ريحانيات

anthology_1anthology_2anthology_3

 

"المدرسة الحائية"

مدرسة القصة العربية الغدوية

 

 

 

البيان الثاني

 

في الحاجة إلى "مدرسة للقصة العربية القصيرة"

 

 

 

I/- عن "ميزان القوى في الأدب":

 

 منذ انطلاق مشروع "الحاءات الثلاث" بأجزائه الثلاثة ("أنطولوجيا الحلم" عام 2006 و"أنطولوجيا الحب" عام 2007 و "أنطولوجيا الحرية" عام 2008)، كانت المواظبة على إعداد نوع جديد من القراءات للنصوص الأدبية سميت "قراءة عاشقة" لأن كاتبا يشرف على إنجازها تمييزا لها عن "القراءة النقدية" التي ينجزها الناقد وعن "المحاضرة" التي ينجزها الأكاديمي.

 

 إن اختيار شعار "قراءة عاشقة" هام للغاية لارتباطه بالضرورة بقلم "مبدع" في مجال من المجالات الأدبية موضوع "القراءة العاشقة". ففي "القراءة العاشقة"، تغيب المسافة وينمحي حضورها بين القارئ والنص ليتحدث هذا "القارئ العاشق" من داخل النص كاشفا عن مكامن القوة والجِدّةِ والجمال التي يعرفها بحكم كون المجال مجاله والحرفة حرفته. "القراءة العاشقة" هي الصوت المسموع للكاتب "القارِئ" للنص حين يفضل الكاتب "المُدَوّن" للنص الصمت والانسحاب.

 

 أما "القراءة النقدية" فتبقى حكرا على الناقد الذي وُجِدَ ليُحافظ على المسافة مع النص المقروء بهدف اختبار النص ووضعه على المحك ورصد آليات اشتغاله ومكامن قوته وخلله. لذلك، فبينما تندر "القراءة العاشقة" نفسها ل"تحبيب" النص للقراء،  تبقى "القراءة النقدية" أداة فعالة في "تطوير" أشكال إنتاج النص الأدبي والرقي بها.

 

أما "المحاضرة" أو "الدرس الأدبي" فَمُهِمَّةُ الأكاديمي الذي يؤرشف الإنتاج الأدبي (الإبداعي والنقدي) ويصنفه ويؤرخ له ويبوبه كي يصبح "مرجعا" للكتابة الغدوية و"حدا أدنى من أشكال التجريب" في الكتابة و"حجر أساس" ينطلق منه النص الإبداعي القادم ليعانق نقدا جديدا وَأَرْشَفَةً أكاديمية جديدة...

 

الأشكال الثلاثة من القراءات، إذن،  توضح بجلاء لا يقبل اللبس بأننا أمام ثلاث دوائر لثلاث مجالات ينبغي احترام استقلاليتها بحيث لا تتوسع دائرة على حساب أخرى ولا تتكلم الواحدة باسم الأخرى. إن "ميزان القوى الأدبية" يقتضي توازن دائرة "المبدع" ودائرة "الناقد" ودائرة "الأكاديمي".  

 

 

 

II/- فصل المقال فيما بين "المبدع" و"الناقد" و"الأكاديمي" من اتصال:

 

"المبدع" هو صاحب رأي وحامل قلم اختار "الثورة على كل المراجع وكل المرجعيات" وبدلك لم يعد مطالبا بالإدلاء بلائحة المراجع أو المصادر التي اعتمدها  في عمله سواء كان هدا العمل ديوانا شعريا أو مجموعة قصصية أو رواية أو مسرحية. إنه لا يحتاج لمراجع وما ينبغي له دلك ما دامت إنتاجاته الإبداعية خرجت للوجود لتتبوأ أعلى مكانة في سبورة "المَرَاجِع" وتقدم نفسها ك"مَصَادِر أدبية". ف"المبدع"، والعرب يتحاشون تسميته "خالقا" كما في كل ثقافات العالم Creator/Créateur، "يخلق" عوالم جديدة و"يبدع" فيها إما بالكلمة أو الريشة أو النغمة...

 

المبدع يقدم طروحاته من خلال منجزه الإبداعي وهو بدلك يعطي المثال في الكتابة ويوسع أو يغير أفق القراءة والنقد عكس الناقد الذي يقدم طروحاته النقدية ورؤاه لما ينبغي أن يكون عليه الإبداع الأدبي ولكنها تبقى دائما مشاريع في انتظار من يمكنه، من بين المبدعين، الاشتغال عليها وتحقيقها وإخراجها للوجود لأن الناقد لا يستطيع أن ينتج نصوصا إبداعية. إن "الناقد" هو أكاديمي اختار دراسة واختبار النصوص "المفردة" والأعمال "المفردة" لكاتب "بصيغة المفرد" وفق منهج نقدي محدد وعلى ضوء مدرسة نقدية بعينها.  لذلك، كان تحديد المرجعيات هام للغاية بالنسبة للناقد.

 

وأما "الأكاديمي" فلا يمكنه أن يكون "ثائرا" كالمبدع. إنه أكثر الثلاثة التزاما بالتدقيق وأكثرهم انضباطا للمراجع والمصادر. كما أن الأكاديمي، عكس الناقد، لا يدرس الأعمال الفردية. إن مهمة الأكاديمي هي "حفظ" الحصيلة الادبية وصون المكتسبات التي وصل إليها الإبداع والنقد في كل مرحلة من مراحل تطور الادب لتنطلق منها التجارب اللاحقة، الإبداعية منها والنقدية. إن مهمة الأكاديمي أقرب إلى مهمة ال"سكريبت-غورل" Script-Girl في فريق التصوير السينيمائي.  فإذا كانت مهمة الإبداع هي "فتح آفاق جديدة للكتابة" ومهمة النقد هي "اختبارها والتأشير عليها"، فإن مهمة الأكاديمي هي "حفظ" هذه المكتسبات و "أرشفتها" و"تدريسها" للطلبة لتصبح "واقعا أدبيا". "الأكاديمي"، إذن، ينتظر دائما إسهامات المبدعين والنقاد لإيداعها بنوك الإنتاجات الرمزية وتحويلها إلى كنوز وتدريسها للأجيال القادمة.

 

 إن الأكاديمي هو ناقد "بصيغة المفرد" لإنتاجات أدبية "بصيغة الجمع". لدلك، يغلب على الأكاديمي التوجه لتحقيق النصوص وإعداد البيبليوغرافيات والتأريخ للأدب وغير دلك.  لكن الأكاديمي باستطاعته أن يصبح "ناقدا" كلما "حصر" مجال اشتغاله على نصوص فردية أو أعمال فردية لكاتب بصيغة المفرد.

 

إن هذا التدقيق بين هؤلاء الفاعلين الثلاثة في حقل إنتاج الأدب، "المبدع" و"الناقد" و"الأكاديمي  هام للغاية قبل الانتقال إلى مدارس تكتلهم.

 

 

III/- لِكُلٍّ "مدرسته" ومجاله وأفقه وأدوات اشتغاله:

 

يتجمع الأكاديميون في الأكاديميات أو المعاهد كال "كوليج دوفرانس" مثلا. أما النقاد، فيتجمعون في مدارس نقدية ك "الشكلانية" و"البنيوية" و"ما بعد البنيوية" و"التفكيكية". بينما يتجمع المبدعون من الأدباء في مدارس أدبية إبداعية ك"الواقعية" و"الرومانسية" و"الطبيعية" و"الرمزية" و"السيريالية" و"الوجودية" و"الملحمية" و"العبثية"...

 

وبمقابلة "المدرسة الأدبية الإبداعية" مع "المدرسة النقدية"، يمكن استخلاص مجموعة من الفروقات الهامة: ف"المدرسة الأدبية الإبداعية" تستشرف المستقبل وتعمل باستمرار على "رفع سقف  التعبير الإبداعي"، أما "المدرسة النقدية" فتنكب على دراسة المعطيات المتوفرة في الزمن الحاضر وتعمل جاهدة على "ضبط الإنتاج الإبداعي" وإخضاعه لأدوات نقدية جاهزة وثابتة؛ كما أن "المدرسة الإبداعية" تبدأ حركة إبداعية "في الهواء الطلق" لتترسخ كمؤسسة رمزية قائمة على أرض الواقع وممتدة في الزمن إنها ترى النور بين أيدي القراء ثم ترسم طريقها نحو المؤسسات العلمية عكس "المدرسة النقدية" التي تخرج من رحم المؤسسات والجامعات وتخاطب الطلبة قبل أن تتواصل مع القراء...

 

وتبعا لذلك، يمكن التمييز بين مشاريع إبداعية ومشاريع نقدية ومشاريع أكاديمية. كما يمكن، تأسيسا على هذا التقسيم المؤسسي لمدارس  تكتل المبدعين والنقاد والأكاديميين، رصد "ملاحظات هامة" تخص المبدعين دون سواه من الفاعلين الآخرين وتهم الإنتاج الإبداعي الأدبي دون غيره من الإنتاجات النقدية أو الأكاديمية. وأهم هذه الملاحظات:

 

1)- ضعف التواصل بين المبدعين المغاربة وضعف الاعتراف المتبادل بينهم.

2)- اعتماد المبدعين على النقاد والأكاديميين لإنارة الطريق لهم بما جادت به البحوث والرسائل والأطاريح الجامعية.

3)- غياب الوعي المؤسسي لدى المبدعين كالوعي بأهمية تأسيس مدارس إبداعية مرجعية...

 

 ولكل هده الأسباب، جاءت "المدرسة الحائية" مدرسةَ مغربيةَ للقصة القصيرة يؤطرها كتاب القصة القصيرة المغاربة دون سواهم من باقي الفاعلين في الحقل الأدبي ويلهمها في دلك المشترك الجمالي والمضاميني للإنتاج القصصي القصير المغربي دون غيره من الإنتاجات الأخرى.

 

 

بيانات "حَائِيَةٌ" أخرى

البيان الأول: "الحائية"، أصول التسمية

البيان الثاني: في الحاجة إلى "مدرسة أدبية"

البيان الثالث:  "الحائية" أفق تجريبي عربي

البيان الرابع: "الحائية البدايات والامتداد

البيان الخامس: "المدرسة الحائية" ، الرهانات

 

محمد سعيد الريحاني"حائيا"

 

العودة إلى صفحة بيانات ومواقف

 

 

 

خريطة الموقع

 

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

بَيَانَاتُ أدبية

"الحاءات الثلاث"

 روايات

 حِوَارَاتٌ مع الرَّيْحَاني

 حِوَارَاتٌ من الشرق والغربٌ

أدب الطفل

درَاسَات للاسم الفردي

رهانات الأغنية العربية

قصص قصيرة جدا

مجاميع قصصية مشتركة

مجاميع قصصية على الخط

تقديم أعمال الأصدقاء

نقد ذاتي

نقد أدبي

أبحاث في الترجمة

أبحاث في الفن

أبحاث في الإعلام

الألبوم المفتوحُ

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

المَكْتَبَةُ الإِلكْتْرُونِيَةُ

ENGLISH

FRANCAIS

الصفحة الرئيسية

 

 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

 

ALL RIGHTS RESERVED

 

 e-mail : saidraihani@hotmail.com

 

<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-anthology-moroccan_school-text2.htm</title>

<meta name="description" content="مختارات من القصة القصيرة المغربية الجديدة، أنطولوجيا، المدرسة الحائية، مدرسة القصة العربية الغدوية، مدرسة القصة العربية القادمة">

<meta name="keywords" content="مدرسة ادبية، مدارس أدبية، مدرسة في الكتابة القصصية،ن مدرسة إبداعية