رَيْحَانِيَاتٌ |
||
|
|
|
|
|
|
|
|
"في انتظار الصباح"
مجموعة
قصصية
الأفواه الفاغرة
هنا قرب منحدرات
التلال،
أمام الغروب وفوهة الوقت،
قرب بساتين مقطوعة الظل،
نفعل ما يفعل العاطلون عن العمل :
نربي الأمل.
محمود درويش
حالة حصار
لوحة
يقف
الحمار ,تحت الأثقال، بانتظار قدوم صاحبه لينخسه على ردفيه ويسعفه ببضع ضربات على
عنقه ليوجهه نحو طريق الخروج.
ينتظر
الحمار دون سأم. يلعب بأذنيه. يوقف واحدة ويسقط الأخرى. يسقطهما معا. يرفعهما.يلوح
بهما ببطء. يقدم واحدة ويؤخر أخرى …
الانتظار :
يسقط شابان من سور الفندق بكيسين بلاستيكيين تنضغط
داخلهما قطع خشبية ثم يختفيان بين قوائم الحمير.يطل الرأس الأول من مكان ما ليرقب
العيون الآدمية ثم الرأس الثاني.وبضربة خفيفة لشفرة حلاقة يفصل الأذن الأولى عن
جمجمة الحمار ثم يدخل فرشاة أحذية بين فكي الحمار ويقطع لسانه. ثم يبدأ حصاد
الآذان والألسن : الأول يحصد من اليمين الثاني من اليسار حتى يلتقيان في الوسط
ليفرا من الباب المشرعة، بأكياس منتفخة تقطر دما…
صاحب الحمار يفيق من غفوته : حماره أحمر بلسان عمودي،
وفكين متباعدين هربت قطرات دمهما خارج باب" الفندق".يهب للتو جريا في
أثرها حتى يجد نفسه يطارد أكياس الآذان والألسن أمامـه، وهو يصرخ.
الهاربان
أمامه يلتمسان منه التراجع :
- وما تخافش …
- وراه هاذ السلعة ماشي لاولاد
البلاد…
- وراه غادا تباع
برا….
يتخلف الرجل
عن المطاردة.يتوقف عن الجري ممسكا بفكه الأسفل المتدلي على صدره واللعاب يتقاطر،
خاثرا ، على ساعديه…
يتحلق الناس حوله.
دردشات هامشية :
- ماذا حل به ؟
- أصابته أزمة …
- أوه !
- تنرفز ولما صرخ بقي هكذا…
- ضعوا له المفاتيح في يده…
- لكنه مريض من فمه !..
- انظر داخل فمه !..
- لسانه يتحرك، لكن صوته غير مسموع…
- حماره أيضا، داخل الفندق بلا صوت…
- أوه ! سبحان الله. إذن ليس لدينا
ما نفعله من أجله…
- انتظروا. لا تتركوا الرجل هكذا…لنأخذه إلى
المستشفى.
-
في
المستشفى :
الممـرض: اجلسوه،هناك.
النــاس:فكه سيسقط على صدره .
الممـرض:حالة عادية. اجلسوه ،هناك.
النــــــــــاس:والطبيب؟
الممــرض:منشغل بعملية جراحية.سيهتم به حين
يعود…
النــــــــاس:وهل سيظل الرجل
فاغرا فاه هكذا؟
الممرض:كل هؤلاء الزبناء الذين سبقوكم
لكراسي الانتظار يعانون من نفس العطب.وجميعهم ينتظرون بافواه فاغرة. إن الفك الأسفل سريع الانفلات والسقوط. التفوه
بفتحة فم كبيرة أو الصراخ أو الضحك هو سبب
العطب.
النــــــاس:اذن، لينتظر…
الممرض:هل لديكم شغلا تقضونه ؟
النـــــــاس:لا.
الممرض:اذن،اجلسوا
معه جميعا وا نتظروا...
سنة 2001
العودة إلى مواد المجموعة القصصية
|
خريطة الموقع
جميع
الحقوق محفوظة للمؤلف
ALL RIGHTS RESERVED
e-mail : saidraihani@hotmail.com
<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-shortstory-index.htm</title>
<meta
name="description" content="أعمال محمد سعيد
الريحاني القصصية، في انتظار الصباح، الحياة بملامح مجرم، وطن العصافير المحبطة writing">
<meta name="keywords" content=" نصوص
قصصية-
كتابات سردية- سرد- مجموعة قصصية">