ريحانيات
قراءات
نقدية لأعمال
محمد سعيد
الريحاني
قلة هم
المبدعون
الذين
يشتغلون في
إطار مشروع
محدد المعالم
قبل البداية
في الكتابة. وضمن
هذه القلة نجد
القاص
والباحث
والمترجم محمد
سعيد
الريحاني.
فقد اشتغل ضمن
مشروعه الأول
"الحاءات
الثلاث: أنطولوجيا
القصة
المغربية
الجديدة" على
تيمات الحلم
والحب
والحرية. وهو
يعتمد على هذه
"الحاءات
الثلاث" و
يعتبرها "مادة
للحكي الغدوي
التي بدونها
لا يكون الإبداع
إبداعا". وها
هو يعود
بمشروعه في
صيغة إبداعية
جديدة ودائما
في مجال
السرد: حيث
يبدأ ب "خمسين
قصة قصيرة جدا"
وهي الخطوة
الأولى
والحاء
الأولى التي
تمثل "الحرية"،
كما يشير إلى
ذلك العنوان
الفرعي.
لا يمكن
لهذا العنوان،
أي "خمسون
قصة قصيرة جدا:
حاء الحرية"،
أن يمر دون أن
يوقظ لدى
المتلقي
–وخصوصا المغربي– سؤال
التناص مع
المجموعة
المشهورة "خمسون
قصة في خمسين
دقيقة" لمحمد
إبراهيم
بوعلو الصادرة
عن دار النشر
المغربية سنة
1983. وهي إحالة
يمكن أن
نقرأها في
اتجاهين:
الاتجاه
الأول: ذو طابع
تجنيسي يؤكد
على أن محمد
سعيد
الريحاني
يُمَوْقعُ
قصصه في إطار
مسار التطور
الأدبي المغربي
ويؤكد
انتماءه
للمدرسة
المغربية التي
طورت جنس
القصة
القصيرة جدا.
الاتجاه
الثاني: ذو طابع
موضوعاتي
ويتجلى في بدء
المشروع بتيمة
"الحرية"
واشتمال المجموعة
لقصص تمجد قيم
الحرية
والديمقراطية وحقوق
الإنسان وهو
ما دافع عنه إبراهيم
بوعلو كثيرا
خلال كتاباته
الثمانينية.
في
مجموعته
الجديدة "خمسون
قصة قصيرة جدا:
حاء الحرية"،
اشتغل محمد
سعيد
الريحاني
على الشكل
وعلى المضمون
معا، مما جعل
فكرة المشروع
تبدو واضحة ومعبرة.
فيما
يخص الشكل،
يركز محمد
سعيد
الريحاني
على الأنماط
الثلاثة
للقصة
القصيرة جدا
التي اقترحها
والتي يسميها
"القصة
الومضة" و"القصة
في دقيقة" و"القصة
المينيمالية".
ويمازج في
مجموعته بين
هذه الأنماط
لتتوزع القصص
على الشكل
التالي:
-
"القصة
الومضة"
التي تؤدى في
سطر واحد
وتتردد من
خلال خمس
نصوص.
- "القصة
المينيمالية"
التي لا
تتجاوز عشرة
أسطر وتتردد
من خلال ثلاثين
نصا.
-
"القصة في
دقيقة" وهي
تتجاوز
العشرة أسطر
وتتردد في خمس
عشرة نصا.
ولم
تتجاوز أطول
قصة ستة
وعشرين سطرا،
مع الإشارة أن
السطور يمكن
أن لا تكون تامة
ضمن هذه
الإحصائيات،
فيكون تعداد
الكلمات
قليلا مما
يؤكد على
انتماء
النصوص إلى جنس
القصة
القصيرة جدا.
كما
تميزت النصوص
باستعمال لغة
واقعية ومباشرة،
كان هم الكاتب
من وراءها
التعامل مع
واقعية
اللحظة
المحكية.
وخلافا
للكثير من
كتاب القصة
القصيرة جدا،
ترك محمد
سعيد
الريحاني
لجُمله
الفرصة
للذهاب بعيدا شكلا
ومعنى،
فطالت الجملة
وامتدت في
الكثير من
الأحيان على
مدى الفقرة،
مما جعل نفَس
الجملة يوازي
ويعضد نفَس
المقطع
السردي،
وساعده في ذلك
استعمال
أدوات الربط
المختلفة أو
الاكتفاء بالفاصلة
لدهم سلاسة و
تدفق المعنى.
بالإضافة
إلى هذا وذاك،
يستعمل محمد
سعيد
الريحاني
معجما لغويا
عاديا
وواقعيا
يذكرنا
بالمدرسة
الواقعية و
بالاشتراكية
الواقعية
التي تبناها إبراهيم
بوعلو سابقا
و غيره من
شعراء وكتاب
الستينات
والسبعينات
وذلك لأن
الفكرة عنده
والموقف تسبق
اللغة
والتعبيرات
الجمالية.
أما على
صعيد المضمون،
فقد جاءت
مجموعة محمد
سعيد
الريحاني
الجديدة "خمسون
قصة قصيرة جدا:
حاء الحرية"
حافلة
بالمواضيع
الآنية
والإنسانية
معا. حيث يمكن
القول أن هاجس
القاص كان هو
الإنصات لنبض
الشارع
الباحث عن "الحرية"
التي هي مدار
التجربة
الإبداعية في
هذه الأضمومة
القصصية وعن
تحقيق
تطلعاته إلى
عيش كريم
وحياة فاضلة.
وهكذا،
فقد تعددت
المواضيع
التي وقف
عندها القاص
وتوقف بذلك
عند علاقة
الفرد
بالمجتمع السياسي
والمدني وركز
على
المفارقات
الأخلاقية
التي تشوب هذه
العلاقة كخيانة
الفلاحين
لبوغاتشوف
وخيانة الرجل
لكلبه رغم
وفاء الكلب
المطلق له
وخيانة
المصلين لجمال
الدين
الأفغاني
وخيانة بعض
الجيران لبعضهم
الآخر أمام
بيت الدعارة
وخيانة القبيلة
للرجل الذي
أراد تزعم
محاربة
الخنازير التي
تعتدي على
محاصيل
القبيلة...
يقف
محمد سعيد
الريحاني
أيضا عند فكرة
التحدي
والتضحية من أجل
الأهل
والأفكار
والوطن فيعرض
علينا صورا من
النضال من أجل
القضايا
العادلة حيث
نرى رجلا يضحي
بكل ما له من
مال وأهل لكي
لا يكشف عن أصدقائه
ويفضحهم
ولتستمر
نضالاتهم
أمام الجلادين،
ورجلا آخر
يضحي بصحته
وبحياته ليوفر
لأهله بعض
المال من أجل
عيش أكثر
كرامة...
وتستحضر
قصص محمد
سعيد
الريحاني
القصيرة جدا
في مجموعة "خمسون
قصة قصيرة جدا:
حاء الحرية"
فكرة
الصراعات
الدائرة بين
الحاكم
والمحكومين
على أكثر من
صعيد. فنراها
تتخذ طابعا
عجائبيا في بركة
المتهم/المعتقل
الذي كلما
أخبر بشيء وقع
لمستجوبيه
حتى أصبحوا لا
يتمنون إلا
صمته؛ وطابعا
رمزيا عندما
يصبح "الرفض
فرض كفاية"؛ وطابعا
ساخرا عندما
يتبع أفراد
الشعب رجال
المخابرات
مرددين
شعارات عبارة
عن "نتف من
خطاب الرئيس"...
ولم
تغب تيمة
الموت عن فكر محمد
سعيد
الريحاني في
هذه المجموعة:
ف"الرئيس
على فراش
الموت"،
والكلب "انقض
على صديقه
فأكله"،
والرجل قتل
نفسه بيده
اليمنى و"بيده
اليسرى ورقة
كتب
عليها:"الرفض
فرض كفاية"،
"وحين اجتاح
الغزاة أرض
وطنه، صاح في
وجه رفاقه
ملهبا فيهم
الحماسة
والهمة: إلى
الأمام، ننتصر
أو نموت"...
واستحضر
القاص مجموعة
كبيرة من
الشخصيات التاريخية
التي غيرت وجه
التاريخ
وأثرت فيه
بشكل كبير
وكان حضورها أو
استحضارها
كعلامات
تاريخية
نستفاد منها دروس
وعبر من النوع
الذي ميز
الأدب
الواقعي ومن
هذه الشخصيات:
شيخ إمام،
عمر (ابن
الخطاب)،
معاوية (ابن
أبي سفيان)،
أم كلثوم، تشي
جيفارا، وأباطرة
الرومان بدء بتيتوس
ومرورا
بنيرون وكاليكولا
ووصولا إلى
كراكلا...
سيجد
القارئ في
مجموعة "خمسون
قصة قصيرة جدا:
حاء الحرية"
مجموعة من
الأسئلة التي
تحيل سواء
مباشرة أو
بأسلوب رمزي
على المعاناة
الإنسانية
وعلى مشاكل
الإنسان
العربي
الأخلاقية
والاجتماعية
والسياسية،
وهو ما نظنه
يوفر متعة
القراءة
الواعية...
قراءات
نقدية لأعمال
محمد سعيد
الريحاني
|
|
الرجوع إلى
القائمة
قراءات
في أعمال محمد
سعيد
الريحاني
تكريم
الصديقات
والأصدقاء من
أسرة الأدب
خريطة
الموقع
مترجمات
ْ |
||
جميع
الحقوق محفوظة
للمؤلف
ALL
RIGHTS RESERVED
e-mail : saidraihani@hotmail.com
<title>http://raihani.free.fr/arabicversion-reviews-text1.htm</title>
<meta name="description" content=" قراءات
نقدية لأعمال
محمد سعيد
الريحاني
<meta
name="keywords" content=" متابعات
نقدية،
قراءات
نقدية، قراءة
عاشقة ">