تقديم أعمال الأصدقاء

مجاميع قصصية مشتركة

ENGLISH

FRANCAIS

الصفحة الرئيسية

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

saidraihani@hotmail.com

<title>http://www.raihantat.com/arabicversion-interviews2-index.htm</title>

<meta name="description" content=" "في حضرة الصمت والاحتجاج"، سلسلةُ حوارات شاملة من أربعين َ لقاءً صحفياً مع محمد سعيد الريحاني أجراها الشاعر المغربي أنس الفيلالي

<meta name="keywords" content=" "في حضرة الصمت والاحتجاج"، حوارات صحفية، لقاءات صحفية، أدب، فكر، فن، سياسة، محمد سعيد الريحاني، أنس الفيلالي">