رَيْحَانِيَاتٌ

 

 

 

 

 

 

 

الحاءات الثلاث

أعمال مشتركة

المدرسة الحائية

مجاميع قصصية

لقاءات مع مبدعين

روايات

 لقاءات مع الريحاني

بَيَانَاتُ أدبية

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

تكريم الأصدقاء

مترجمات ْ

قصص قصيرة جدا

درَاسَاتُ إسمية

المَكْتَبَةُ الإلكترونية

الأغنية العربية

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

أدب الطفل

الألبوم المفتوحُ

 

 

 

 

 

قصائد شعرية

أبحاث في الترجمة

أبحاث  في الفن

أبحاث  في الإعلام

 

 

"وَرَاءَ كُلِّ عَظِيمٍ أَقْزَامٌ"

 

مجموعة قصصية

 

 

حملة انتخابية

 

 

 

 

"أقل ما يؤثره الاستبداد في أخلاق الناس أنه يرغم حتى الأخيار منهم على ألفة الرياء والنفاق ولبئس السيئتان، وأنه يعين الأشرار على إجراء غي نفوسهم آمنين من كل تبعة ولو أدبية. فلا اعتراض ولا انتقاد ولا افتضاح لأن أكثر أعمال الأشرار تبقى مستورة يلقي عليها الاستبداد رداء خوف الناس من تبعة الشهادة على ذي شر..."

 

عبد الرحمان الكواكبي

"طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"

دار الشرق العربي،  الطبعة الخامسة، 2003، ص: 89

 

 

 

 

حكمة المجربين، قبيل الاستعدادات:

"انصتْ لنبض رجل الشارع وارتجل الحلول في الحال. وإياك وصحبة كلمة "لا" خلال حملتك الانتخابية. لا تعارض حتى من يعارضونك.

حَدِّدْ مخاطبيك بعناية بحيث يكونوا "كتلا" وليس "أفرادا" وواظبْ، طيلة الحملة الانتخابية، على استقبال كتلة من الكتلة الوازنة. التعامل مع الكتل أيسر وأكثر فعالية من التعامل مع الأفراد. ركز على الكتل والتكتلات ممن يبيعون الأصوات بالجملة ولا تركز على الأفراد ممن يبيعون أصواتهم  بالتقسيط.

ولا تنس بأن الأهداف بين الناخبين والمرشحين تختلف: فبينما يريد الناخبون مجرد البقاء على قيد الحياة، يتوق المرشحون دائما لحكم من بقوا على قيد الحياة من الناخبين..."

 

اليوم الأول من الحملة الانتخابية:

الوسطاء: كل اقتصاد البلاد يقوم على أكتافنا. ومع ذلك، فلا وضع اعتباري لنا ولا أي شيء. نُقَرَبُ الحسناوات الجموحات من الرجال الخجولين ممن تفيض جيوبهم أوراقا نقدية، ونقرب المستثمرين ما لا تراه العين المجردة من مشاريع مربحة وفوانيس سحرية... نحن الوسيطات والوسطاء، نساء ورجال التقريب، مبعدون من الاعتراف ومن التكريم فكيف نَقترب من الصندوق يوم التصويت؟

المرشح: اقتربوا من الصندوق وصَوَتوا عَلَيَّ في اليوم الموعود وسأقوم أنا، بعد ذلك، بتقريبكم مني ومن الجميع...

 

اليوم الثاني من الحملة الانتخابية:

المنكوبون: هنا، نعيش. هنا، رأينا النور وتزوجنا وأنجبنا كل هؤلاء الأطفال. هنا نعيش، في هذه المجامر الكبيرة التي يسميها غيرنا "كارْيانات". اليوم، نحن نريد الترخيص لنا ببناء مساكن لائقة في أحياء لائقة. لا نطلب بيوتا جاهزة ولا مساعدة مالية من أبناك. نريد فقط الترخيص بالبناء.

المرشح: حسنا، اذهبوا وابنوا حيثما شئتم.

المنكوبون: لكن المدينة امتلأت عن بكرة أبيها ولا مكان لنا فيها؟...

المرشح: ألم يتبق في المدينة ساحات عمومية ونقط مفترق الطرق وكورنيشات وبولفارات؟... اذهبوا وابنوا بيوتكم فيها وعليها وبجوارها وأنا الضامن.

المنكوبون: وكيف نبني في فضاءات يحرم علينا حتى رمي أعقاب السجائر فيها؟!...

المرشح: أنا أقول لكم اذهبوا وابنوا مساكنكم فيها كيفما تشاؤون. ابنوا بيوتكم فيها بأي شكل تحبون: بشكل أفقي أو عمودي  أو مائل. ابنوا على عتبات بيوت أعدائي وخصومي وأتباع أعدائي وخصومي وهم نيام حتى إذا ما استيقظوا وجدوا أنفسهم في قبور بلا أبواب. وبذلك، تكونون قد ربحتم بيوتا في حلق من لم يخدمكم خلال ولاياتهم وأكون قد تخلصت من منافستهم وإزعاجهم... وموعدنا اليوم الأخير من الحملة الانتخابية لأسمع منكم الكلمة الأخيرة وتسمعوا مني القرار الأخير...

 

اليوم الثالث من الحملة الانتخابية:

المشعودون: ضُيَقَ علينا الخناق وصرنا نطارد حتى داخل بيوتنا واتهمنا بالردة والكفر والشرك والوثنية وعبادة الجن والشياطين... ونحن، اليوم، على استعداد لمقايضة أصواتنا باسترجاع حقوقنا وكرامتنا وعلانية شعائرنا ومشروعية عملنا وتجارتنا...

المرشح: لكم ما طلبتم ولي أصواتكم وموعدنا اليوم الأخير من الحملة الانتخابية لأسمع منكم الكلمة الأخيرة وتسمعوا مني القرار الأخير...

 

اليوم الرابع من الحملة الانتخابية:

القتلة: قُدَرَ علينا أن نرتكب جريمة قتل في يوم من الأيام لدافع من الدوافع وأدينا الثمن سجنا لأكثر من ربع قرن. وعند الإفراج عنا بعفو رئاسي، بعد كل هذا العقاب وضياع كل هذه السنين من العمر، لا زال المجتمع ينفر منا...

المرشح: أنتم ستشتغلون معي. وعليه، سيصبح مصيرنا، نحن الاثنين، واحد سواء قبل الانتخابات أو بعدها...

القتلة: وما طبيعة العمل المطلوب منا القيام به، الآن، في عز الحملة الانتخابية؟!...

المرشح: سَتُصَفُّونَ خصومي السياسيين جسديا كي أبقى المرشح الوحيد بعدما تم إغلاق ملف الترشيحات والتزكيات ولم تبق فرصة لأحد خارج دائرة المستفيدين ممن ينافسونني...

 

اليوم الخامس من الحملة الانتخابية:

الفلاحون: نغذي ونشبع المواطنين ولا من يلتفت لنا ولا حتى لخسائرنا. خسرنا ونخسر دائما في زراعتنا وغلاتنا والقروض تلتهم أراضينا ومساكننا وتقذف بنا للتشرد سنة بعد سنة، عائلة بعد عائلة...

المرشح: كيف؟ ألم تجربوا الحل السحري؟ ألم تجربوا زراعة القنب الهندي؟!...

الفلاحون: ومن سيتركنا نزرع القنب الهندي؟!...

 المرشح: ازرعوا الحشيش ونوعوا غلاتكم كي ترتاح الأرض وراوحوا بين زراعة القنب الهندي هذه السنة وزراعة الأفيون في السنة القادمة وزراعة الكوكا في السنة الثالثة. ازرعوا الحشيش فلكم فيها التعويض عن السابق واللاحق من الخسائر ولكم فيها الأرباح تلو الأرباح. وموعدنا اليوم الأخير من الحملة الانتخابية لأسمع منكم الكلمة الأخيرة وتسمعوا مني القرار الأخير...

 

اليوم السادس من الحملة الانتخابية:

العاطلون: جيلنا جيل الشباب الضائع. نحن ضائعون. لا عمل لنا ولا رأس مال نتحرك به ولا أي شيء...

المرشح: ولكن يكفيكم أن تمدوا أيديكم ليأتيكم رأس المال!...

العاطلون: في أي اتجاه سنمد أيدينا وإلى من؟!...

المرشح: اخرجوا ليلا وتطوعوا لتخليص المدينة من الكلاب والقطط الضالة بقتلها. وستندهشون لتلقيكم المقابل المادي لقاء عملكم التطوعي هذا في الحال. فقد كانت الكلاب والقطط الضالة دائما رأس مالكم وأنتم لا تعلمون. اقتلوها واطحنوها واصنعوا بها الكفتة والنقانق وبيعوها للمطاعم والجزارين وانتعشوا ماديا ومعنويا. وإذا ما صوتم عَلَيَّ، فسأكون الضامنَ لدوام تجارتكم ونموّ رساميلكم وأرباحكم واستثماراتكم. وموعدنا اليوم الأخير من الحملة الانتخابية لأسمع منكم الكلمة الأخيرة وتسمعوا مني القرار الأخير...

 

اليوم السابع من الحملة الانتخابية:

اللصوص: لا أرض تقبلنا ولا مناسبة ترحب بنا: لا الأعياد ولا الحفلات. لا أحد يتقبل طريقة كسبنا لقوتنا ورزقنا!...

المرشح: صوتوا علي وسأجعل الجميع يتقبلكم ويتفهمكم...

اللصوص: ولكننا نشتغل في مجال المُحرَم من قبل كل الشرائع والقوانين والتشريعات الدنيوية والأخروية...

المرشح: صوتوا علي وستصبح السرقة، بقوة القانون الذي يحول الأمور إلى عرف ومنطق،  حلالا مباركا. فالقانون لا يحمي المغفلين. كما أن من لا يستحق شيئا، يجب ألا يحتفظ به وإنما عليه تسهيل نقله أو انتقاله إلى من يستحقه. وبذلك، يُحَرَم عليه ما لا يستحقه ويُحلل على منتزعه لأن الحق "ينتزع ولا يعطى". وبعد التصويت عَلَيَّ، ستستبدل كلمة "السرقة" بكلمة "استرجاع الحقوق" و"إعادة توزيع الملكيات". كما ستستبدل كلمة "السارق" و"اللص" بكلمة "المناضل"...

 

اليوم الثامن من الحملة الانتخابية:

المومسات: نحن منبوذات في هذا المجتمع ولا قيمة لأصواتنا...

المرشح: بل لأصواتكن قيمة ولحضوركن وزن ولوجودكن ضرورة... يكفيكن أن تنظمن أنفسكن في شبكات وتتعاونن على إنجاحها فالتعاون قوة. ويكفيكن التعاون معي في حملتي بتعليق صورتي على مؤخراتكن وأنتن تَجُبْنَ الشوارع الرئيسية بالمدينة وإلصاق شعاري على جبهاتكن وأنتن تفاوضن زبناءكن. فإذا ما فزت بالانتخابات، أدمجتكن في المجتمع وَطبَّعْتُهُ معكن. وموعدنا اليوم الأخير من الحملة الانتخابية لأسمع منكن الكلمة الأخيرة وتسمعن مني القرار الأخير...

 

اليوم التاسع من الحملة الانتخابية:

المثليون: نحن نُطَاَرَدُ في كل مكان ومن قبل الجميع، شرطة ورجال دين ومومسات...

المرشح: اعطوني أصواتكم واعطوا ظهوركم بعد ذلك لمن يرغب ركوبها من زبنائكم فلا تخشوا بذلك لومة لائم إذ سأصبح، بموجب تعاقدنا هذا، حامي ظهوركم وضامن سلامة زبنائكم...

 

اليوم العاشر من الحملة الانتخابية:

الشاطر: أريد الزواج من ابنتك، أيها المرشح...

المرشح: أَوَلا يمكن للمواطن الزواج من ابنة مواطنه المرشح للانتخابات؟ خُذْهَا وَكُرّ فأنت حُرٌّ. مهر ابنتي هو مليون صوت قبل انتهاء الحملة الانتخابية.

الشاطر: لكن رفقا بي، أيها المرشح!...

المرشح: أيهما تفضل: مليون صوت في هذه المناسبة، عيد الانتخابات؟ أم  مليون ناقة في مناسبة عيد الأضحى؟ أم مليون قفطان مغربي مرصع بالزمرد واللؤلؤ والفيروز والمرجان في عيد الفطر؟...

الشاطر: أنا أقترح مليون سنتيم كمهر أنت في غنى عن قيمته المادية، أيها المرشح...

المرشح: المليون سنتيم التي تقترحها مَهْراً لابنتي الوحيدة، أنا الآن أطي منها الآلاف لمصوتين لا أعرفهم ولا أفكر في الدخول بهم أو مضاجعتهم. أنا أعطيها لهم فقط ليصوتوا عَلَيَّ دون تطاولي على عذريتهم وشرفهم وكرامتهم... أما أنت،  فلسوف تدفع مليون صوت لقاء ابنة المرشح الوحيدة للدخول بها ومواقعتها. أتسمع؟ ابنة المرشح الذي سيصبح برلمانيا ثم رئيسا للحكومة ثم رئيسا للبلاد. وستصبح أنت بالتالي مرتبطا بعلاقة مصاهرة مع رجل يطل برأسه عما قريب على الكعبة المشرفة من أعلى هرم السلطة في هذه البلاد دون الحاجة إلى الحج إليها سياقة أو سباحة أو طيرانا...

 

توقعات الحصاد:

- أشعر وكأنني تكلمت لمدة أسبوع أو أسبوعين دون انقطاع. العياء يكتسحني. الإرهاق يتملكني...

- بل تكلمت لمدة أسبوعين وقابلت خلالها كل التكتلات واللوبيات والعصابات والمافيات والقوى الضاغطة والقوى السائرة في طريق الضغط... واليوم هو اليوم الأخير من عمر الحملة الانتخابية. وخارج بيتك قطعت المواصلات والتجوال والحركة بكافة أنواعها. فلقد حج الناس إلى عتبة بيتك لمبايعتك طبقا للوعد الذي قطعته على نفسك وإياهم...

- ألا تشم في الأمر رائحة التمثيل والادعاء؟

- بل أشم في الأمر إحساسا بالاعتراف بكفاءتك وقدراتك من خلال مهارتك في الخطابة والإقناع وهالة الكاريزما  التي لا تفارقك...

- ولكن خصومي أقوياء وقواعدهم الانتخابية كبيرة ونفوذهم أكبر!...

- آخر الأخبار تتحدث عن أشكال غامضة من الموت والانتحار والاغتيال تعرض لها كل منافسيك السياسيين خلال الحملة الانتخابية ولم يبق من الوجوه الانتخابية أحد غيرك وحظوظك في الفوز مطلقة وأكيدة...

- أحقا ما تقوله؟ هل فعلها العفاريت؟!...

- رحلة الألف ميل بدأت ولن يكون بمقدور الحواجز والعوائق إيقافها...

- وما هذه الموجة الصوتية التي بدأت تصل مسامعي الآن؟!...

- إنها الشعارات.

- هو الحلم  وقد بدأ يتحقق قبل اليقظة!...

- هلا خرجت إليهم لتحيتهم؟!...

- حسنا، اخرج إليهم أنت وحيهم مكاني وقل لهم بأنني على عهدي ثابت وبأن النتائج غدا هي المحك واتركني أنتشي بنجاحي المسبق من خلال هذه الشعارات الحماسية وهذا الجو الفردوسي الحالم...

 

إنا وإن طال الزمان *** لا بد يوما ننتصر

مرشحنا سيد البشير *** هو رمز التحرير...

 

بتاريخ: 14 دجنبر  2011

 

العودة إلى مواد المجموعة القصصية

 

مُدُنُ الأقزام

من "غرنيكا" إلى "غزةْ"

"بَطْنِسْتَانْ"

أرض الانقلابات

وراء كل عظيم أقزام

خليفة الله في أرْضه

ضرائب مستحقة للعظيم

العظيم وطواحين الريح

في أزبالنا كل أسرارنا

صورة الأب العظيم

الجريمة والعقاب

إِنِّي  خَيّرْتُكُمْ، فَاخْتَارُوا!

مباراة شغل خاصة بالمتفوقين

حملة انتخابية

تَصْفيقات

"عَبْزْفْ"، القِرْدُ الهَجَّاءُ

نظرية الانفجار الأعظم

الشياطين لا تدخل بيوت الله

صدمة القزم: الوعي بالذات

حذاء خاص بوجوه العظماء

"مدينة بوفراح"

 

خريطة الموقع

 

 

روايات

بَيَانَاتُ أدبية

"الحاءات الثلاث" مضامين الغد

مجاميع قصصية على الخط

 حِوَارَاتٌ مع الرَّيْحَاني

 حِوَارَاتٌ من الشرق والغربٌ

مجاميع قصصية مشتركة

درَاسَات سِيميَائِيَةُ للأسماء

دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ

السيرَةُ الذَّاتِيَةُ

المَكْتَبَةُ الإِلكْتْرُونِيَةُ

رهانات الأغنية العربية

ENGLISH

FRANCAIS

الصفحة الرئيسية

 

 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

 

ALL RIGHTS RESERVED

 

e-mail : saidraihani@hotmail.com

 

<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-shortstory2-index.htm</title>

<meta name="description" content="أعمال محمد سعيد الريحاني القصصية، حذاء خاص بوجوه العظماء، أبو القاسم الطنبوري، نوادر العرب، الطاغية، قزم، وراء كل رجل عظيم أقزام writing">

<meta name="keywords" content=" نصوص قصصية-  كتابات سردية- سرد- مجموعة قصصية">