رَيْحَانِيَاتٌ
"أربعون
40
حوارا مع
مُحَمّد
سَعِيد
الرَّيْحَانِي"
سلسلةُ
حوارات شاملة
أجراها
الشاعر
المغربي أنس
الفيلالي
ضرورة
الثقافة
سؤال: الثقافة،
إلى أي حد
تراها ضرورية
للإنسان
وللأمم
وللحياة؟
جواب:
الفلسطينيون هم الشعب
الوحيد في
العالم عبر
التاريخ الذي لم
يحكم، في يوم
من الأيام،
نفسه بنفسه
لظروف تعددت
بتعدد عصور
التاريخ. وهذه
حقيقة كان آخر
من استغلها هو
المشروع
الصهيوني
الذي روج
ابتداء من
نهاية القرن
التاسع عشر لكون
اليهود شعبا
بلا أرض
ولكون فلسطين أرضا
بلا شعب
ليثبت للعالم
أحقية
الصهاينة
باستيطانها.
وبعد
سرقة استقلال
البلاد من
شعبها الأصلي
عام 1948، كان على
الصهاينة
الذين جوبهوا
بالمقاومة من
لدن
الفلسطينيين
أن يدعموا
أطروحتهم المتداعية،
"الأرض بلا
شعب للشعب بلا
أرض"، لضمان
الاحتفاظ
بالشرعية
الدولية
والحق في
اغتصاب
فلسطين. لذلك،
خرج بن غوريون
إلى
مايكروفونات
العالم ليصرح
هذه المرة بأن
هذا الشعب لا
يستحق الحياة
ما دام لا
ثقافة له ولا
فن ولا أدب...
هكذا،
بعد الصدمة
الأولى، صدمة
ضياع الأرض،
جاءت الصدمة
الثانية، صدمة
الوعي بإهمال
الاحتفال
بالهوية عبر
الفنون
والآداب
والتي صارت مع
الاحتلال جزءا
لا يتجزأ من
مقاومة
الاحتلال
وإثبات الذات...
بعد
تقزيم بن
غوريون
للوجود
العربي في
فلسطين على
الواجهة
الرمزية،
صار اليوم من
حق
الفلسطينيين
أن يفخروا
بشعرهم وقد
أثبت ذاته
عالميا من
خلال محمود
درويش وسميح
القاسم وفدوى
طوقان وأن
يعتزوا
بروايتهم وقد
أثبتت ذاتها
عربيا من خلال
غسان كنفاني
وإميل حبيبي
...
ضرورة
الثقافة
للشعوب هي
ضرورة الماء
للأحياء،
وشعوب بلا
ثقافة هي شعوب
بلا هوية.
سؤال: كيف
تقيم حضور أو
غياب الإعلام
الثقافي على الصعيد
المغربي؟
جواب:
الإعلام لا
نوليه أهمية
حتى ونحن نرى
فضائيات
أجنبية
تهيننا يوميا
وأحيانا في
عقر دارنا. إننا
لا نفكر في
تقوية
إعلامنا ولا
في المنافسة
ولا في أي شيء.
فالثقافة لا
نوليها أهمية
حتى ونحن في
عز العولمة
وفي ذروة هجوم
الأقوياء
علينا في غرف
نومنا...
أنا
أتساءل: كيف
يمكن لدولة أن
تضمن بقاءها
وهي "لا
يعرفها أحد"،
دولة تعبئ كل
طاقاتها
وطبقاتها
الاجتماعية مراهنة
على التأهل
للمونديال
كي يرى الناس
في باقي أرجاء
الأرض رايتها
ويسمعوا
نشيدها
وينطقوا
اسمها؟!...
وسيضاعف
المسؤولون في
البلاد الضغط
على جامعة كرة
القدم لضمان
التأهل في
المونديال
القادم كي
يسمع العالم
النشيد الذي
لا يسمع إلا
في المونديال
وينطقوا اسم
الدولة التي
لا حضور لها
إلا في
المونديال
ويروا راية لا
ترفع
خارج أرضها
إلا على
الملاعب
بمناسبة
المونديال...
الأدباء
والمفكرون
المغاربة ممن
يعرفهم العرب
والعالم
وصلوا إلى هذه
المرتبة من
الشهرة
والاحترام
إما من فرنسا
أو أمريكا أو
غيرها ولكنهم حتما
لم يصلوها من
المغرب: لا عبد
الله العروي
ولا عبد
الكبير
الخطيبي ولا فاطمة
المرنيسي
ولا محمد
شكري ولا الطاهر
بن جلون؛
ومباهج
المغرب وصلت
إلى قلوب
المغاربة عبر البرامج
الوثائقية
الأجنبية ولا
يد للإعلام
المغربي فيه
لا الرسمي ولا
الحزبي ولا
المستقل...
سؤال:
التسيير
الإداري
لقطاع
الثقافة في
المغرب، كيف
تقيمه؟
جواب:
الثقافة في
هذا البلد
محاصرة
والمثقفون في
هذه الأرض
محاصرون من كل
الجهات وبكل
الوسائل،
المادية
والرمزية.
فالمثقف لا
وضع اعتباري
له وهو محكوم
عليه
بالعقابين:
التطوع بماله
ووقته
وتفكيره ثم تهميشه
وتغييبه
وتقزيمه. فلا
دعم ولا رعاية
ولا حماية ولا
أي شيء مادام
المثقف يقول
رأيه ويعلن عن
مواقفه فليذق
طعم
الاستقلالية
وويلاتها!...
هذا هو
المنطق
الرسمي وهذا
هو الموقف
الرسمي اتجاه
الثقافة
والمثقفين
المغاربة منذ
جلاء
الاستعمار أو
حتى قبل ذلك
التاريخ بكثير...
حتى
تمثيل
الثقافة
الوطنية في
المهرجانات
والتظاهرات
الثقافية
الدولية لا
يشارك فيها
الفاعلون
الحقيقيون في
الحقل
الثقافي
المغربي ممن
يحضرون سنويا
بإصداراتهم
وإنما يشارك
فيها "موظفو
وزارة
الثقافة" و"مسؤولو
وزارة
الثقافة" و"وزير
الثقافة"
ذاته ومن يدور
في فلكهم...
أما
البرامج
الثقافية أو
القنوات الثقافية،
فمبرر وجودها
هو الخلط بين
الثقافة
والمعرفة،
بين المثقف
والمتمدرس، بين
تحضير الموقف
من الوجود وتغييب
الموقف مما
يجري في
المحيط محولة
الجميع إلى
أطفال صغار
يتلقون دروسا
ويشاهدون
تمارين
وينتظرون
حلولا كما سينتظرون
على القناة
العامة
قرارات
الساسة ومبادرات
الساسة
وخرجات
الساسة...
إنها "دولة
المتمدرسين"
التي تحارب "المثقفين".
فتواريخ
المعارض
والمهرجانات
التي تنظمها
وزارة
الثقافة
ومؤسساتها
تنتظر انتهاء
العطلة
البينية التي
يستفيد منها
التلاميذ كل
شهر ونصف
لتبدأ
فعاليات
المعرض في اليوم
الأول لدخول
التلاميذ إلى
أقسامهم!...
إذا لم
يكن المعرض
يستهدف رجال
الغد من طلبة
وتلاميذ، فمن
تكون الفئة
المستهدفة: الكتبيين
والقيمين على
الأكشاك
وباقي تجار الكتب؟!
العودة
إلى صفحة
الحوارات
الأدبية
خريطة
الموقع
جميع
الحقوق
محفوظة
للمؤلف |
<title>http://www.raihantat.com/arabicversion-interviews2-index.htm</title>
<meta name="description" content=" "في
حضرة الصمت
والاحتجاج"
<meta name="keywords" content=" "في
حضرة الصمت
والاحتجاج"