رَيْحَانِيَاتٌ

 

 

 

 

 

 

 

الحاءات الثلاث

أعمال مشتركة

المدرسة الحائية

مجاميع قصصية

لقاءات مع مبدعين

روايات

 لقاءات مع الريحاني

بَيَانَاتُ أدبية

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

تكريم الأصدقاء

مترجمات ْ

قصص قصيرة جدا

درَاسَاتُ إسمية

المَكْتَبَةُ الإلكترونية

الأغنية العربية

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

أدب الطفل

الألبوم المفتوحُ

 

 

 

 

 

قصائد شعرية

أبحاث في الترجمة

أبحاث  في الفن

أبحاث  في الإعلام

 

 

"موت المؤلف"

 

مجموعة قصصية

 

 

قاتلي، أنا لا زلت حيا

 

 

 

 

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها

 إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها لخير طاب مسـكنها

 وإن بـنـاها لشر خاب بانيها

     

علي بن أبي طالب

 

 

 

لا تلتفت لا يمينا ولا يسارا، فأنا لست خارجك!

 

لا تخف، فأنا لست هنا للانتقام!

 

لا تغلق النوافذ ولا الأبواب فصوتي لا يصل مسامع أحد غيرك. فأنا داخلك!

 

لا تهرب، فلا يمكنك الهرب من ذاتك!

 

أنا هنا فقط لأذكرك بأن أدوات القتل تبقى عقيمة حين يرتبط الهدف بالظلم والغدر والعدوان.

 

يوسوبوف! يوسوبوف!

 

أيها الأمير، هل تختلف معي بأن الرحلة كانت جميلة؟

 

أعتقد أنك لا تذكر غيرها، فانا أقصد تلك الرحلة الليلية على متن سيارتك المكشوفة حيث كنت تعتقد أنك تستدرجني فيها إلى قصرك في سانت بترسبورغ  لتسميمي.

 

لم أستمتع في يوم من الأيام بنجوم الليل كما استمتعت بها تلك الليلة في الكرسي الخلفي وراءك مباشرة على السيارة. متعة لم يكن يعكرها سوى أنفاسك المتسارعة الخائفة من اقترافك لفعلك الشنيع. وحدها أنفاسك كانت تعكر عليّ صفوَ ليْلي!

 

دخلت مرارا إلى قصرك لكنه لم يكن في أي من الأوقات بنفس درجة الكآبة والضيم التي كانها آخر مرة. الضجيج في "غرفة المتآمرين" في الطبق الأعلى كان يربكك وأنت تحاول الابتسام للموازنة بين جو الضيم حواليك وجو الخبث داخلك.

 

قبلت شرب النبيذ المسموم الذي قدمته لي احتفاء بي في حجرة الاستقبال وأنا أنظر إلى الخوف على محياك يستحيل فرحا بدنو حتفي. وخطر على بالي سؤال غريب وددت ان يصلك في حينه:

-"من منا يسمم الآخر؟"

 

وقبل تناول قطعة من الكعك الشهي على المائدة، سألتك:

-   "هل هذا الكعك على المائدة مسموم أيضا؟"

 

كدت تنهار على الأرض خوفا من انفضاح أمرك. لذلك وجدتها فرصة ذهبية لمضاعفة نسبة السم في أحشائي فعرضت عليّ طبقَ الكعك أمام وجهي لتلغي كل احتمالات الرجوع في طلبي وبالتالي إفلاتي من السم. لكنك لم تصدق أنني وجدت الكعك لذيذا وطريا  وأنا أزدرده الواحد تلك الآخر. حتى ما إذا أفرغت في جوفي قنينة النبيذ وطبق الكعك وطلبت المزيد، هَرَبْتَ صاعدا السلم لإخبار عصابتك الجبانة المختبئة في الطابق العلوي في "غرفة العار" لتخبرهم بأن السّم لا يُجدي نفعا  معي...

 

يوسوبوف! يوسوبوف!

 

أيها الأمير الوضيع، ألم تكن تعرف أنني "راسبوتين" بلحمه ودمه؟!

 

ألم تكن تعلم، أيها النذل،  أنني "راسبوتين"الراهب الوحيد المسموح له بمعاقرة الخمر، كل أنواع الخمور،  ومعاشرة النساء، كل النساء؟

 

ألم تكن تعلم، أيها الوغد، أنني "راسبوتين" الذي يشفي بيديه كل المرْضى من كل الأمراض؟

 

ألم تكن تعلم، أيها الخسيس، أنني "راسبوتين" علامة مسجلة من علامات الترياق ضد كل السموم؟

 

في الطابق الأعلى، تأخرت كثيرا. ربما خفْتَ من النزول ثانية لمقابلة رجل يخافه الموت. ولأنني شربت النبيذ حتى الثمالة وأكلت الكعك حتى الامتلاء، فقد كنت أنشد القليل من النوم. لذلك، سعدت كثيرا لنزولك السلم ثانية وإشهارك المسدس وراء ظهري فالرصاص يعجل بالراحة ويجعل النوم أكثر استقرارا. لذلك، تمددت على الأرض بعد طلقة واحدة على ظهري...

 

وذلك الحقير "سولس كيفيتش"، صديقك. ألم يستفد من درسك؟

 

هل كان يصدق بأن رصاصه قاتل؟

 

هل كان يعتقد بأن "راسبوتين" يهزمه الرصاص؟

 

كان الدم ينزف مني على طول الطريق التي ركبت فيها أكتافكم المرتجفة من ثقل وزني ومن ثقل قيمتي ومن ثقل الجريمة التي لا يمكنكم إخفاؤها؟

 

وحده وكيل الاستخبارات الأجنبي أدرك أنني لا زلت حيا.

 

وحده الغريب " أوزوالد راينر" أحس بنَفَسي الساخن داخل ياقة  قميصه.

 

وحده المجرم الدخيل أدرك ذلك فأمركما معا بإنزالي إلى الأرض كي يصوب رصاصته الأخيرة بين عيني قبل إلقائي في مياه نهر " نيفيدكا" المثلجة.

 

في برودة مياه النهر المنعشة، خطرت على بالي فكرة الانبعاث والعودة مجددا إليكم كي تفرغوا في جسدي ما تبقى من ذخيرتكم الحيّة. كان بإمكاني أن أحيا ثالثة ورابعة وخامسة وأعود إليكم لتقتلوني من جديد. لكنني فكرت في طريقة أخرى أعود من خلالها إلى الحياة: الانبعاث داخلكم، العودة إلى الحياة من داخلكم ومجالستكم في داخلكم وتأنيبكم من داخلكم!...

 

 بهذه الطريقة، لن يكون ثمة تسميم ولا تمثيل ولا مطاردة ولا إطلاق رصاص... 

 

بهذه الطريقة، لن يكون ثمة اختيار آخر غير المكاشفة والمصارحة والحقيقة التي لا يملك المرء القدرة على الهروب منها أو الاختفاء عنها...

 

قاتلي، أنا لا زلت حيّاً.

 

قاتلي، أنا لم أمتْ بعْدُ.

 

قاتلي، أنا هنا داخلك فلا تنتحر!

 

 

  

29 مارس 2007

 

 

 

 

العودة إلى مواد المجموعة القصصية

 

 

 

الحياة كما يتمناها الأموات

كل حياتنا للراحة وكل مماتنا للقلق

حالة تَبَلُّد

حالة تَسَمُّم

اذكروا موتاكم بخير!

على سرير الموت

أسوأ قدر لأسوأ أسير

الموت على طريقة الأباطرة

قاتلي، أنا لا زلت حيا!

مَوْتُ المُؤَلّفِ

 

خريطة الموقع

 

 

روايات

بَيَانَاتُ أدبية

"الحاءات الثلاث" مضامين الغد

مجاميع قصصية على الخط

 حِوَارَاتٌ مع الرَّيْحَاني

 حِوَارَاتٌ من الشرق والغربٌ

مجاميع قصصية مشتركة

درَاسَات سِيميَائِيَةُ للأسماء

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

المَكْتَبَةُ الإِلكْتْرُونِيَةُ

رهانات الأغنية العربية

ENGLISH

FRANCAIS

الصفحة الرئيسية

 

 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

 

ALL RIGHTS RESERVED

 

e-mail : saidraihani@hotmail.com

 

<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-shortstory5-index.htm</title>

<meta name="description" content="أعمال محمد سعيد الريحاني القصصية، موت المؤلف، writing">

<meta name="keywords" content=" نصوص قصصية-  كتابات سردية- سرد- مجموعة قصصية">