موقع ريحانيات

رَيْحَانِيَاتٌ

الحاءات الثلاث		أعمال مشتركة
المدرسة الحائية		مجاميع قصصية
لقاءات مع مبدعين		روايات
لقاءات مع الريحاني		بَيَانَاتُ أدبية
دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ		تكريم الأصدقاء
مترجمات ْ		قصص قصيرة جدا
درَاسَاتُ إسمية		المَكْتَبَةُ الإلكترونية
الأغنية العربية		السيرَةُ الذَّاتِيَةُ
أدب الطفل		الألبوم المفتوحُ

قصائد شعرية

أبحاث في الترجمة

أبحاث في الفن

أبحاث في الإعلام

"وَرَاءَ كُلِّ عَظِيمٍ أَقْزَامٌ"

مجموعة قصصية

مُدُنُ الأقزام

"الاستبداد يضطر الناس إلى استباحة الكذب والتحايل والخداع والنفاق والتذلل وإلى مراغمة الحس وإماتة النفس ونبذ الجد وترك العمل..."

عبد الرحمان الكواكبي

"طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"

دار الشرق العربي، الطبعة الخامسة، 2003، ص: 107

ألفا سنة قبل الميلاد، وصول خبر اكتشاف النار:

"أشرعة السلام والخير"، هكذا سماها أجدادهم وهكذا يسمونها الآن، هم أيضا، حين تطالعهم صدورها الخشبية وهي تشق عباب البحر خارجة من حلقة الشمس المشرعة في الأفق الأزرق ومُبحرة في اتجاههم حيث وقف أجدادهم وأجداد أجدادهم ينتظرون ما تجود به حمولة "أشرعة السلام والخير" مما جادت به بركة السماء لمقايضتها بما جادت به بركة الأرض:

- ما هذا؟!...

- الأسلحة البرونزية والأواني الزجاجية...

- كيف صنعتم هذا؟!...

- بالنار.

- وكيف تشعلون النار؟!...

- يضرب حجر على حجر.

- هل للنار فوائد أخرى غير صناعة البرونز والزجاج؟!..

- نعم. هي تفيد أيضا في الشواء والإنارة والتدفئة والدفاع عن النفس...

انتعش أبناء البلد بالسلع الجديدة وفكروا في رفع قيمة المكافأة هذه المرة فأعطوا الوافدين ما تيسر من نساء وغلمان لكن التجار الفنيقيين فضلوا مقايضة السلع بالسلع وليس بالإنسان فامتثل أبناء البلد كي لا يفقدوا، تحت نشوة الفرح، صديقا يختصر لهم المسافات فقايضوا البرونز بالفول والباذنجان والزجاج بالبرتقال والعدس وأغدقوا عليهم بالشكر على أمل وصول سلع أخرى لا تقل روعة في المرة القادمة.

ألف سنة قبل الميلاد، الدفعة الثانية من السلع: الكتابة

- ها هي طلبيتكم: الكتابة.

- وما هي الكتابة؟!...

- الكتابة هي تدوين كل ما تفكرون فيه أو تقولونه أو تريدونه أو تحلمون به...

- وما الجدوى من الكتابة؟!...

- إنها تقرب البعيد، وتخبر الغائب أو تخبر عنه، وتخلد العابر والفاني، وتحفظ الأفعال والاقوال والعواطف والخواطر من النسيان...

- وكيف نكتب؟!...

- تُحْفَظُ الرموزُ أولا ثم تُدَوّنُ مُرَتّبَةً حسب المراد والقصد في الذهن. وحين يطلع عليها الناس، فإنهم يقرؤونها تماما كما قصدتموها أو يجتهدون في ذلك فيفهمون أفضل حتى مما قصدتم...

- رائع! وماذا تسمونها؟!...

- سنكون أسعد إذا سميتموها نسبة إلينا وتداولتم الاسم في ما بينكم...

ألف سنة بعد الميلاد، الدفعة الثالثة من السلع: الدين

- هل أنتم وثنيون؟

- ما معنى "وثنيون"؟

- أتعبدون الصخر والحجر والبقر والنار والحطب؟!...

- تلك آلهتنا...

- تلك سلع. مجرد سلع. أما "الله"، فواحد أحد صمد لم يلد ولم يولد...

- هل هناك دين آخر غير ديننا؟!

- نعم. "دين الفطرة"...

- نورونا، إذن!...

ألفا سنة بعد الميلاد، الدفعة الرابعة من السلع: العجلة

- ألا زلتم تحملون السلع والمدافع والناس على الدواب؟ ألم تعرفوا العجلة بعد؟!...

- العجلة من الشيطان!...

- ليس المقصود "العجلة في قضاء الحاجة" بل العجلة كوسيلة لتسهيل النقل والتنقل...

- ولماذا العجلة؟!...

- العجلة لتوفير الاعتماد على الدواب، وتسريع السير والخدمات التجارية، ومضاعفة حجم البضائع المنقولة...

- إذن، آتنا بالعجلة!...

سنين ضوئية بعد الميلاد، الدفعة الأخيرة من السلع: الحداثة

- ألازلتم تركعون لمن هو أكبر منكم وتكررون ما ورثتم؟!...

- هذا ما فتحنا عليه أعيننا...

- ولكن يجب أن تتغيروا!...

- نحن قوم نخشى الفتنة...

- تقبلوا اختلافاتكم أولا وستتغيرون بعد ذلك...

- وكيف نتقبل اختلافاتنا؟!...

- ثمة فلسفة تعينكم على ذلك.

- وما هي؟!...

- "الحداثة".

- هاتها!...

- ولكن "الحداثة" تحتاج إلى مجهود: ضروري من النار والدم والتضحية بالغالي والنفيس...

- (مقاطعين) لا. هات طريقا آخر أسهل وأهون!...

- أو بالتوافق مع كل الأطراف.

- (مقاطعين) هذا أفضل!...

- هلا صاحبتني لإدخال "الحداثة" إلى مجتمعاتكم؟...

- (مقاطعين) لا. نحن لا نبرح مكاننا. كل الهبات تأتينا حتى مكاننا، هنا. اذهبوا أنتم، إنا ها هنا قاعدون.

- ألا تبذلون جهدا!...

- نحن أذكياء وديننا هو "اقتصاد الجهد". نوفر الجهد ولكننا لا نتجاهل المبتكرات. نقتني كل ما يفيد لكن دون قطرة عرق أو دم. لذلك، تروننا نتطور لكن دون تقديم ضحايا أو قرابين...

- ولكن التطور يتطلب العرق والدم والضحايا والقرابين!...

- هذا خطأ. أنظر إلى حالتنا وستغير رأيك لكن، رجاء، دَوّنْ ملاحظاتك على دفتر الزوار من العابرين كما هو متعارف عليه في متاحف الكون كله...

ملاحظات الزوار من العابرين:

- أوه، كم أنتم صغار في أحجامكم! لا بد أن طلباتكم صغيرة في مستوى أحجامكم!...

- الأمية عندكم مرجعية. من يكتب لكم أسماء حوانيتكم ومقاهيكم وشوارعكم وساحاتكم؟!...

- المعابد عندكم دائما فارغة، ما هو اليوم المقدس عندكم؟ يبدو أنه لا دين لكم!...

- ألديكم وسائل نقل وأنتم تستخدمون الرجال لحمل السلع والشيوخ والموتى والإثقال؟!...

- هل أنتم حداثيون؟ إنكم تقولون مالا تفعلون، وتفكرون فيما لا تريدون!...

- أنتم قوم مستهلكون تعيشون على عرق غيركم. ولذلك، كان عقابكم دائما: "الحياة على هامش التاريخ". إن التاريخ، كالبحر، لا يقبل الموتى. ولذلك، فهو، على مدار الساعة، يقضي وقته يلقي بالجثث والجيف إلى الصخور والشواطئ المنسية مع الطحالب والنفايات والأزبال...

سنة 2003

العودة إلى مواد المجموعة القصصية

مُدُنُ الأقزام

من "غرنيكا" إلى "غزةْ"

"بَطْنِسْتَانْ"

أرض الانقلابات

وراء كل عظيم أقزام

خليفة الله في أرْضه

ضرائب مستحقة للعظيم

العظيم وطواحين الريح

في أزبالنا كل أسرارنا

صورة الأب العظيم

الجريمة والعقاب

إِنِّي خَيّرْتُكُمْ، فَاخْتَارُوا!

مباراة شغل خاصة بالمتفوقين

حملة انتخابية

تَصْفيقات

"عَبْزْفْ"، القِرْدُ الهَجَّاءُ

نظرية الانفجار الأعظم

الشياطين لا تدخل بيوت الله

صدمة القزم: الوعي بالذات

حذاء خاص بوجوه العظماء

"مدينة بوفراح"

خريطة الموقع

روايات	بَيَانَاتُ أدبية	"الحاءات الثلاث" مضامين الغد
مجاميع قصصية على الخط	حِوَارَاتٌ مع الرَّيْحَاني	حِوَارَاتٌ من الشرق والغربٌ
مجاميع قصصية مشتركة	درَاسَات سِيميَائِيَةُ للأسماء	دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ
السيرَةُ الذَّاتِيَةُ	المَكْتَبَةُ الإِلكْتْرُونِيَةُ	رهانات الأغنية العربية
ENGLISH	FRANCAIS	الصفحة الرئيسية

e-mail : saidraihani@hotmail.com

<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-shortstory2-index.htm</title>