رَيْحَانِيَاتٌ
"أربعون
40
حوارا مع
مُحَمّد
سَعِيد
الرَّيْحَانِي"
سلسلةُ
حوارات شاملة
أجراها
الشاعر
المغربي أنس الفيلالي
سؤال: اخترتم
بداية
مشواركم
الثقافي
بإصدار كتاب
"الاسم
المغربي
وإرادة التفرد".
لماذا؟
جواب: الأنتروبونيميا فرع
معرفي يهتم
بدراسة أسماء
الأشخاص من
زوايا نظر
تختلف حسب
مرجعيات
الباحث، وهي
تهدف إلى تحديد
البيئة
العامة
للمجتمع أو
الرواية أو الأسطورة
من خلال
وحداتها
الصغرى: الأسماء
الفردية...
ولعل
أكثر البحوث الأنتروبونيمية
حضورا في
المكتبات
المغربية هي
تلك التي تتوخى
المقاربتين
القانونية
والمعجمية. (les approaches juridiques &
étymologiques) مع غياب
واضح لباقي
المقاربات: السيميائية
والإحصائية
وغيرهما...
إذا كان
لكل زمن روحه،
فكره، فإن روح
الزمن المغربي
الحديث هي
إرادة
التغيير
والتحرر. ومن
هنا جاءت فكرة
النبش في إحدى
علامات هذه
الإرادة: الاسم
المغربي،
ولما كان هذا
الاسم المدني
المغربي
يتكون من
شقين: الاسم
الفردي
المتحول
والمتغير، والاسم
العائلي ذي
هاجس الضبط
والتصنيف،
فقد ركزنا على
الاسم الفردي
إيمانا
بطاقته في
التحدي
الدائم لكل
معيقات تطوره
وتحرره،
وثقةً في
قدرته على تجسيد
التوق
للتغيير أحسن
تجسيد...
جواب: باختصار،
الكتاب يتعرض
لمحاولة
الاسم المغربي
الانتقال من
مرحلة يغلب
عليها الضبط و
التصنيف إلى
مرحلة أكثر
تحررا وأكثر
تعددية و أكثر
انفلاتا من
التصنيف.
الكتاب يتعرض
بالدرس لهوية
مغربية في طور
التحول...
سؤال: هل
اكتمل الكتاب
أم أنه مشروع في طور
التحقق؟
جواب: لم
يكتمل الكتاب
بعد. لا
زال ينتظر
جزأه الثاني،
"إرادة
الاختلاف"
حيث سيتوسع
البحث أكثر في
مناحي الحياة
لدراسة
الأسماء
الفنية
وأسماء
الشوارع
وغيرها من
الرموز
الاسمية التي
تحمل دلالات
كبيرة تصل حد
ممارسة العنف
اليومي على
المواطن...
أما في
الجزء الأول، كتاب "الاسم
المغربي
وإرادة التفرد"،
فكان
التركيز على
طبيعة الاسم
الفردي وأشكال
توليده...
سؤال: كتاب
"الاسم
المغربي
وإرادة التفرد"،
بفعل
التكثيف، و
كأنه يتجاوز
موضوعه
الرئيسي
ليحيل على مواضيع
أخرى أكثر
شمولية؟
جواب:
هذا
يذكرني
بعبارة قالها
الكاتب
الأمريكي أرنست
همنغواي
قبيل انتهائه
من تحرير
روايته
الرائعة الشيخ
والبحر فقد
قال ما معناه:
"أنا بصدد
كتابة رواية
حول البحر و
الصيد و القروش
و لكنني حين
أنتهي منها فلسوف
تحيل علي
أشياء أخرى
كثيرة"....
هذا هو حال
الكتابة، حتى
و لو كانت
بحثا عمليا.
سؤال: هل
يمكن أن نفهم
من كتابكم أن
الدينامية
التي يعرفها
الاسم
المغربي
حاليا تتجه
نحو التفرد؟
ثم هذا
التفرد، هل
هو
تفرد خاص بالاسم
المغربي أم هو
قانون عام؟
جواب: التفرد
كمرادف
للتحرر هو
قانون عام،
قانون الحياة.
ففي علم
الفلك، بينت "نظرية
الانفجار
الأعظم" كيف
انفجرت الذرة
الواحدة إلى
أجزاء لا زالت
بدورها تنفجر
و تبتعد في
الكون. وفي البيولوجيا، بين التطوريون
كيف أبدعت
الخلية
الأولى على
الأرض كل هذا
التعدد
والاختلاف
الحي حوالينا...
الاسم الفردي، مغربيا
كان أو عربيا
أو أعجميا،
يخضع لنفس القانون
: قانون
التفرد
والسعي
الدائم
للتحرر...
سؤال: في
مقدمة كتابكم
"الاسم
المغربي
وإرادة التفرد"،
أشهرتم
رهانكم على
كون كتابكم
هذا هو الأول
مغربيا خارج
هيمنة
التناول
القانوني و
المعجمي
للاسم
المغربي. لماذا
أصلا هذا
الخروج عن
المقاربة
القانونية أو المعجمية
للاسم
المغربي؟
جواب: تنطلق كل من
المقاربة
القانونية و
المقاربة المعجمية
للاسم
المغربي من
مرتكز واضح
وهو القبول
بالمعنى الذي
هو سطح النسق
الذي يخترق الاسم
المغربي و
يعبر عن حضوره
من خلاله. و هذا
النسق ليس سوى
فكر العصر
الذي يسبق فكر
الأفراد و
يتحكم فيه...
المقاربة
القانونية
للاسم تقف حارسا
قانونيا
للنسق. و
بالمثل تتحمل
المقاربة المعجمية
مسؤولية
التبرير من
منظور لغوي... و
من هنا جاء
رهان الكتاب :
الخروج عن
المقاربتين
معا.
سؤال: ورد في
مقدمة الكتاب
"ولعل الاكتشاف
الكبير لهذا
الكتاب هو
البعد الطبقي
في الاسم
المغربي. وهو
الاكتشاف
الذي جاء
نتيجة
استقراء عينات
كبيرة من
أسماء العبيد
والإماء قصد
رصد القاعدة
المنظمة
لصياغة
أسمــاء العــبيد
: اسم
المفعول
كميزة لأسماء العبيد"؟
جواب: أتفق
معك مادمت
ككاتب للنص
تجرأت على
تحرير مقدمة
للكتاب إذ كان
من الأفيد أن
يقوم بكتابة
المقدمة قارئ
مختلف لضمان
حضور الآخر في
الدراسة، لكن
لو قام بتحرير
المقدمة باحث
آخر وقال نفس
الخلاصة: "اكتشاف
الكبير"، لكان رد
الفعل أقل حدة
لأن الرؤية من
الخارج تصبح
أكثر
موضوعية...
والسبب
الكامن وراء
التأكيد على
هذا الاكتشاف
هو كون المعجم
الاسمي
المغربي هو الوحيد
(على الأقل
لحد
هذه الساعة)
الذي يستوعب البعد
الطبقي في
منظومته، بل
هو يضفي على
هذا البعد
الطبقي الذي
هو اسم العبد/
الأمة بعدا تشييئيا
بتمييز
صياغته
الاسمية على
وزن "اسم
المفعول"
وهو نفس الوزن
الذي يصاغ
عليه اسم
الدابة المغربية:
مرزوق،
مسعود، مبروك...نظرا
لتشابههما في
تقديم
الخدمة
والنفع اللامشروطين
للأسياد.
وأعتقد
أن هذا
الاكتشاف
يستحق
التسطير تحته
عدة مرات.
سؤال: من بين
المؤاخذات
على بحثك الأنثروبونيمي
إغفالك التنصيص
على بيبليوغرافيا
تسرد المراجع
التي اعتمدت
عليها في بحثك
حول الاسم
الفردي
المغربي؟
جواب:
لقد أدرجت في
مقدمة الكتاب
وعلى البطاقة
التقنية على
الغلاف
الخلفي
للكتاب
العبارة الواضحة
التالية: "هذا
الكتاب دراسة
حول الاسم
المغربي. وهي
دراسة نراهن
على كونها الأولى
مغربيا، خارج
هيمنة
التناول
القانوني أو
المعجمي له"...
لذلك، كان من
باب الانسجام
مع خطاب
المقدمة، عدم
توقع بيبليوغرافيا
عند خاتمة
الكتاب لأن
الدراسة
اعتمدت أصلا على
مجهود شخصي
ذاتي تمثل في
جمْع الأسماء
والألقاب
وتصنيفها
وتبويبها
وملاحظتها
ودراستها...
ولذلك، فأنا
سعيد بهذه
الإضافة إلى
المكتبة
المغربية
خصوصا
والعربية
عموما.
سؤال: أنت
مصمم كل أغلفة
كتبك. ما هي
قراءتك للوحة
غلاف كتاب "الاسم
المغربي
وإرادة التفرد"؟
جواب: لوحة
الغلاف هي
عتبة من عتبات
النص ومدخل من
مداخله سواء
كان النص
فكريا أو
إبداعيا. فاللوحة
تعبر عن
النصوص بين
دفتي الغلاف
من خلال مجموعة
من العلامات:
دوائر متسعة
تنطلق من
المركز نحو
الهامش تغطي
قامة رجل
وامرأة
يخترقهما المعجم
الاسمي
المغربي من
رأسهما إلى
أخمص قدميهما
في عرض طبقي
للأسماء
الفردية. إذ
تدرجت الأسماء
على خلفية
التصنيف السوسيو-
ثقافي
للمواطن
المغربي بحيث
تبوأت أسماء
الشرفاء
والنبلاء مرتبة
الرأس بينما
ترسبت أسماء
العبيد عند
القدمين...
انزلاق
الأسماء داخل
الرسمين من
مرتبة
الأشراف عند الرأس
إلى مرتبة
العبيد عند
القدمين لا
تحكمه "إرادة
التفرد"، بل هاجس
الضبط الإداري
والتصنيف
الاجتماعي.
لذلك، فمن بين
أولى إرهاصات
التفرد كان انقراض
معجم العبيد
(=أسماء
العبيد) وتلاشي
الأسماء الجهوية
وتراجع
التصنيف
المداري( اسم
بدوي، اسم
حضري)...
سؤال: كيف تتسم
حركية
الأسماء
بالمغرب؟
جواب: الاسم
الفردي
المغربي يخضع
لمنطق " الدوائر
المتسعة"
على الشكل
الذي يحدثه
سقوط الحصى
على صفحة الماء.
فالطبقات
الوسطى كما هي
دائما مولدة الانتاجات
الرمزية
والبنى
الفوقية في
المجتمع فهي
أيضا مولدة
المعاجم
الاسمية
والمتحكمة في
تجديدها
وبثها في
دوائر مبتعدة
تمتد إلى دائرة
الطبقات
الدنيا في
المدار
الحضري، و بعد
ذلك إلى دائرة
القرية، ثم
إلى دائرة
الأرياف حيث
تتلاشى
الدوائر
المتسعة في
الهامش فاسحة
المجال لتدفق
دوائر أخرى من
الأسماء
الجديدة...
سؤال: هل ستستمر
في البحث في
هذا الحقل
الرمزي أم أنك
تحولت
نهائيا
للسرد؟
جواب: لا زلت، بعد
أكثر من عشر
سنوات عن صدور
"إرادة التفرد"،
أصحح وأنقح
وأضيف وأحذف
فقرات
وأحيانا فصولا
من كتاب يتغيا
الكمال الذي
أعرف بأنه لن
يصله: كتاب "إرادة
الاختلاف"
الذي سينفتح سيميائيا
على دراسة
مواضيع لا تقل
حيوية عن تلك
التي أثثت جنبات
سلفه، الكتاب
الأول، "الاسم
المغربي
وإرادة التفرد".
العودة
إلى صفحة
الحوارات
الأدبية
خريطة
الموقع
جميع
الحقوق محفوظة
للمؤلف |
<title>http://www.raihantat.com/arabicversion-interviews2-index.htm</title>
<meta name="description"
content="
"في حضرة
الصمت والاحتجاج"
<meta name="keywords"
content=" "في
حضرة الصمت والاحتجاج"