|
رَيْحَانِيَاتٌ |
||
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
"وَرَاءَ كُلِّ عَظِيمٍ أَقْزَامٌ"
مجموعة قصصية
مباراة شغل خاصة
بالمتفوقين
"الترقيات، على أنواعها الستة، لا يزال الإنسان يسعى وراءها ما لم
يعترضه مانع غالب بسلب إرادته. وهذا المانع إما هو القدر المحتوم، المسمى عند
البعض بالعجز الطبيعي، أو هو الاستبداد المشؤوم. على أن القدر قد يصدم سير الترقي لمحة ثم يطلقه فيكرّ راقيا. وأما الاستبداد فإنه يقلب السير من الترقي إلى الانحطاط، من
التقدم إلى التأخر، من النماء إلى الفناء..."
عبد الرحمان الكواكبي
"طبائع الاستبداد ومصارع
الاستعباد"
دار الشرق العربي، الطبعة الخامسة، 2003، ص: 116
إعلان عن
مباراة:
يعلن مركز "خاء راء" عن
تنظير مباراة خاصة بالكفاءات الوطنية المتخرجة هذه السنة الدراسية من إحدى المعاهد
والجامعات المحددة أسفله والحاصلين على ميزة "حسن جدا" أو أعلى.
المباراة
ستجري بمقر مركز"خاء راء" على العنوان التالي خلف القصر الرئاسي
وفق منهج عملي تطبيقي حديث يرتكز على المقابلة الشفهية فحسب باعتماد لائحة أسئلة "نعم/لا"
بحيث يدمج المتباري الناجح إثرها في سلك الشغل المتباري عليه.
آخر أجل لإيداع ملفات
الترشيح هو مساء هذا اليوم على أن تبدأ المباراة غدا صباحا ليعين الناجحون رسميا
في مناصبهم مباشرة بعد الزوال.
في ممر غرف الامتحانات الشفهية:
الخوف عارم بين المتبارين المتحلقين حول الباب: ما يجري وراء الباب لا يصل سمعهم وثقب
باب الغرفة الأولى لا يظهر شيئا كما أن المتباري الذي يدخل من هذه الباب تفتح له
باب ثانية ليخرج منها إلى الجهة الأخرى، جارّاً معه أسرار الغرفة وأسئلتها...
المجموعة الأولى من الأسئلة داخل الغرفة الأولى:
- هل أنت مستعد نفسيا للشروع في الأمر؟
- بكل تأكيد.
- لا تتفاجأ، فالأمر لا يتعلق بالإجابة الشفوية
عن سؤال شفوي، بل بالتجاوب ايجابيا مع صيغة أمر غير قابل للنقاش.
- حاضر.
- ألا زلت جاهزا؟
- بكل تأكيد.
- إذن، ردد هذه الكلمة ورائي: "أنا كلب!"
- ولكنني لست كلبا! أنا طالب
متفوق بشهادة معترف بها و...
- قل "أنا كلب!"...
- ولكنني...
- لا زالت أمامك فرصة أخيرة: قل "أنا كلب!"
- أنا كلب!...
- تهاني الحارة لك بمناسبة مرورك إلى المجموعة
الثانية من الأسئلة في الغرفة المجاورة. تفضل!
المجموعة الثانية من الأسئلة داخل الغرفة الثانية:
- هل أنت مستعد للاختبار؟
- نعم.
- يبدو أنك تجاوزت الحاجز النفسي في الغرفة الأولى؟
- ممكن.
- ألا زلت جاهزا؟
- بكل تأكيد.
- قل: "أنا كلب أليف مع سيدي الذي يعطيني اللحم والعظم"!
- "أنا كلب أليف مع سيدي الذي يعطيني اللحم والعظم"!
- ألف مبروك مرورك إلى المجموعة الثالثة من
الأسئلة في الغرفة الثالثة. تفضل!
المجموعة الثالثة من الأسئلة داخل الغرفة الثالثة:
- جاهز؟
- نعم.
- قل: "أنا كلب شرس حين يُطلب مني تمزيق
خصوم سيدي"!
- "أنا كلب شرس حين يُطلب مني تمزيق خصوم سيدي"!
- يسرني أن أزف إليك قرار مرورك إلى المرحلة ما
قبل الأخيرة في المباراة في الغرفة الرابعة على اليمين. حظ سعيد!
المجموعة الرابعة من الأسئلة داخل الغرفة
الرابعة:
- جاهز؟
- نعم.
- اثبت أنك كلب يمشي على رجليه ويديه ويعوي أو ينبح...
- حاضر.
(يمشي
على رجليه ويديه وهو يعوي)
- تهاني الحارة!
لقد تفوقت في كل المراحل وهذه شهادة تنجيحك في المباراة
وهذه وثيقة تعيينك في منصبك. ألف مبروك! ودام لك التفوق والنبوغ! تفضل، إلى قاعة الحفلات!...
حفل النجاح في قاعة الحفلات، عند الزوال:
الجوقة الموسيقية تعزف:
"وحياة
قلبي وأفراحه
وأنا في
مسا وصباحه
ما لقيت
فرحان في الدنيا
زي الفرحان بنجاحه"...
يلتحق الجميع بالجوقة، إدارة وأساتذة و"مُنَجَّحِينَ"،
في كورال جماعي كبير:
"الناجح
يرفع يدو
نغني في عيدنا وعيده
ونجاحنا يدوم دوما
دوما على طول، دوما
دوما على طول، دوما
دوما، دوما، دوما
هيه!"...
مُبَاشَرَةُ سِلْكِ الوظيفة، مُبَاشَرَةً
بَعْدَ فُسْحَةِ الزّوَالِ:
ستعد، كل يوم، مقالا مكتوبا
باسمك وترفقه بصورتك. اكتب أي شيء يخطر على بالك، فالكاتب هو كل من كتب شيئا على الورق.
أما مضمون ذلك الشيء المكتوب، فغير ذي قيمة. المهم، هو
أن يكون لك عمود في الصفحة الأولى من ثلاثمائة كلمة يوميا، وأن يتعود الناس على
ظهورك الذي سيسمونه حضورا، وأن تقتحم عالم النخبة...
المال؟
لا تضرب حسابا لا
للمال ولا للترويج ولا للمبيعات ولا لأي شيء... لا تفكر حتى في القراءة والمقروئية، فسنفرض كتاباتك على الناس بالقوة في كل مكان
ك"ضريبة وطنية":
في السوق وفي المدارس ومراكز البريد ومكاتب الماء والكهرباء...
لذلك، عليك أن تهتم
بمظهرك قبل مأكلك وشربك لأن الكاميرات ستكون ضيفا يوميا على مكتبك: عليك أن تبدو
نجما سينمائيا، منهمكا مشغولا. أما خارج المكتب، فستكون حاضرا على الدوام في
الصفوف الأمامية لكل حلقة تحضرها نخب من عيارك وستركز عليك الكاميرا بالتناوب مع رفقائك الآخرين حتى
يستأنس بك المشاهدون ويتقبلوا المهام التي ستسند إليك دون غيرك لأننا سنرسلك في
بعثات للخارج لتمثلنا وتمثل الوطن...
وبهذه الطريقة، حين يعتاد الناس
على صورتك وحضورك، سترتقي المناصب العليا وتصبح أكثر ظهورا. آنذاك،
قدم الترشيحات إلى ما يمكن الترشح
إليه فلسوف تُنَجَّح كما نُجِّحْتَ اليوم، ولسوف
تُقْحَمُ في مراكز القرار لتساعدنا، نحن السابقون، على قول "نعم"
ولتَرُدَّ بذلك الجميلَ الذي تُتَوَّجُ به اليوم في هذه
المباراة التي خُصّ بها المتفوقون دون غيرهم...
سنة 2005
العودة إلى مواد المجموعة القصصية
إِنِّي خَيّرْتُكُمْ، فَاخْتَارُوا!
"عَبْزْفْ"، القِرْدُ الهَجَّاءُ
خريطة الموقع
جميع
الحقوق محفوظة للمؤلف
ALL RIGHTS RESERVED
e-mail : saidraihani@hotmail.com
<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-shortstory2-index.htm</title>
<meta
name="description" content="أعمال محمد سعيد
الريحاني القصصية، حذاء خاص بوجوه العظماء، أبو القاسم الطنبوري، نوادر العرب،
الطاغية، قزم، وراء كل رجل عظيم أقزام writing">
<meta name="keywords" content=" نصوص
قصصية- كتابات سردية- سرد-
مجموعة
قصصية">