رَيْحَانِيَاتٌ
"أربعون
40
حوارا مع
مُحَمّد
سَعِيد
الرَّيْحَانِي"
سلسلةُ
حوارات شاملة
أجراها
الشاعر
المغربي أنس الفيلالي
المسرح،
أب الفنون
سؤال: أحببت
الفنون جميعها.
كيف كانت
علاقتك
بأبيها، المسرح؟
جواب: ككل
المغاربة،
أحببت المسرح
منذ صباي إذ
لم يكن المسرح
يتطلب بدلة
جديدة وتذكرة
دخول إلى
القاعة ولا أي
شيء. لقد كان
المسرح قرب
الحي على بعد
خطوات
من البيت، في
الهواء الطلق،
في "المرينة".
المسرح الذي
فتحت عليه
عيني اسمه "الحلقة"
والممثل الذي
ينشطه هو الحكواتي
Story-Teller
إذا تكلم أو الممثل
المنفرد One-Man Show Actor
إذا آثر تغليب
لغة الجسد
على لغة الحكي.
وسرعان ما
أحببت "المبالغة"
التي تميز
المسرح عما
سواه. المبالغة
في كل شيء: المبالغة
في الحركة
والكلام
واللباس
وغير ذلك.
وأحببت أيضا "التواطؤ"
الذي يربطه
الممثل
بالمتفرجين المتحلقين
حوله ضد
الممثل
الثاني في
الحلقة أو حتى
ضد المتفرجين
أنفسهم، لكن
ما كان يشدني
أكثر إلى الحلقة
كان هو قدرة
الممثل على "الارتجال":
ارتجال الكلام
وارتجال المواضيع
وارتجال المواقف...
وإذا كان
لنقاد المسرح التراث
المسرحي
الإغريقي
كمرجعية
جمالية
ثابتة، فقد
ظلت "الحلقة"
في مخيلتي
ووجداني
مرجعية
مسرحية
مغربية راسخة
أقيس عليها
جديد الأعمال
المسرحية
وأكتب على
خلفيتها
نصوصا مسرحية
قصيرة...
سؤال: هل
كان لديك نجوم
مسرحيون
تتعلق بهم
وتتابع أخبارهم؟
جواب: "الحلقة"
كنت يوميا
أحضر أنشطتها
إما وحدي أو
رفقة أصدقائي.
وحين أعود إلى
البيت كانت
أسرتي، بعد وجبة
العشاء
خصوصا، تشغل
الحاكي لنضحك
ملء رئتينا
على مواقف
الفنانين
الساخرين "قشبال
وزروال"
اللذين
أحببتهما
بعمق
لامتلاكهما
كل خواص ممثلي
الحلقة التي
عرفتها من قدرة
على الارتجال
وتفعيل آلية
المبالغة
لمضاعفة متعة
التلقي
واستثمار تواطؤ الجمهور
لمضاعفة الحس
بالسخرية. وفوق
كل ذلك القدرة
على العزف
والغناء بين
وصلة مسرحية
وأخرى...
سؤال: هل
كان "قشبال
وزروال" هما
الوحيدين
المعروفين
بهذا المظهر
المسرحي؟
جواب: هذا
الشكل
المسرحي الذي
اشتهر به
"قشبال
وزروال" لم
يكن ابتكارا
فنيا أخرجه
هذا الثنائي
الموهوب. لقد
كان هذا الشكل
المسرحي
موجودا قبلهما
منذ مئات
السنين،
ولكنهما
أخرجاه من
طابعه الحكائي
الرتيب إلى
حلته الفكاهية
الساخرة
المعروفة.
ولنجاح
التجربة، فقد
حرص الشباب على
ضرورة
تخليدها فكان
ميلاد
الثنائي-الأسطورة
"باز وبزيز"...
سؤال: لكن
الثنائي "باز
وبزيز"
سرعان ما فكا
الارتباط
بينهما
وأعلنا نفسيهما
ممثلين
فرديين يشتغلان
وينشغلان ب"المسرح
الفردي"؟
جواب: التفكك
الذي عاشته
شخوص المسرح
المغربي أو
الحلقة
المغربية لا بد
من ربطه بالخط
السياسي
والاجتماعي
والثقافي
العام الموازي
الذي راكم
الأخطاء تلو
الأخطاء
والأزمات تلو
الأزمات والإحباط
تلو الإحباط؛
فكانت
النتيجة هي تفكك
الجماعة
والعائلة
الممتدة
والفرقة والثنائيات
وتحرر الفرد
من كل
الالتزامات
السابقة وإعلان
تفرده
واستقلاليته...
ربما
كان الثنائي "باز
وبزيز"
أول ثنائي
تحول للعمل
المسرحي الفردي،
ولكن بعدهما
صار الأمر "تقليدا"
واصله ممثلون عديدون
منهم من بدأ
بتجربة الثنائي
ومنهم من دخل
مباشرة إلى العمل
المسرحي
الفردي...
سؤال: من
كان كاتبك
المسرحي
المفضل؟
جواب:
الفيلسوف
والكاتب
المسرحي الإيرلندي
جورج برنارد شو.
سؤال: كيف
تعرفت على جورج
برنارد شو؟
جواب: ربما
تعرفت على هذا
الاسم وعمري
دون العاشرة.
فقد كنت أواظب
على شراء
وقراءة مجلة "المزمار"
العراقية كل
أسبوع وكان
هذا الاسم، جورج
برنارد شو، من
الأركان
الثابتة على
صفحات المجلة
من خلال
أقواله
الساخرة التي
كانت تستهويني.
وحين التحقت
بشعبة الأدب
الإنجليزي في
الجامعة، عاد جورج
برنارد شو
إلى مخيلتي
ثانية وفي
لغته
الأصلية؛
فقرأت له بنهم
كبير أغلب
مسرحياته: نصير
الشيطان، زير
النساء، بيوت
الأرامل، حرفة
السيدة
وورين،
الأسلحة
والإنسان،
الإنسان والسوبرمان،
كانديدا،
القديسة جان
دارك، بيجماليون،
القيصر
وكليوباترا،
التحول
الديني
للقبطان براسباوند،
رجل القدر، لن
تعرف أبدا،
القائدة باربرة...
قراءاتي
لجورج
برنارد شو
المسرحية
والفلسفية
فتحت عيني على
طريقين
جديدين.
الطريق الاول
هو طريق مسرح
النرويجي هنريك
إبسن والألماني
برتولت بريشت.
أما الطريق
الثاني فهو
طريق فريديريك
نيتشه
وفلاسفة
الإرادة...
وأنا
أقرأ لجورج
برنارد شو
تحفه
المسرحية
والفكرية،
وجدتني أحرر
مسرحيات
قصيرة على
خلفية
قراءاتي
لأعماله. وكم
كانت دهشتي
كبيرة حين أدركت
قدرتي
على استثمار
السخرية
لتفجير
الدلالات
اللانهائية.
وحين أوقفت
الكتابة في
مجال المسرح
وتحولت إلى
الكتابة
القصصية،
انتقلت معي،
دون إرادتي،
الخاصيات
الأدبية التي
أينعت خلال
تجريبي
للكتابة
المسرحية
وأهمها: السخرية...
سؤال: يبدو
أنك تميل أكثر
للكوميديا على
حساب التراجيديا
فكل ممثليك
المفضلين
وكتابك
المسرحيين هم
من عائلة الكوميديا؟
جواب:
الكوميديا هي أصعب
الفنون
المسرحية
على جميع
الواجهات. من
الصعوبة
بمكان أن تضحك
جمهورا لا
يجمعك به
جامع، لا
الصداقة ولا
الجوار ولا
المهنة ولا أي
شيء. أما
إذا تحقق
الأمر، فلأن
العبقرية
حضرت إما في
شخص الممثل
أو في شخص النص
المسرحي أو
في شخص الإخراج
أو أن
العبقرية حلت
فيهم جميعا...
والتوجه
نحو
الكوميديا له
جذور فلسفية
موغلة في
العمق. فبينما
اتجهت التراجيديا
منذ البدايات
إلى الإنسان
الأرستقراطي
الذي يتمتع
وحده بالقيم النبيلة
وبالحس
بالخطأ والتوق
للتكفير عنه والثوبة
والخلاص،
كانت الكوميديا
مأوى جميع
الناس: فقراء
وأغنياء،
نساء ورجالا،
أحرارا
وعبيدا... وكان
همَ
الكوميديا
الأول
والأخير هو السخرية
من الحياة؛
فلا تفرق في
سخريتها بين
بني البشر
مهما تباعدت
الفوارق
الاجتماعية
بينهم ومهما
علت الموانع
والامتيازات.
العودة
إلى صفحة
الحوارات
الأدبية
خريطة
الموقع
جميع
الحقوق
محفوظة
للمؤلف |
<title>http://www.raihantat.com/arabicversion-interviews2-index.htm</title>
<meta name="description"
content="
"في حضرة
الصمت والاحتجاج"
<meta name="keywords"
content=" "في
حضرة الصمت والاحتجاج"