رَيْحَانِيَاتٌ

                                                           

 

burhan_khatibat_desk_prime

 

 

 

الحاءات الثلاث

أعمال مشتركة

المدرسة الحائية

مجاميع قصصية

لقاءات مع مبدعين

روايات

 لقاءات مع الريحاني

بَيَانَاتُ أدبية

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

مَقَالاتُ متخصصةُ

مترجمات ْ

قصص قصيرة جدا

درَاسَاتُ إسمية

المَكْتَبَةُ الإلكترونية

الأغنية العربية

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

أدب الطفل

الألبوم المفتوحُ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الروائي العراقي برهان الخطيب يتحدث عن تجربته:

 

 

"مكيدة الرواية"

 

 

أجرى الحوار:  محمد سعيد الريحاني

 

 

 

 

برهان الخطيب واحد من أبرز الروائيين العراقيين، ولكنه واحد من أكثرهم إثارة للجدل أيضا.  إنما ليس فى أثره الروائى الذى يشمل روايات ذائعة الصيت مثل "الجنائن المعلقة" و"شقة فى شارع أبى نؤاس"، "الجسور الزجاجية"، "سقوط سبرطة"، "ضباب فى الظهيرة"، و"خطوات الى الأفق البعيد"، بل فى الموقف السياسى منه، وذلك بسبب المسافة التى وضعها بينه وبين جميع الأنظمة والأحزاب والتيارات السياسية. ولكن الأديب ظل هو نفسه، باحثا عن نسيجه الإبداعى الخاص. وهنا حوار معه.

 

 

 

سؤال: حين نقدم غيرنا لغيرنا، ننصب لا شعوريا مرآة بضمير المخاطب أو الغائب نقدم من خلاله أنفسنا. ما رأيك في تكسير هذه المرآة بضمائرها ( المخاطب منها والغائب) والحديث مباشرة عن مشوارك الشخصي والأدبي؟

 

جواب:   الصدق الحياتي غير الصدق الفني طبعا، على أي حال تحتاج الرواية مكيدة، وأنا لصدقي هنا وهناك لا مكائد عندي، فهل أصلح لأكون بطل رواية صادقة برأيك؟ ربما هناك العديد من المكائد حولي، الكتابة عنها تتطلب معرفتها جيدا، من أين لي الإلمام بها توثيقيا، إذن احتاج التخيل لإكمال الناقص من الصورة، هكذا اتحول إلى بطل عادي، نصفه متخيل ونصفه حقيقي، لا الروائي نفسه الذي تقترح الكتابة عنه. يمكن طبعا ابتكار مكيدة حول الروائي، وكتابة رواية عنه، ستكون عادية في هذا الحال، اطمح لرواية استثنائية دائما، دع عنك إن كتابة رواية بمقترحك هذا، غير الغريب عني لأني تأملته سابقا، وتكلمت فيه مع صديق بل صديقة، يضطرني لتصوير الموضوع بعيني الخاصة، من بُعد واحد، لا أريد هذا، لا يتيح لي تفحص الموضوع بعيون عدة شخصيات من عدة جهات، كما في روايتي عادة وصولا إلى صورة مجسمة بأكثر من بُعد، لحقيقة روائية هي أقرب إلى الحقيقة الموضوعية.

 الحقيقة الذاتية تباعد بين الناس، تقدم رؤية على حساب رؤية أخرى، الحقيقة الموضوعية أو القريبة لها تقربهم، تقدم العالم باعتباره مكانا للجميع، لا لفرد واحد أو مجموعة، هكذا تساعد القارئ في التخلص من اغتراب عن هذا العالم. الجانب الفني هنا يمتزج ترى بجانب أخلاقي للعمل الإبداعي. بل هنا وبهذا يرتقي العمل الفني ليكون عملا إبداعيا بحق. فأنا في هذا الحال لا أسرد ما حدث فقط بل أعرض أيضا النقص والاختلاف في ما حدث وحوله. طبعا هناك كتاب ونقاد لا يولون بناء الرواية كل هذه الأهمية، يعتبرون كتابتها مجرد لعبة، لعبة فنية طبعا لها اصول، تخبرنا عن شئ حدث بطريقة مقنعة جميلة، أنا لا أكتفي بهذا، أريدها أن تغير الناس، لا نحو يسار أو يمين، بل إلى الأمام.

 الكلام في عدم ضرورة الخلفية الاجتماعية للرواية، واهمية النظر على المنظور، واولية نقض النفس على نقض الغير، معقول ، قديم، استهلكناه في الستينات، إنما تبقى الرواية ليست حيزا لإفراغ الذات حسب، بل مرآة للوجود كله، هكذا أراها ببساطة، الوجود بشقيه الفيزياوي والميتافيزياوي، من هنا تبنيت مبكرا بعد تجلى ذلك في روايتي الأولى (ضباب في الظهيرة) وهي اقصوصة، قبلها مجموعة (خطوات..) رؤية مزدوجة للقصة والرواية انتقلت لتلون افكاري عن السياسة بعد حين، تستوعب رؤى آخرين. لعل التقاء الوجودية والماركسية سابقا في ذهني سمح لي ذلك، حتى ذابت الفلسفات والمدارس الفنية وجعلني ذلك اكتب في حرية بلا ايديولوجيا، كنت كشاعر حفظ دواوين العرب ثم نساها وبدأ يكتب شعره.  

 التنويع ضروري طبعا، أعود إلى ضمائر السرد، ليس عبثا وجدت متنوعة، هي أدوات ينبغي إجادة استعمالها، وإلاّ جرحتنا، استعمالها أبعد عن أن يكون عشوائيا. تكنيك السرد متنوع، يتضمن العديد والمختلف من أنواع المداخلات غير المباشرة عادة للإحاطة بالمشهد الروائي عريضا وتقديمه مجسما للقارئ، ضمن حدود منطق صارم يسمح باستخدام هذه الكلمة مثلا بالذات لا غيرها، ولو كان السرد يجري في موضوع غير صارم تماما. المباشرة حين تكون مبررة، وفي وقتها، غير مباشرة في الحقيقة، تدخل ضمن السياق الفني أيضا. والتركيز على هذا التفصيل أو ذاك جزء من رؤية عامة لموضوع الرواية، لا ينبغي أن يحدث مصادفة.

 استخدام الضمائر أساس عملية السرد، يخضع لتصفية تمرر هذا التعبير ولا تمرر ذاك، هناك فرق كبير حين تستخدم ضمير الغائب أو المخاطب أو الضمير الأول، كل من هذه الضمائر يتضمن نوعا من سارد، حسب الموضوع الذي تكتب عنه، قد يكون هناك أكثر من سارد لحدث رواية لكن يجب أن يكون هناك روائي واحد يمرر سرد الاخرين من خلاله، ولا بأس أن يتشارك روائيان بسرد ما يسرده آخرون، لكن يجب ان نعرف دائما أين هو الروائي وأين هو شخصية أو شخصيات الرواية. مقياس فنية السرد أو عدمه نستخرجه من داخل العمل الروائي ونضعه خارجه ونبدأ الالتزام به وقياس كيف يجب أن يتدفق السرد.

 ما تفضلت به عن تكسير المرايا، والحديث مباشرة عن مشوار شخصي وأدبي لي أو لغيري يخلق رواية معينة، بمواصفات معينة، لا يهشم التنظير الروائي، هذه أيضا سوف تكون مشروطة بقواعدها الخاصة. الحق كأنك تسللت إلى مكتبي وعرفتَ ما أفعله حاليا، اعترف لك واتمنى أن لا يكون في هذا شؤم لا أؤمن به على الرواية، لا أحب الكلام عن رواية قبل الانتهاء منها، أكتب الآن رواية من هذا النوع. لكن، لو امكنك التسلل إلى مكتبي واكتشاف ما افعله لا أدعك تتسلل إلى عقلي لمعرفة ما أفكر فيه لهذه الرواية، وماذا سوف يكون فيها. ليس كل ما يُعرف يمكن الكتابة عنه، فهذا يعني قبل كل شئ مغادرة حدود الفن الروائي إلى الصحافة، وهذه تركتها من زمان، كما لا أريد خيانة الرواية، تذكر ما قالته مارلين، الإغراء فن اخفاء ما يُراد إظهاره، هكذا الرواية، لا يجب أن تكشف كل شئ حتى لو كان بطلها هو الروائي نفسه الذي يعرف الكثير لكنه لا يكشف كل ما يعرف، خوف تجاوز حدود الفن لا من شئ آخر. 

ما اكتبه الآن إذن قد يصلح فصلا لهذه الرواية المقترحة منك، بل وأنت بطل فيها ولا تدري.  

 

 

سؤال:  تجربتك مع النشر، كيف تقيمها؟

 

جواب:   هذا موضوع يمكن كتابة رواية خاصة عنه، فيه الكثير من المرارة والضحك والحزن والخيبة والفرح، مرة قلت لصحافي سويدي سألني عن هذا الموضوع إذا كنت تجدني استحق جائزة كروائي، وأنا غير منشغل بها حقا، فأنا مؤكدا استحق جائزة كناشر، وكنت امزح طبعا، لأني أكثر الكتاب في العالم تعذب ربما من نشر الكتب، ليس في هذا مبالغة، السبب: ابتعادي عن الاحزاب والدول ومطابعها، التي خربت بالسياسة كما خربت في الأدب، حتى دور النشر الخاصة تنشر حسب مزاج لا تحزره، لا علاقة له بالجودة، أي واحد يستطيع دفع مبلغ في إمكانه نشر كتاب له الآن، كان في إمكاني أيضا أن أفعل ذلك، لكن ما كان ذلك ليشعرني أني كاتب حقا. هذا يعني: فوق حقه دقه. مقابل جهد سنوات ادفع لتسوق نفسك. لذلك كانت سعادتي كبيرة حين نشرت لي مؤسسات محترمة جدا بعض رواياتي دون دفع مني، مقابل ذلك عانيت كثيرا من نشر روايات أخرى لي، لم تسمح لي الظروف لدفعها إلى مطبعة، إذا نجحت في ذلك جرت حرب وضيعت المنشور، جاء تسفير وضيع المخطوط المجهد بكتابته، خسارات جمة لحقتني من حرفة الأدب هذه. إنما وأنا أنظر إلى كتبي اليوم اشعر كأن ابنائي بعد السهر والقهر اصبحوا اطباء ومهندسين أمامي.

 ليس من عادتي الشماتة لكن فرحت حين حُجبت جائزة محترمة كبيرة عن دور النشر، لأنها لا تستحق التقدير كثيرا، القائمون بها معظمهم لا يختلفون عن قصابين، العفيف فيهم قلة ضائعة بين كثرة خبصت الأدب درجة أصبحوا معها من أسباب تأخره في منطقتنا، رغمه اشعر بأسف عليهم، هم أيضا تجار يريدون الكسب والعيش في صورة أفضل.

 مرة كدت أقتل تحت ثقل عربة الكتب حين انزلقت نحوي وهصرتني بالجدار، سمعت أضلاع قفصي الصدري تطقطق، وهي تسحقني على الجدار بطيئا، قوة هرقلية لا أدري من أين انبعثت فيّ جعلتني أقاومها حتى انقذت، كان عليها أكثر من ألفي نسخة من روايتي (نجوم الظهر) قلت لنفسي حينه في حالة اختناق حد موت تقريبا: هل كتبت نجوم الظهر لأريها للناس أم لأريها لنفسي! تكلمت عن الموضوع في وقت سابق، لا أجد حماسا كبيرا للكلام فيه بعيدا.

 فوضى النشر في منطقتنا وعشوائيته من فوضى أوضاعه السياسية، لكن ثمة تغيرات ايجابية تحدث في مضمار نشر الروايات، تخصيص جوائز لها سيرغم الناشرين على طبع الأعمال الجيدة أملا في كسب لو فازت.

 

 

سؤال:  من خلال تجربتك مع القراء، ما هي أقوى ملاحظة اخترقت مسامعك ووجدانك من قارئ من القراء؟ وما هي أطرف ملاحظة تلقيتها من جمهور قراء تكتب له؟

 

جواب:   الحقيقة فوجئت أكثر من مرة بملاحظات قراء توقعت منهم الألمعية لكن لا إلى تلك الدرجة من النفاذ إلى ما تحت النص، لا استهين بهم طبعا لكن حرفية ملاحظاتهم استوقفتني، لكل مهنة عالمها تعرف، قد يتوقف خياط عند موضع من رواية ويتوقف غيره، مناضل أو شرطي أو امرأة متحررة عند موضع آخر منها حسب الاهتمام والخبرة والذكاء. لما جاءت ملاحظاتهم خارج نطاق اهتماماتهم أو ضمنها لامست تفاصيل خفية تحت السطح جعلني ذلك أشك في مصدر الملاحظة، كأن يكون مثلا سمعها المتكلم أو قرأها في مكان وجاء بها إلي كأنها من عنده. شككت إن أحد النقاد أو المتتبعين لما اكتبه وضع على لسانهم تلك الملاحظة أو غيرها رغبة في سماع رد فعلي خاصة لصدورها من غير متخصص. سألت احدهم مرة عن كيفية توصله لما قال، ابتسم، كأني اكتشفت لعبته. آخر أكد من عنده. واحد اعترف بأن فلان اخبره أن ينقل لي الرأي الذي ذكره. عموما ما وصلني قد يبدو من باب الاطراء، وجدت فيه دلالات لما يمكن أن تلعبه رواية في حياة مجموعة من الناس. ملاحظة أصلية باقية في ذاكرتي عن أخي احسان، قال: بغداد صاروا يقسمونها إلى شمال وشرق وجنوب وشمال في محطات الإذاعة والتلفزيون بعد صدور روايتك (ليلة بغدادية). فيها حرصت فعلا على تثبيت احداثيات للمدينة بهذه الطريقة، لإعطاء صورة واضحة للقارئ عما يحدث في الرواية. سابقا كانت مناطق بغداد تذكر حسب تسمياتها دون تحديد موقعها من مركزها.

 أيضا شارع المتنبي العريق المعروف، كان يسمى شارع المكتبات أو شارع الكتب بل وشارع السراي، سوق السراي جواره، اكثر من تسمية غير رسمية له، عام 1966 نشرت قصة قصيرة عنوانها (الموت والناس)  ذكرت فيها بأن الشارع اسمه شارع المتنبي، لا أذكر بالضبط لماذا فعلت ذلك، عام 2003 قال لي احدهم لولا قصتك المنشورة في الستينات ما ثبت اسم الشارع على المتنبي. كل واحد أسماه على هواه، هو شارع قصير بلا تسمية رسمية، الآن المتنبي أشهر شارع في بغداد.

 وفي ديرة عرب بعيدة، كانت مسرحا لروايتي (نجوم الظهر) عن أحداث الخمسينات، قال لي أحد اقاربي لولا روايتك كنا نسينا الكثير من تفاصيل حياتنا، بعد قراءتنا الرواية ارجعنا المضيف إلى مكانه، عادت بعض الكلمات إلى حياتنا بعد نسيانها.

 آخر، شاعر عراقي، كتب إليّ أنه لولا هذه الرواية ما كان عرف ماذا حدث في بغداد القديمة.

لكن أقوى الملاحظات التي اخترقت مسامعي حقا صدرت عن مثقف متنور حامل شهادة دكتوراه، قال: مَن يقرأ رواياتك يصير أذكى. آخر مكلوم من مشاكل الغربة قال: روايتك سقوط سبرطة كتبتها عني؟ غيره قال كنا في مظاهرة امام السفارة العراقية وخرج لنا القنصل يكلمنا حاملا مسبحة بيد وكأسا باليد الأخرى فقلنا هذا قرأ رواية برهان الخطيب وخرج يطبق برؤوسنا، وإذا به يتكلم بالضبط ما قلتَه في روايتك، فجاوبناه نحن أيضا بما كان مكتوبا فيها.

 لكن أطرف الأمور التي حدثت ربما سمعته في المسيب: ماذا فعلت بنا يا برهان ونحن كنا في ظروف الحصار، تكتب في روايتك عن ذهب مدفون في البئر ونحن طمرناه قبل ثلاثين عاما، اضطررنا إلى خلع طابوق ساحة البيت وحفرنا وحفرنا ولم نجد شيئا، أردنا الكتابة إليك لنعرف الموقع الحقيقي للبئر، سمعت الشرطة لا أدري كيف وجاءت تطلب حصة من الذهب، يابه لسه ما لقينا شيئا، قالوا تحفرون أمام أعيننا، هذا رقيب منا هنا. تعال غديه وتعال عشيه، ابتلينا، خفنا، اردنا نبطل الحفر، قالوا لا،  تواصلون. أخيرا عجزنا، ما لقينا أي شئ. صحيحة استاد برهان قصة الذهب هذه؟ يبدو حضورك الآن إلى المسيب بعد غيبة ربع قرن بسببه. ابتسمت طبعا وقلت له: صحيحة، الذهب أراه أمامي الآن، لم يعد مدفونا.  صاح: أين حصتنا إذن منه؟ قلت له إلا يكفيك هذا الكتاب جئت به لك؟! زعل ابن خالي وقال ضعه في جعبك.

 

 

سؤال:  من هو قارئك المفترض؟ كيف تتصوره؟ كيف تتوقع تفاعله مع إنتاجاتك؟

 

جواب:   هناك أكثر من قارئ مفترض أكتب له، احدهم يعيش في أقصى الكون، الثاني ملكة بريطانيا، الثالث فلاح من بلدي. لماذا هذا الاختيار؟ لا أعرف. الأول ربما لأني أريد أن تكون روايتي مكتفية بذاتها، قادرة على إيصال محتواها إلى الغريب حتى لو كان من غير هذا العالم. أيضا اذا انقرضت البشرية أفكر كطفل أن تكون روايتي رسولا لغيرنا، لإعادة بعثها في الذاكرة، وإذا استطاعت تعديل مسيرتها حسب احلامي.

 القارئ الثاني اخترت في اللاوعي ملكة بريطانيا، ربما لأني طمحت أن تكون رقيبا أرضيا على ما أكتبه، باعتبارها قمة الرصانة والتطلب في نظري، هكذا عليّ أن أجيد مخاطبة كل الناس كما لو كانوا هي. الفلاح اخترته كي لا أغرّب عن وطني بعيدا. كم نجحت بهذا في شد القارئ إليّ؟ اعتقد لا بأس، ردود الفعل التي وصلتني من أعلى المستويات، من أكثر من بروفسور، من طالبات ثانوية مثلا، أكدت  لرواياتي ترحيب وقبول عند الفضلاء، لا امتدح نفسي ورواياتي، اذكر رد الفعل نحوها بالضبط. هل هناك من وقف ضد هذا الرأي؟ نعم. قراء ثلاثة أو أربعة كتبوا تعليقات على موقع الكتروني ضدها. بعد حين اتصل أحدهم معي وقال أن بريده الالكتروني استعمله مجهول لتحرير ذلك التعليق، بل ان الشخص الثاني من المعلقين، قال يعرفه، دهش أيضا من استخدام اسمه ككاتب للتعليق الآخر.

  ليس في صالح رواياتي إبراز الردود الايجابية فقط عنها، لكن ذلك ما حدث. أخيرا لا جدال في الذوق. كل واحد يعجب أو لا يعجب بما يراه ويقرأه. حين يبدي شخص على مستوى عال من التعليم من السويد مثلا، وآخر من المغرب، ناقد عندكم من فاس، أستاذ في الجامعة، أو من العراق، اعجابه بها، يعني أن التفاعل تم على أصعدة مختلفة وأن رسالتي وصلت.     

 

 

سؤال: تختلي بنفسك، تسهر، تكتب، تنشر وتواكب ردود الأفعال القارئة وغير القارئة. لماذا كل هذا الإصرار على الكتابة في مجتمعات عربية ضعيفة الإقبال على القراءة ولا مبالية لكل الأشكال الثقافية المكتوبة؟

 

جواب:   لو قلت لك اسأل المطر لماذا يهطل، والنهر لماذا يجري، والبركان لماذا يثور، ترد لذلك اسباب معلومة، إذن أقول توجد اسباب ايضا لماذا أكتب، تسأل عنها، أنا أراها وراء الغيم في شكل نسالات تتطاير هباء احيانا، اراها في ضحكة وبكاء طفل، أراها في بسمة امرأة جميلة أو غير جميلة، كل النساء جميلات، أراها في هموم رجل تعبان، أراها في كل مكان باختصار، وفي كل وقت، لذلك قلت يوما لا أجد فرقا بين الحياة والأدب، لكليهما عندي باب واحد إلجه وأجد نفسي حاضرا هناك يكتب أو يمشي أو يأكل، أسأله أحيانا ماذا تفعل هنا يا أنا، يرد دعني يا ظلي، عليَ مواصلة وجودي بطريقة ترضيني، أنبهه أحيانا لكنك تعبت، لكنك تتألم فلماذا لا تترك كل شئ وتخرج إلى المقهى القريب، فتيات جميلات هناك، يمكنك الكلام والضحك معهن، هيا. يرد: طيب انتهي من هذه الفقرة وأفعل ما تريد، لكني في حالة عصيان دائم، على نفسي، على غيري، أكتب بحثا عن سلوان ينسيني ما أنا فيه، مم تعاني وكل شئ متوفر، أكتب لأني جد متضجر، لأن عليّ أن أكتب لو اختصر، لأني أريد أن يكون الناس وأنا أيضا أفضل وأجمل وأذكى وأكبر، كأني كلفت من رب الأرباب أن أهدي الناس إلى صلاح، أن أقلب الأتراح إلى أفراح، أن أصل إلى يقين كبير يعوض فقدان الإيمان بكل الأرواح، أن أطرد عنكم كل الأشباح.. أن.. أن.. أن أرد على سؤال يؤرقني لِمَ أنا موجود وتحت يدي تتوالى أقداح، لِمَ يلجأ صاحٍ أحيانا للراح، عليّ أن أوقف هذياني وإلاّ  مر الصبح الوضاح، وما وصلت لجواب شاف، ولا قدمت الايضاح..

هناك ألف سبب يدفع لارتكاب حماقة، اعتبرها مني هكذا طالما لا تجد سببا للكتابة، لكنها حتما أصعب الحماقات وأرقها، ولو انصفت قلت لو اهتز ايمان شخص بحث عن درب إليه بالكتابة، عن رد واحد لملايين الأسئلة المنهمرة على رأسه، بالكتابة يحاول الهرب أو الاستعاضة عن عالم غير منظم بآخر ينظمه بنفسه، عن عالم كتبت مرة لا يقدم ردا على أهم أسئلته إلى آخر يضع له بنفسه أسئلته وأجوبته، هكذا يشعر بسيطرة عليه، هكذا ينقذ نفسه من جنون.

 

 

 

سؤال:  الكتابة الإبداعية في زمن القرية الكوكبية، زمن العولمة، كيف تراها؟

 

جواب:   سؤالك من شقين، أولا قد يعني ما تأثير العولمة على الكتابة الإبداعية، أيضا قد يعني ما حال ومآل الكتابة الإبداعية في هذا الزمن، زمن العولمة، الذي هو أشمل من العولمة. ثمة مسافة بين السؤالين. إذا تناولنا الأول يقتضي الرد فهم ما هي العولمة أولا وما موقفنا منها. الايجابية والسلبية نحوها حسب فهمك وموقفك من العولمة. هنا نخرج من دائرة الأدب إلى دائرة السياسة. داخل تقاطعها يوجد أدب تخوم العصر، أدب الرواية السياسية مثلا، للمقالة الأدبية أيضا في زمن العولمة وجه سياسي، من هنا يكتسب إبداع زمن العولمة حيوية فائقة، ليس مصادفة اعتبار معظم النقاد أدب الرواية السياسية هو الأرقى والأصعب، هذا صحيح في رأيي، لم تعد الرواية آه وايه و وصف وقصف، هي تستوعب الآن جماليات الرواية المعتادة وتضيف إليها نكهة حريفة حادة من عالم السياسة. تؤثر العولمة إيجابيا      اعتقد، أصبحت الرواية أمتع وأروع وأغنى وأشمل وأوسع وأقرب إلى الواقع، في الأقل ذلك كان طموحي حين كتبت (على تخوم الألفين) (غراميات بائع متجول) و(ليالي الأنس في أبي نؤاس) و(الجنائن المغلقة). 

إذا تكلمنا عن زمننا عموما واعتبرنا العولمة ظاهرة تنمو فيه نجد إن مصادر الكتابة اغتنت وتنوعت، معرفتنا تتسع وتعمق، تجاربنا تتنوع وتكثر، حرياتنا تكبر وتصغر، اصبحنا نتنفس مع العالم، سابقا كنا نتنفس فيه، الوان العالم وعطوره ومذاقاته وسطوحه ازدادت حدا جعل وجودنا أكبر، أثيريا اتسع بالفضائيات، هكذا اهتماماتنا، هكذا متطلباتنا صارت مما نقرأ ونصنع.

 

 

 

سؤال:  " مطرب الحي لا يطرب" شعار عامي لكنه يلقى صدى لدى النخبة أيضا. فالمبدع العربي والمبدعة العربية محصنان ضد القراءة للمبدع الجار والمبدع ابن البلد. فأغلب المبدعين العرب حين يتعلق والأمر بإبداء رأي حول الكتاب الذين يقرؤون لهم، يقفزون مباشرة للضفة الأخرى والأسماء الأخرى. لمن تقرأ حاليا؟

 

جواب:   في كلامك كثير من صواب، السبب عدم وجود حركة نقدية ناضجة تفرز الجيد عن التافه، ترمي هذا إلى زبالة وترفع الأول إلى رفوف تتوجه إليها الأعين، هكذا يحترق الأخضر مع اليابس، هذا طبيعي في ظرف لم تعد فيه حتى حياة الأنسان كما في العراق ذات قيمة. الفوضى السياسية والاقتصادية تنسحب على الثقافة وتصيبها بداء عدم الثقة وتجعلها ضمن حالة عدم الاستقرار العامة. سابقا كانت الثقافة تقود الأمة، الآن أصبحت ذيلا تابعا للساسة، التشكيك بكل شئ جار على قدم وساق في منطقتنا. بالنسبة لي لا يهمني كثيرا ما يقال حولي، أنا مهتم بما أراه مطلوبا من نفسي، اقرأ للعراقيين بكل سرور، للعرب عموما، حتى لو كان المنتج الإبداعي هابطا، لأتعرف عليه في الأقل، لا أخفي عليك في الآونة الأخيرة لا أجد وقتا لمطالعة غير ما احصل عليه على الانترنت من الصفحات الثقافية، كذلك أنا مشغول حاليا بعمل جديد بين يدي، حين يصلني شئ لا اهمله، قرأت أخيرا كتاب الربيعي (أية حياة هي) وهو ذكريات ممتعة، كتبت عنه لـ (القدس العربي) كما قرأت عمل التكرلي الجديد (اللاسؤال واللاجواب) قصة طويلة بدأ بها وطورها حسنا، لكنه في النهاية سقط في القدرية ما حشرها في قفص. الذين يفوزون بنوبل اقرأهم طبعا. أعود أحيانا إلى الكتب المتراكمة في مكتبتي أسحب رواية قديمة مترجمة وابحر معها بعيدا.

 

 

 

سؤال:  أيهما أهم في الإبداع الأدبي: الخلفية النظرية أم النص الإبداع؟ هل تمتلك مشروعا جماليا يكسب نصوصك خصوصية وتفردا؟

 

 جواب:  النظري والإبداعي كلاهما ضروري. بالأول تغذي عقلك، بالثاني وجدانك. لكن ينبغي أن لا يؤثر أي منهما في الكاتب عميقا، كي لا يصبح مقلدا. العفوية ضرورية لسرد حيوي، هذه تنبع من تجربة الكاتب وثقافة شعبه وميوله الفطرية. كل هذا لا يلغي اهمية النص العلمي وكذلك السياسي للكاتب، ليجعل معرفته بالعالم متوازنة واسعة وتعبيره عن موضوعه منطقيا، يجب المتابعة والاطلاع بين حين وآخر على مستجدات العلم والسياسة والاقتصاد ليكون عقل الكاتب جزء من عقل العالم الذي نحن منه، هكذا يكون التفكير نابعا ورافدا فيه، ذا جدوى. هل امتلك مشروعا جماليا يكسب نصوصي خصوصية؟ اعتقد ينبغي لغيري أن يرد على هذا السؤال خاصة النقاد. استطيع القول أني حين بدأت في الستينات الكتابة كنت واعيا نقديا من كثرة قراءاتي، أعرف ما أريد أن أفعله بعد أن اطلعت ونبذت وقبلت مما كتبه الكبار قبلي، كانت نزعات التجديد الفالتة من عقالها على يساري، الواقعية التقليدية حد الابتذال على يميني، لم أشأ الانغمار في أي منهما. كنت أريد أن أكتب روايات حقيقية تبقى بعدي، كالتي كتبها اساتذة الفن الروائي، هذا يعني على هذه الرواية استيعاب لا ذاتي فقط بل ذات الأمة التي انتمي إليها دون سقوط في سطحية وتبسيط ولا نزعة شعبوية ولا نخبوية. في كتبي الثلاثة الأولى كنت أعرف أني أتمرن على كتابة الرواية الحقيقية. قبلها كتبت ونشرت ايضا. لكن كنت أعرف احتاج في الأقل عشر سنوات لبدء بدايتي التي أريدها، ذلك ما حدث، منذ (الجسور الزجاجية) عام 1975  طرحت روايتي جديا في الحركة الأدبية، للأسف لا يوجد عندنا وسط أدبي طبيعي فهو خاضع لسماسرة السياسة والنشر، لكنها حازت على اعلى تقدير من اهم النقاد هنا في سكندنافيا، فهل كان مشروعي الأدبي الجمالي يحمل في ثناياه خصوصية وتفردا؟ ردود فعل أخرى لم تكن سيئة. قبلي كان الروائيون العرب يركزون على الجانب الخارجي للحدث والشخصيات، في الستينات غرقوا قي استبطان الذات، أنا حاولت الجمع بين الاثنين. كتبت مجلة (الحوادث) اللبنانية عام 72 عن روايتي (شقة في شارع أبي نؤاس) مثلا بأنها رواية عن فنان منشق على نفسه، وهي أيضا كانت رواية سياسية بامتياز كتبوا في الآداب اللبنانية. إذن هي رواية عرضت موضوعها من الداخل والخارج، كذلك سعيت في رواياتي الأخرى لاحقا، ما جعلها متعددة الأسطح والأغوار، هل في هذا جدة؟ للقارئ أخيرا والنقاد الحكم. المهم أكثر من الجدة في رأيي أن يكون العمل الأدبي صالحا للقراءة بعد سنين من كتابته وهذا قد تأكده الأيام. رواياتي منتمية لغيري مثل انتمائها لي، في هذا ربما ضمان بقائها، أكثر من هذا لا أطمح.

 

 

 

سؤال: الثقافة والسلطة، الإبداع والرقابة، والأفق اللامحدود والخطوط الحمراء... ما هو موقفك من هذه الثنائيات؟ وكيف تموقع كتاباتك بينها؟

 

جواب:   من الطبيعي أن يستمع الكاتب لنداء قلبه وثقافته ويتخلى عن الخضوع لسلطة، هذا لا يعني أن عليه بالضرورة أن يكون مناهضا لها، غير معقول، ماذا لو ان سلطته عادلة ورحيمة، عالم السلطة والسياسة شئ وعالم الأدب آخر، يجب عدم خلطهما، مرة أخرى هذا لا يعني أن على الكاتب أن يغمض عينيه عما يحدث ولا يقارب السياسة، بالعكس يجب أن يكون في منتهى الفعالية حسب ما يسمح له الوضع، مقاربة السياسة بالكتابة شئ وممارستها كأداري شئ آخر، شخصية السياسي الحدية غالبا غير شخصية المثقف التصالحية، طبعا تستفاد السياسة لو مارس مثقف دورا فيها عن مقدرة، يحمل معه النزاهة والانصاف، هذا في كتاباته، موقف الكاتب يجب أن يكون نقديا إيجابيا نحو الأحداث، من هذا المنطلق يوازن في كتاباته بين طموحاته الفكرية والجمالية والخطوط الحمراء الموجودة، أي يمر من خلالها حاملا أفكاره عبرها، هذا جزء من الفن، لا يجب أن يكون الكاتب كلبيا يصرخ بالحقائق أنى وأيان خطر، يجب أن يعرف متى يقول كلمته ومتى يحجبها، طبعا أحيانا يكون الوضع حوله لا يطاق فيضطر لمغادرة بلده.

 عشت أنا في الخارج من أجل أن أكتب بحرية، التزمت في نفس الوقت بالضوابط الفنية والأخلاقية للعمل الإبداعي كأني موجود في بلدي، كانت النتيجة رغم ذلك منع معظم رواياتي في العراق وبعض الأقطار العربية، المشرقية خاصة. روايتي (الجسور الزجاجية) بيعت في المغرب مثلا جيدا أخبرني صاحب مكتبة، عموما نفدت منها ستة آلاف نسخة، أين؟ لا أدري. هذه الدولة أو تلك سمحت بهذه الرواية ومنعت تلك، لكن لم اتعرض أنا شخصيا لمضايقات في العواصم العربية أينما حللت، رواياتي لم توزع عربيا على العموم حسنا وآمل في المستقبل القريب صدور طبعات جديدة لها تجعلها في متناول القارئ العربي، الآن كبر هامش الحرية، يمكن نشر هنا وهناك ما كان ممنوعا سابقا. الغريب أنني حين قرأت سبب منع إحدى رواياتي إذ أطلعني زميل على تقرير الخبير وجدت الأمر مضحكا، الأسباب  واهية، لا يمكن تصورها سببا لمنع كتاب، الخبير كتب إن المؤلف ذكر في الصفحة المرقمة كذا هذه الكلمة، في هذه الصفحة قد يقصد بهذه الجملة هذا المعنى، أي ما هو غير مسموح، صفحة كذا المعنى غامض، المؤلف يسمي ثورتنا عاصفة الهلاك، وهكذا، أشياء من هذا القبيل.

على أية حال منذ البداية قررت أن لا تكون لي علاقة مع أية سلطة، مع أي حزب، لأكتب بحرية، والتزمت بهذا الشرط كل حياتي الإبداعية. من الناحية الفنية نجحت الروايات أخبروني، لكن بسبب السياسية لم تمر إلى المكتبات، لدي رسالة رسمية من وزارة الاعلام العراقية في السبعينات يكتبون  فيها بأن رواية الخطيب لو نشرت كانت شكلت إضافة متميزة للرواية العراقية لكننا لا نستطيع نشرها خشية إثارة هذا الطرف السياسي أو ذاك. وزارة ثقافة أخرى امتدحت بابل الفيحاء كثيرا، أيضا اعتذرت عن نشرها، لأن الكاتب يذكر في نصه فلان سني وفلان شيعي، كأنني ابتكرت السنة والشيعة من نفسي، هم يريدون غالبا إظهار الواقع من غير تضاريس، وتزويقه ليبدو مقبولا للرقيب، ما لم أوافق أن افعله مطلقا. مسؤول كتب إلي امسح هذه الكلمة من روايتك وعوضها بهذه تنشر روايتك مسلسلة بمجلة اسبوعية ونصنع منها فيلما سينمائيا، رفضت. بينما نشرت أبو ظبي روايتي (نجوم الظهر) مسلسلة بمجلة اسبوعية عام 86 حتى دون عرضها على رقيب الأرجح، فاجأتني سرعة نشرها، باختصار كتبت دون أن افكر سوى بما يمليه عليّ ضميري وثقافتي، دون تفكير بخسارة أو ربح، كنت اكتب للمستقبل، أصبت في نهاية، سمحوا بنشر وتوزيع هذه وتلك من رواياتي هنا وهناك، وما زلت في مرحلة اعداد لإيصال رواياتي جميعا إلى القارئ العربي طبعة جديدة منقحة. عملت عشر سنوات تقريبا في إعادة كتابة رواياتي وحفظها الكترونيا على سي دي وهي جاهزة الآن لنشر جديد.

 

 

 

سؤال: كيف تقيم هذا اللقاء الحواري؟ 

 

جواب:  استمتعت بالرد على أسئلتك، أحيانا سمعت أصوات آخرين من خلال أسئلتك، بعضها وجه إلي سابقا ولم أشأ تكرار ما قلته فاختصرت الرد أو التففت حوله، أسئلتك استوعبت هموما ابداعية عديدة، فيها ألق، ودي لو أني أجبت عليها في تأن بدل هذه العجالة التي تراها، الأسئلة المكتوبة تجر إلى التنظير أي ما لا أحبذه، لعل المقابلات التلفزيونية او الإذاعية أفضل،  لعنصر المفاجأة والتلقائية فيها، يذكي الحماس ويشحذ الذهن، على العموم أتمنى أن يكون هذا اللقاء نافعا للقراء، سوف أكون سعيدا لو استلمت منك أو منهم ملاحظات صادقة عنه تبين لي عثرة لو حدثت مني. شكرا أخي محمد سعيد الريحاني.

 

 

 

حوار منشور على صفحات جريدة "العرب الأسبوعي" عدد: السبت 6 أكتوبر 2007

على الصفحتين التاليتين: الصفحة 22 -  الصفحة

 

 23

العودة إلى صفحة حوارات من الشرق والغرب

 

 

 

خريطة الموقع

 

بَيَانَاتُ أدبية

أدب الطفل

"الحاءات الثلاث" مضامين الغد

روايات

 حِوَارَاتٌ مع الرَّيْحَاني

 حِوَارَاتٌ من الشرق والغربٌ

السيرَةُ الذَّاتِيَة

درَاسَات سِيميَائِيَةُ للأسماء

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

المَكْتَبَةُ الإِلكْتْرُونِيَةُ

مجاميع قصصية على الخط

رهانات الأغنية العربية

ENGLISH

FRANCAIS

الصفحة الرئيسية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

saidraihani@hotmail.com

ENOTE

<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-interviews-text7.htm</title>

<meta name="description" content=" interviewsavec l’écrivain Marocain Mohamed Saïd Raïhani, interviews led by Moroccan writer Mohamed Saïd Raïhani, حِوَارَاتٌ  مع محمد عز الدين التازي، محمد انقار، برهان الخطيب، نيلس هاو">

<meta name="keywords" content="entrevues, interviews, dialogue, dialog">