رَيْحَانيَات
قراءات
في موسيقى
البوب
العالمية
ناس
الغيوان:
المجموعة
الغنائية
الوحيدة في
العالم
المفتوحة على
الزمن
كان لنهضة
مصر دور
إيجابي بوأها
مكانة
الريادة
عربيا على
كافة
المستويات
بما فيها المستوى
الفني. لكن
هذه الريادة
تحولت
إلى سلطة
قزمت الفنون
المحلية على
الخارطة
العربية فبدأت
المقاومة
الفنية
تتوالد في هنا
البلد وذاك.
هكذا، بدأت
تتشكل في
أواخر
الستينيات من القرن
الماضي أولى
البوادر
التجريبية في الساحة
الفنية
المغربية.
كانت أهمها:
*ناس
الغيوان: البحث
عن إيقاعات
أكثر حرية
وأكثر صدقا.
فكانت أغلب
نصوصهم اكناوية
تستلهم الفن الكناوي
المغربي
القائم على الجذبة.
*جيل
جيلالة: البحث
عن إيقاعات
مغربية تجسد
شعار رفض الواقع
الفني السائد
والتوق لآفاق
جديدة، فكان
اختيار فن
الملحون الذي
كان في زمن
سابق من
القرون
الماضية يخوض حربا
حقيقية على فن
آخر اعتبر في
حينه سلطة فنية
مهيمنة وهو فن
الطرب
الأندلسي.
*تاكدة:
واستلهمت
تقليدا فنيا
مغربيا
مختلفا أبعد ما
يكون عن
الجذبة وأقرب
إلى الفرجة
والمسرح هو فن
اعبيدات
الرما.
*عبد
الصادق شقارة:
مهمته
التاريخية كانت
المصالحة بين
الفن
الأندلسي
الراقي والفن
الشعبي
المغربي، وهي
المصالحة
التي كانت
ملهمة
المبدعين في ربوع
العالم في
الستينيات من
القرن الماضي
فأبدعت
السمفو- جاز
والروك اند
رول والهيب
هوب بعد ذلك...
*شباب
"الراي" أو فن المهمشين
والبحث
عن شكل فني
جديد في واقع
يائس سواء في
أرض الوطن أو
في المهجر . وهو
ما جعل
المتتبعين
يسمون الراي
"بلوز المغرب
العربي". فقد
عبر شباب
الراي الجسر
من جهة اختيار
الإسم الفني
الذي يبتدئ ب"الشاب"
متبوعا
بالاسم
الفردي
للمغني قلبا
للتقليد
الفني الذي كان
يخول سابقا
للمغني لقب "الشيخ"
متبوعا باسمه
العائلي قبل
أن يغني "الحكم
والمواعظ":
الشيخ
العنقا...
*مرتجلو
الهيب هوب أو
الراب ومهمة
فتح النقاش
حول القضايا
الاجتماعية والسياسية
والوجودية
داخل النص
الغنائي بدون
آداب أو
كياسة...
ظهرت
مجموعة ناس
الغيوان كرد
فعل مزدوج
يتقصد أولا إعادة
الاعتبار
للأغنية
الشعبية
بمقاماتها
وأغراضها
وأدواتها
الموسيقية. ويتغيا
ثانيا مقاومة
المد الخانق لهيمنة
الأغنية
التجارية
والإيقاعات
الجغرافية في الفن
العربي عموما.
وقد استطاعت
المجموعة أن
تؤسس لنفسها
مكانة متميزة
ليست فقط على الصعيد
العربي بل على
الصعيد
الإنساني. وهي
المكانة التي
لم تتحقق
بالإيقاع
والكلمة بل بالفلسفة
الغنائية
التي يفتقر
إليها التقليد
الغنائي في
الثقافة
العربية.
فمجموعة ناس
الغيوان تبقى
هي المجموعة
الغنائية
الوحيدة في
التاريخ الإنساني
التي بقيت
أشرعتها
مفتوحة على
الزمن وعلى
غير أعضائها
المؤسسين
والرواد. فقد
تفرقت مجموعة البينك
فلويد البريطانية
(The Pink Floyd) مرارا
بسبب
الخلافات
الداخلية بين
الأعضاء تمت
في الستينيات
بإبعاد
المؤسس (Syd
Barrett) واستبداله
بعازف
القيتارة ديفيد
غيلمر (David Gilmour) ثم
تبعه
الاستغناء في
الثمانينيات
عن المؤسس
الثاني رودجر
ووترز (Roger
Waters) ثم
كان إعلان "حل"
المجموعة
نهائيا سنة 2005 .
وبالمثل،
اعتزلت
مجموعة الأبواب
الأمريكية
الأسطورية (The
Doors)
الغناء
مباشرة بعد
انتحار
قائدها
ومنظرها جيم
موريسون في
الثالث من
يوليوز سنة 1971 في حداد
أبدي على موت
صديق لا يشبه
الأصدقاء.
كما
تشتتت مجموعة الخنافس
(The Beatles)
البريطانية
بعد 1967 سنة وفاة
المنتج براين
إبشتاين (Brian
Epstein) الرجل
الذي سهر
منذ بداية
المجموعة على
إصلاح ذات البين
بين أعضاء
المجموعة
والحفاظ
عليها. لكن الانفصال
النهائي كان
بعد صدور
الألبوم
الأخير
للمجموعة المعنون
(Let
It Be)
سنة 1970 السنة
التي بعدها
اندفع كل عضو
للاستفادة
الفردية من
اسم الخنافس
ونجاح
الخنافس وشعبية
الخنافس
بتجريب مشاوير
غنائية فردية (Solo)
بأسماء
فردية كدجون
لينن (John Lenon) أو رينغو
ستار (Ringo Starr) أو جورج
هاريسن (George Harrison) أو بول
ماكارتني (Paul
McCartney).
مجموعة
التسكع
الجميل (Supertramp) كانت
معاناتها
مختلفة. فمند
تأسيسها سنة 1969
جمعت الفرقة
أربعة أعضاء
هم ريتشارد
بالمر Richard Palmer وروبرت
ميلر Robert Millar وريك
ديفيز Rick Davies ورودجر
هوغسن Roger Hodgson. الفرقة
عرفت دخول
وخروج ستة عشر
عضوا مند 1969 حتى
اليوم لكن
التنافس الذي
بدأ خفيا في
البداية
وانتهى بعد
عشرين عاما
علنيا في سنة 1988
لم يشمل غير
القطبين
المؤسسين ريك
ديفيز Rick Davies ورودجر
هوغسن Roger Hodgson. فكل من
الرجلين مغن
وعازف قيتارة
وعازف على البيان
ولدلك فقد
انتهى بهما
الحل إلى "عقد
سري" يقضي "بتناوبهما
داخل السهرة
الواحدة أمام
نفس الجمهور
على نفس الآلة
والتعاقب على
الغناء". وإن
كان هدا "التعاقد"
دام عشرين
عاما فإنه
انتهى أخيرا
عام 1988 لينصرف رودجر
هوغسن Roger Hodgson
لمشوار منفرد (Solo Career) بينما أحيا ريك
ديفيز Rick Davies المجموعة
عام 1997 لكن دون
النجم رودجر
هوغسن Roger Hodgson صانع
شهرة التسكع
الجميل (Supertramp)
ليبقى ريك
ديفيز Rick Davies المغني الأوحد
للمجموعة
والعازف الأوحد
لها على
البيان.
أما مجموعة "الصخور
المتدحرجة" (The Rollin' Stones)
فقد
اختطت نهجا
مختلفا اتجاه
قبول عضوية
أفراد جدد إذ حافظت على
أعضائها
الستة منذ
1963 ولم تسمح
بدخول أي قادم
جديدعليها
فقد بقي الأعضاء
المؤسسون في
بداية
الستينيات من
القرن الماضي
هم نفسهم
أعضاء الفرقة
في العشرية
الأولى من القرن
الواحد
والعشرين: المغني
ميك دجاغر(Mick Jagger) وعازفا
القيتارة براين
دجونس(Brian Jones)
وكيث
ريتشارلز(Keith Richards) وعازف
البيان آين
ستيوورت(Ian Stewart) وعازف
الباص بيل
ويمن (Bill Wyman)وضابط
الإيقاع
تشارلي ووتس (Charlie Watts) وهم
لازالوا الآن
في سن الستين
من العمر أوفياء
لبعضهم البعض
ولنصوصهم
ولإيقاعهم
وفلسفتهم في
العزف
والغناء التي عرفوا
بها في بداية
الستينيات من
القرن الماضي
عندما كانوا
في سن العشرين
من العمر...
لم
تشبه مجموعة ناس
الغيوان
المغربية
مسارات الفرق
الغنائية
السالفة الذكر رغم
تقاطعها معها
في فلسفتها
الغنائية (Pop
Music) .
فقد واصلت
مشوارها رغم
موت قائدها
الأول بوجميع
سنة 1974 ورغم
المنفى (بعد
ألبومها "مهمومة"
أوائل
الثمانينيات)
ورغم موت
ربانها الثاني
العربي
باطمة سنة 1997.
فقد تأسست
المجموعة سنة
1970 بأربعة
أعضاء هم بوجميع
والعربي
باطمة وعمر
السيد وعلال
يعلى. لكنها
فتحت ذراعيها
سنة 1971 لعضوين
آخرين هما عازف
الكنبري مولاي
عبد العزيز
الطاهري
وعازف العود محمود
السعدي
اللذان غادرا
المجموعة،
بعد وفاة بوجميع، لقادم
جديد هو
المعلم
الكناوي عازف الكنبري
المعروف عبد
الرحمان باكو
سنة 1974 الذي
سيغادر
المجموعة
بدوره سنة 1993
ليحل محله
عازف الكنبري
الشاب رضوان
عريف إلى
حدود سنة 2000 وهي
السنة التي
عرفت دخول
أخوي الراحل العربي
باطمة إلى
المجموعة
وهما ضابط
الإيقاع رشيد
باطمة وعازف
الكنبري حميد
باطمة ولا
زال الباب
مشرعا في وجه
الزمن ما دامت
"ناس
الغيوان" فلسفة
في الغناء
وليست ضيعة
موسيقية في
أيدي
أربابها...
فكما يدل
اسمها،
ف"ناس
الغيوان"
تعني "أهل
الغناء وعشاق
السلم" على
حد قول أحد
روادها، عمر
السيد.
أي أن
المجموعة هي "إطار
فني مفتوح في
وجه كل عشاق
الغناء
والسلم".
ولعل
الضامن الأهم
للفلسفة "الغيوانية"
النبيلة هو "التعددية"
التي تميز هذه
المجموعة
الغنائية عن
نظيراتها من
مجايليها
داخليا
وخارجيا. فقد
كانت المجموعة
جسرا تعبر من
خلاله مفاهيم
التعددية والاختلاف
إلى الجمهور.
فبالإضافة
إلى "التعددية
الإيقاعية"
التي نهجتها
المجموعة
بحثا عن تعبير
أصدق يوحد
الشكل
بالمضمون، و"التعددية
الغرضية"
التي راوحت
بين الرثاء
والوصف
والحكم والغزل
والتصوف ومدح
النبي... فثمة "تعددية
وجودية" غدت
هذه الفلسفة
الغيوانية
ورعتها لم تكن
في الأصل غير "التعددية
الإثنية"
لأفراد
المجموعة. فقد
كان بوجميع
صحراويا، وعلال
يعلى
وعمر السيد
أمازيغيان،
وعبد الرحمان
باكو صويريا
والعربي
باطمة من قبائل
الشاوية...
مقال منشور
على صفحات
الجرائد
التالية:
على جريدة "المساء"
المغربية
بتاريخ
الإثنين25/12/2006
جريدة
"العرب
الأسبوعي"
اللندنية،
عدد السبت 24 مارس 2007
الفهرس
تاريخ
الصرخة في الأغنية
الإنسانية
المعاصرة:
الصرخة في السياق
الموسيقي
الغربي (1945-1967)
تاريخ
الصرخة في
الأغنية
الإنسانية
المعاصرة:
الصرخة في
السياق
الموسيقي
العربي (1967-2011)
ناس
الغيوان:
المجموعة
الغنائية
الوحيدة في
العالم
المفتوحة على
الزمن
خريطة
الموقع
جميع
الحقوق
محفوظة
للمؤلف
e-mail : saidraihani@hotmail.com
<<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-song2-chapter1.htm</title>
<meta
name="description" content="
دراسات في
الأغنية
لمحمد سعيد
الريحاني ">
<meta name="keywords"
content="موسيقى،
غناء، توزيع،
لحن، نغم،
طرب، أغنية